سنة على زيارة قداسة البابا فرنسيس إلى العراق، غبطة البطريرك الكاردينال ساكو يؤكّد أنّ صوت البابا ما يزال حاضرًا في العراق
سنة مضت على الزيارة التاريخيّة الّتي قام بها قداسة البابا فرنسيس إلى العراق من الخامس وحتّى الثّامن من آذار/ مارس ٢٠٢١، حيث سعى إلى بثّ الرجاء في قلب شعب ما يزال يعاني من تبعات الحرب والإرهاب.
في السّابع من آذار/ مارس عام ٢٠٢١ رُفعت الشّعارات واللّافتات المرحبة بقداسة البابا فرنسيس في مدينة الموصل، الّتي أُعلنت في شهر آب/ أغسطس من العام ٢٠١٤ عاصمة دولة الخلافة الإسلاميّة. شاء السكّان المحليّون أن يعبّروا بهذه الطريقة عن ترحيبهم بالضيف الكبير على الرغم من الأضرار الجسيمة التي ما تزال تشهد على ما تعرضت له الموصل من مآسي. لقد شاهد البابا آثار الخراب والموت، لكنه رأى أيضا الوجوه المبتسمة للعديد من الأطفال والنساء والرجال، المسيحيين والمسلمين، الذين خرجوا من بيوتهم، ليُظهروا للبابا أنه بعد سنوات طويلة من الألم والرعب، لم تفارق الابتسامة وجوههم.
هتافات السكان، لاسيما النساء، رافقت البابا فرنسيس خلال زيارته التاريخية لبلاد الرافدين. ومن بين الأشخاص الذين رافقوا الحبر الأعظم غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو، بطريرك الكلدان في العراق والعالم، الذي عاش مع أسقف روما كل مراحل زيارة الحج الأولى من نوعها في تاريخ البابوات. نتذكّر لقاء البابا مع المرجع الشيعي، آية اللّه علي السيستاني، والجولة الجوية التي قام بها فوق سهل نينوى، الذي يُعتبر من أكثر المناطق تضررا بسبب الإرهاب، وزيارة المناطق التي شهدت أعمال الاضطهاد في قره قوش، والصلاة بين أنقاض مدينة الموصل، واللقاء ما بين الأديان الذي عُقد في صحراء أور.
بعد مرور سنة على هذه الزياة تحدّث غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو لموقع فاتيكان نيوز الإلكترونيّ، وقال إنّه عندما رأى البابا واصلا إلى المطار بلباسه الأبيض كان شبيهاً بحمامة جاءت إلى أرض العراق لتقول "السلام عليكم، عيشوا بسلام"! مما لا شك فيه أن كلمة "سلام" ترددت كثيرا في خطابات البابا فرنسيس. إنها عبارة تكتسب أهمية كبرى اليوم أيضا، إزاء دوي القذائف والقنابل في أوكرانيا، والتي تزرع الموت والدمار في كل مكان. وهذه الصور والأنباء لا تترك المواطنين العراقيين غير مبالين، خصوصا وأنهم اختبروا الحرب وأهوالها لسنوات طويلة. عن هذا الموضوع يقول البطريرك ساكو إن العراقيين عاشوا هذا السيناريو، إنه أمر رهيب، وهذا الوضع ولد البؤس والفقر والتهجير وكوارث كبيرة.
أكّد غبطة البطريرك ساكو أن زيارة البابا وتصرفاته الأبوية، شكلت رسالة قوية جدا، تقول كفى للحروب، ولا بد أن نقر جميعًا بأننا أخوة، وينبغي أن نتحاور كأشخاص ناضجين، ونعمل على بناء مجتمع أفضل للحيلولة دون وقوع صدامات كارثية. وهذه الرسالة تكتسب أهمية كبرى إزاء ما يجري اليوم في أوكرانيا، لكنها لم تلق وللأسف آذاناً صاغية. ويقول غبطة البطريرك ساكو إن الناس لم يستمعوا إلى هذا الصوت النبوي ... نحن بحاجة اليوم إلى حوار بناء يبحث عن السلام. لا بد أن يرتكز كل شيء إلى قيم الكرامة والحرية والعدالة وسيادة الأوطان.
هذا التقرير نُشر على موقع فاتيكان نيوز، لقراءة المزيد إضغط هنا.