القدس: اتّفاق بين الكنائس لترميم قبر المسيح

Accord-pour-la-restauration-du-Saint-Sépulcre-@-terresainte.net_.png

يوم الاثنين 27 أيار، وقّع رؤساء الكنائس الحارسة لقبر المسيح الاتّفاقيّة التي تمهّد الطريق لإطلاق مرحلة جديدة من الأعمال حول قبر المسيح، كما أشار إليه موقع terresainte.net الإلكترونيّ، وبناء على ما كتبته الزميلة أنيتا بوردان من القسم الفرنسيّ في زينيت.

في التفاصيل، وقّع بطريرك الروم الأرثوذكس تيوفيلوس الثالث، وحارس الأراضي المقدّسة فرانشيسكو باتون، والبطريرك الأرمنيّ نورهان مانوغيان هذه “الاتّفاقيّة التاريخيّة” الجديدة بين الكنائس الثلاثة في دير المخلّص، أي مقرّ الفرانسيسكان في القدس، وذلك بعد سنتَين على نهاية أعمال الترميم على قبر المسيح، بهدف إطلاق مرحلة جديدة من الترميم وإعادة التأهيل “بفرح كبير ورضا”، كما ورد في بيانهم المنشور.

مع العِلم أنّ المرحلة الأولى من الترميم انتهت في آذار 2017، وأنّ رطوبة الأرض التي تنخر أساسات البازيليك ما زالت تشكّل خطراً، فإنّ المرحلة الثانية من الترميم تُشكّل موضوع الاتّفاقيّة الجديدة، وهي ستتضمّن رصف الأرض للتخلّص من الرطوبة.

أمّا مسؤوليّة الدراسات فقد عُهِدت إلى طالبَين إيطاليَّين وإلى مؤسّسة عِلميّة، على أن تبدأ في الخريف الأبحاث التي ستُحدِّد أنواع الأعمال التي يجب إنجازها، بالإضافة إلى مدّة تطبيقها وتقدير كلفتها. وقد تستغرق الدراسة سنة.

تجدر الإشارة هنا إلى أنّ الرصيف المؤلّف مِن حجارة زهريّة اللون يتّكىء على بُنية حديديّة يتآكلها الصدأ. وهذا الرصيف يُغطّي نظام شبكة قنوات تعود إلى الوصاية البريطانيّة أو إلى الإمبراطوريّة العثمانيّة، ويجب تغيير كلّ شيء فيها.

إلّا أنّ الرصف يُغطّي أيضاً كنوزاً أثريّة كما أظهره المَسح الذي أجراه الأب فيرجيليو كوربو في الستّينيّات: باقي البازيليك التي شيّدها الإمبراطور قسطنطين بدءاً من العام 324، أساسات معبد هادريان من سنة 135، ونَفَقاً منحوتاً في الصخر مُخصَّصاً لجرّ المياه التي كانت تسقط في البازيليك حتّى منتصف القرن التاسع عشر بما أنّ القبّة كانت مثقوبة.

أمّا بالنسبة إلى التمويل، فقد أعلن رؤساء الكنيسة عن فتح حساب مصرفيّ مُشترك لجمع التبرّعات، مع التذكير بأنّ الكرسي الرسوليّ كان قد خصَّص مبلغ نصف مليون يورو للمرحلة الثانية من أعمال الترميم.

وفي 6 أيار الماضي، أشار تيوفيلوس إلى أنّ جلالة ملك الأردن عبد الله الثاني خصّص مبلغاً (قد يكون يوازي 125 ألف يورو) من جائزة “تمبلتون” لأجل قبر المسيح. وختم بطريرك الروم الأرثوذكس قائلاً: “يعود لنا نحن رؤساء الكنائس أن نحافظ على الطابع المسيحيّ للقدس. وهذه المهمّة ليست دينيّة فحسب، بل دبلوماسيّة، وسأتجرّأ على قول “سياسيّة” أيضاً. إنّ إنجاز هذه الأعمال مُخصّص لإتمام الجهود التي تبذلها منذ سنوات الكنائس لإعادة ترميم البازيليك، وستسمح لها باستعادة تألّقها”.

Previous
Previous

بطريرك صربيا في زيارة رسمية سلامية إلى سورية

Next
Next

البيان الختامي للمؤتمر الـ26 لمجلس بطاركة الشرق الكاثوليك