من هو القواس؟
بقلم: سيسيل ليموين / TSM. الصور (3/5) و الملاحظات: سيسيل ليكا/ lpj.org
الأرض المقدّسة – يُعد القواس جزئًا هامًا من تقاليد موكب الكنيسة في الإحتفالات والأعياد السنويّة المختلفة، وهم ليس فقط جزء من التراث الشعبي في القدس، بل أيضًا حُّراس للتقاليد الموروثة عبر التاريخ، حيث يحافظون على ثبات إقامة الصلوات الدينيّة في المدينة المقدّسة.
بالإضافة إلى وجودهم العلماني وجانبهم الفلكلوري، لا يُعرف سوى القليل عن تاريخ مهنة القواس الّتي تثير فضول الكثير من الزوار. من هم؟ ما هو تاريخهم؟ وما هو دورهم؟
للإجابة عن هذه الأسئلة دعونا نلقي نظرة على التاريخ.
مهنة القواس هي مهنة تاريخيّة، الكلمة مشتقّة من كلمة القوس، وعلى مر العصور شكّلت فرقة القواس أو الرماة جزءًا هامًا من الجيوش، كانت مهمّتها تغطية عمليّات الإقتحام أو الإنسحاب في المعارك.
وخلال حُكم الدولة العثمانيّة الّتي تأسّست عام 1299م وانتهت بسقوطها عام 1924م، أُطلق مصطلح القواس على حاملي السيف الممتهنون مسؤوليّة الحراسة الشخصيّة للشخصيّات البارزة في الحكومة العثمانيّة ولكن بصورة تدريجيًا تمّ توظيف القواس لحراسة الدبلوماسيّين الأجانب.
"عرب سويسرا"
سمحت اتّفاقات عام 1970 الّتي تمّت بين الدولة العثمانيّة والعديد من القوّات الأوروبيّة (بما في ذلك فرنسا) على منح حقوق وامتيازات للمسيحيّين المقيمين في الأراضي العثمانيّة من ضمنها حقّ تعيّن القواس.
حينها قامت الحكومة العثمانيّة بتعيّن الجيش الإنكشاري لحراسة السلطان، وعندما تمّ إعطاء هذا الحقّ للقنصليّة الفرنسيّة فضّلت توظيف السكّان المحليّين كقواسٍ لها، وكسب عاملي هذه الوظيفة على ميزة خاصّة كالإعفاءات من الضرائب والرسوم الجمركيّة، لذا "أصبحت وظيفة القواس مرغوبة بشكل خاصّ،" من كلام مافالدا آدي وينتر، مؤرّخة للحكم العثماني في سوريا […].
بسبب دورهم ومظهرهم، يتمّ تشبيه القواس أحيانًا بحراس الفاتيكان السويسريّين.
"إنّهم عرب سويسريون،" قال الأب ماري-ألفونسين راتيسبون، أحد مؤسّسي بعثة نوتردام دي سيون، خلال رحلته الأولى إلى القدس عام 1856.
يشهد هذا اليسوعي على أنّه منذ ذلك الوقت كان القواس يرافق السلطات الدينيّة في المدينة، حيث كتب في نصّ تمّ نشره في حزيران عام 1894: "يسبق البطريرك دائمًا اثنان من القواس العظيمين والترجمان (مُترجم)".
"بسبب ارتباطهم بالمصالح القنصليّة الأجنبيّة فليس من الغريب أن يستمرّ القواس في لعب دور هام على الأقل في الأماكن ذات الوجود الأجنبي والإستعماري القوي مثل لبنان أو القدس،" كما يقول الباحث مافالدا أدي وينت، مُشيرًا إلى حقيقة أنّ القنصليّة الفرنسيّة في القدس قد تولّت مسؤوليّة حماية الوجود الكاثوليكي في الأرض المقدّسة.
"حماية الصليب"
ومع ذلك، بما أنّ لكلّ من الكنائس الثلاث (اللّاتينيّة والأرثوذكسيّة والأرمنيّة) قواها الخاصّة، فالسيّد أثناسيوس ماكورا، المسؤول عن الوضع الراهن لحراسة الأراضي المقدّسة، يضع تفسيرًا آخر لتاريخ ودور القواس في المواكب الإحتفاليّة: "من المحتمل أن يكون أصل استخدام القواس مرتبطًا بالدور الّذي أدوه في الحفاظ على النظام في كنيسة القيامة وبذلك يشكّل القواس جزءًا من الوضع الراهن (ستاتيسكو) في الإحتفالات الّتي تقام في كنيسة القيامة حيث يقومون بتقسيم وضبط المكان، حيث قام العثمانيّون بتحديد هذه المهام عام 1852 ولم يتمّ تغيّرها منذ ذلك الحين"…
هذا التقرير نُشر على موقع البطريركيّة اللّاتينيّة في القدس، لقراءة المزيد إضغط هنا.