عظة قداسة البابا تواضروس الثاني في قداس أحد الشعانين في الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية
احد الزعف هو يوم متميز فيه قبل القداس ندور فى الكنيسة فى اثنى عشر موضع و نسميها دوره الزعف وهى تمثيلا لما حمله الاطفال والكبار من زعف فى استقبال السيد المسيح اتيا من بيت عنيا داخلا اورشليم.
نذكر حادثه دخول السيد المسيح اورشليم كمقدمة للاسبوع المقدس الذى نبداه اليوم ولكنى اهود بكم لبداية خلقة ادم وحواء
عندما خلق الله الانسان وضعه فى الفردوس واعطاه الله وصيه ان تاكل من كل الشجر ماعدا شجرة معرفه الخير والشر ، لكن الانسان الاول كسر الوصية واكل من الشجرة وطرد من الفردوس وظل ينتظر من يعيده الى الفردوس ،
كل البشر منذ ادم وحواء جيل وراء جيل ينتظر من يعيده الى الفردوس ، حتى ان داود كتب " يكون كالشجرة المغروسة على مجارى المياة " متذكرا الفردوس ، وصار الانسان يتسال متى ارجع الى الفردوس
انتا نصوم وناكل طعاما نباتيا متذكرين الحياة فى الفردوس ، وكيف كان يعيش الانسان مع الله فيه
لقاء حب :
ثم جاء المسيح متجسدا " هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له حياة ابدية " وولد فى مذود مصنوع من الشجر ، وصارت الخشب امامنا ، فقد جاء حبنا فينا ، وكان المزود العلامة الحب الاولى ، انه لقاء حب
لقاء توبة :
وقد استمعنا الى مقابلة السيد المسيح مع زكا الذى يعبر عن كل شخص فينا ، وكان قصير القامة تعبيرا عن قلة ايمانه ، كان عشارا وهى احد طوائف اليهود ، ويقابل زكا الذى كان يحمل قلبا مشتاقا ، فتسلق على شجرة الجميز واذ المسيح يقف امام الشجرة وينادى على زكا باسمه ويعلن زكا عن توبته ، ويقول ان نصف اموالى للمساكين .. كان لقاء الشجرة لقاء توبة .
لقاء فرح
اليوم هو احد الزعف يدخل المسيح على اتان وجحش ابن اتان ، ملك وديع ، يدخل على حيوان مسالم خادم للانسان ، ويمسك الشعب زعف النخل فى استقبالة " الصديق كالنخلة يزهر "
ويتقابل الانسان مرة اخرى مع الشجر ممثله فى السعف الذى يقف فى راس الشجرة تعبيرا عن الحياة الروحية التى ليست من الارض بل من السماء
انه يوم فرح ولقاء فرح .
لقاء خلاص :
ياتى يوم الجمعة الكبيرة ونرى الصليب المقدس فى لقاء خلاص للانسان و خشبة الصليب صارت مفتاحا للفردوس ، كما قال له السيد المسيح للص اليمين ، اليوم تكون معى فى الفردوس ،
ويعود الانسان للفردوس ويحافظ على حياته الروحية التى اعادها الله له من خلال صليبه المقدس ، ويستعيد مكانه فى الفردوس .
لذلك من تقليد كنيستنا الجميل ان يعمد خلال الايام الاولى للطفل لكى يولد الولادة الجديدة من الماء والروح ويصير الطريق الروحى امامنا لنجاهد ونحافظ على نصيبنا السماوى
المسيح يريد ان يقول لنا بعد رحلة بدايتها الفردوس ثم شجرة معرفة الخير والشر ثم المزود والتجسد لشحرة زكا ثم النجل والاستقبال والفرح ثم الجمعة الكبيرة والصليب المقدس انه يريد ان يدخل قلبك ولكن ينتظر دعوتك ، ف ل تقف وتقول له اريدك انت تسكن قلبى ويكون قلبى نقى مستعد " طوبى لانقياء القلب لانهم يعاينون الله .
المسيح يبكى على خطاياك لانه يريد توبتك ، انه يبكى على كل واحد فينا لانه يريد توبتنا ، لقد بكى على اورشليم ، النى كانت تقع فى خطبة العند وقال لها " يا اورشليم يا اورشليم ، يا قاتلة الانبياء وراجمة المرسلين اليها ، كم مره اردت ان اجمع بنيكى كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا ، هوذا بيتكم يترك لكم خرابا ، وبكى ايضا على لعازر واقامة بعد اربعه ايام ، ويبكى ايضا على خطاياك
اننا نعيش الان ايام توبة ، نقف ونتوب عن خطايانا ، انه يريد توبتك ، يريد القلب النقى ، فالخطية قاتله للانسان فى حياته وسلوكياته اليومية
المسيح يدعوك ان تعيش فى طاعة الوصية ، بعيدا عن خطية العناد لذا تعلمتا كنيستنا ان نقرا ونعيش الانجيل ونطبع وصيته
انه يوم مفرح فى مسار السنه الكنسية كلها ، هوذا المسيح قد جاء ليكون قريبا لكل واحد فينا ، ليصير الانسان " كالشجرة المغروسة على مجارى المياة تعطى ثمرها فى حينه وورقها لا ينتثر وكل ما يصنعه ينجح "
الاشجار تذكرنا بالفردوس وتدعونا ان نكون مثلها ، لم نرى شجر يغضب او انانى او شتام ، والكتاب المقدس يريدنا مثل الشجر " مغروسين فى وسائط النعمة والاسرار المقدسة ، وورقها لا ينتثر اى مليان بالنعمة
ويا بخت الذى يسير فى هذا الطريق .
هذه العظة نُشرت على صفحة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية على موقع فيسبوك.