شيخ الأزهر يتمني لقداسة البابا فرنسيس الشفاء العاجل

23 فبراير/ شباط 2025

في لفتة انسانية تنم عن المحبة و التقدير، و العلاقات الطيبه التي تجمع بين، شيخ الجامع الازهر و قداسة بابا الفاتيكان، بالإضافة الي مدي التعاون والحوار الذي يربط بين أكبر مؤسستين في العالم المسيحي و الإسلامي

صدر اليوم عن فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الجامع الأزهر ، عبر حسابه الرسمي Facebook، تمنيات فضيلته للشفاء العاجل قداسة البابا فرنسيس، الذي يمر بحالة صحية حرجة

حيث قال : " أدعو الله أن يمن على أخي العزيز البابا فرنسيس بالشفاء العاجل، وأن يمتعه بالصحة والعافية؛ ليستكمل مسيرته في خدمة الإنسانية "

و تعتبر العلاقة بين الأزهر الشريف، المؤسسة الإسلامية السنية الرائدة في العالم الإسلامي، والفاتيكان، المركز الروحي للكنيسة الكاثوليكية، واحدة من أبرز العلاقات بين المؤسسات الدينية العالمية. وقد شهدت هذه العلاقة مراحل مختلفة من التعاون، التوتر، والمصالحة، ما يعكس طبيعة العلاقات بين الأديان في العالم الحديث.

أولًا: بدايات الحوار والتواصل (القرن العشرون)

على الرغم من أن العلاقة بين الإسلام والمسيحية تعود إلى قرون طويلة، فإن التواصل الرسمي بين الأزهر والفاتيكان بدأ يتبلور في القرن العشرين، مع تزايد الوعي بأهمية الحوار بين الأديان كوسيلة لتحقيق السلام والتفاهم المتبادل.

1. اللقاءات الأولى:

لم يكن هناك تواصل مباشر ملحوظ بين الأزهر والفاتيكان في منتصف القرن العشرين، حيث كانت العلاقات بين الأديان محكومة بالسياقات السياسية والاستعمارية.

2. المجمع الفاتيكاني الثاني (1962-1965):

شكل المجمع الفاتيكاني الثاني نقطة تحول في موقف الكنيسة الكاثوليكية من الأديان الأخرى، بما في ذلك الإسلام.

أكد المجمع على ضرورة الحوار بين الأديان واحترام العقائد المختلفة.

3. الانطلاقة الفعلية للحوار (1974-1998):

في عام 1974، التقى البابا بولس السادس بعدد من العلماء المسلمين، مما فتح الباب أمام تعاون مستقبلي.

في 1998، تم تأسيس اللجنة المشتركة للحوار بين الأزهر والفاتيكان، والتي هدفت إلى تعزيز الفهم المتبادل بين الإسلام والمسيحية.

ثانيًا: التوترات بين الأزهر والفاتيكان (2006-2011)

شهدت العلاقات بين الأزهر والفاتيكان توترات ملحوظة خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بسبب تصريحات ومواقف أثارت حساسيات دينية وسياسية.

1. خطاب البابا بنديكتوس السادس عشر (2006):

خلال محاضرة ألقاها في جامعة ريغنسبورغ بألمانيا، استشهد البابا بنديكتوس السادس عشر بمقولة لإمبراطور بيزنطي قديم، تضمنت انتقادات حادة للإسلام.

أثارت هذه التصريحات غضب العالم الإسلامي، وأصدر الأزهر بيانًا يدين الخطاب، مما أدى إلى توتر في العلاقات.

2. تعليق الأزهر للحوار مع الفاتيكان (2011):

بعد هجوم إرهابي استهدف كنيسة القديسين في الإسكندرية بمصر، دعا البابا بنديكتوس السادس عشر إلى حماية أكبر للمسيحيين في الشرق الأوسط.

اعتبر الأزهر هذه التصريحات تدخلاً في الشؤون الداخلية لمصر، مما أدى إلى تعليق الحوار بين المؤسستين إلى أجل غير مسمى.

ثالثًا: المصالحة واستئناف العلاقات (2016-حتى الآن)

مع تولي البابا فرنسيس منصب بابا الفاتيكان، بدأت مرحلة جديدة من العلاقات بين الأزهر والفاتيكان، حيث اتخذ الفاتيكان خطوات لتعزيز الحوار بين الأديان.

1. لقاء شيخ الأزهر والبابا فرنسيس (2016):

في عام 2016، التقى شيخ الأزهر أحمد الطيب بالبابا فرنسيس في الفاتيكان، في خطوة تاريخية لاستئناف العلاقات بعد خمس سنوات من القطيعة.

أكد اللقاء على أهمية الحوار والتعاون بين الأديان لتعزيز السلام والتسامح.

2. زيارة البابا فرنسيس إلى الأزهر (2017):

في أبريل 2017، قام البابا فرنسيس بزيارة إلى جامعة الأزهر في القاهرة، حيث ألقى خطابًا دعا فيه إلى نبذ العنف والتطرف وتعزيز التعايش السلمي.

مثلت هذه الزيارة تأكيدًا على التزام الجانبين بالحوار البناء.

3. توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية (2019):

في فبراير 2019، وقع البابا فرنسيس وشيخ الأزهر وثيقة الأخوة الإنسانية في أبوظبي، والتي تهدف إلى تعزيز الحوار بين الأديان، ونشر قيم السلام والعيش المشترك.

تعد هذه الوثيقة محطة فارقة في تاريخ العلاقات بين الأزهر والفاتيكان، حيث تعكس التزامًا مشتركًا بالقيم الإنسانية العالمية.

4. استمرار التعاون في القضايا العالمية:

منذ توقيع الوثيقة، استمر الأزهر والفاتيكان في التعاون المشترك من خلال المؤتمرات والندوات، وتناول قضايا مثل حرية العقيدة، مكافحة التطرف، وتعزيز التعليم الديني المشترك.

الخاتمة: نموذج للحوار بين الأديان

شهدت العلاقات بين الأزهر والفاتيكان تطورات كبيرة، حيث مرت بمراحل تعاون، توتر، ثم مصالحة. واليوم، تمثل هذه العلاقة نموذجًا ناجحًا للحوار بين الإسلام والمسيحية، حيث يسعى الطرفان إلى بناء جسور التفاهم والسلام بين أتباع الديانتين.

كما ياتي أهمية الحوار بين الأزهر والفاتيكان علي النحو التالي:

1. تعزيز التعايش السلمي بين المسلمين والمسيحيين في العالم.

2. مواجهة التطرف والتشدد الديني بنشر قيم التسامح والاعتدال.

3. التعاون في القضايا العالمية مثل التعليم وحقوق الإنسان.

تحديات المستقبل:

رغم النجاحات التي حققها الحوار، لا تزال هناك تحديات مثل:

1. التوترات السياسية التي قد تؤثر على العلاقات الدينية.

2. الاختلافات العقائدية التي تتطلب فهمًا عميقًا واستمرار الحوار.

3. ضرورة إشراك الشباب في جهود الحوار لبناء مستقبل قائم على التفاهم المشترك.

وبهذا يبقى الأزهر والفاتيكان ركيزتين أساسيتين في الحوار بين الأديان، حيث يمكن لعلاقتهما أن تسهم في إرساء السلام العالمي وبناء عالم أكثر تسامحًا وتعايشًا.

هذا الخبر نشر على صفحة Ecumenical News على موقع فيسبوك

Next
Next

بيان صلاة ودعم من رئاسة الطائفة الإنجيلية بمصر لقداسة البابا فرنسيس