قداسة البابا فرنسيس يستقبل قداسة البابا تواضروس الثاني ويعلن شهداء ليبيا الأقباط شهداء للكنيسة الكاثوليكيّة أيضًا
اللّقاء التاريخي بين قداسة البابا بولس السادس وقداسة البابا شنودة الثالث خمسين سنة مضت، وأهميّته بالنسبة للمسيرة المسكونيّة والصداقة بين الكنيسيتن الكالثوليكيّة والقبطيّة الأرثوذكسيّة. كان هذا محور كلمة قداسة البابا فرنسيس اليوم الخميس ١١ أيّار/ مايو ٢٠٢٣، خلال استقباله قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندريّة وبطريرك الكرازة المرقسيّة. وإلى جانب شكره بابا الإسكندريّة على عمله من أجل هذه الصداقة بين الكنيستين أعلن الأب الأقدس إدراج الشهداء الأقباط في ليبيا في السنكسار كعلامة للشركة الروحيّة.
استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الخميس ١١ أيّار/ مايو 2023 قداسة البابا تواضروس بابا الإسكندريّة وبطريرك الكرازة المرقسيّة، والوفد المرافق له. ووجّه الأب الأقدس التحيّة ذاتها الّتي وجّهها البابا القدّيس بولس السادس إلى البابا شنودة الثالث خلال لقائهما التاريخي في روما سنة ١٩٧٣، خمسين سنة مضت، ألا وهي عبارة صاحب المزامير "هذا هو اليوم الذي صنعه الرب، فلنبتهج ونفرح فيه". ثم شكر قداسة البابا فرنسيس قداسة البابا تواضروس مجدّدًا على قبوله دعوته للإحتفال معًا بذكرى ذلك اللّقاء وأيضًا بالذكرى العاشرة للّقاء الأوّل الّذي جمعهما في ١٠ أيّار/ مايو ٢٠١٣ فترة قصيرة عقب انتخاب كليهما.
ثم تحدّث الأب الأقدس عن المسيرة المسكونية مشددا على أهمية النظر دائما إلى الأمام مُنَمِّين في القلب التلهف والتطلع المتقد إلى الوحدة، فعلينا ومثل بولس الرسول أن ننبسط إلى الأمام، علينا أيضا أن نسأل أنفسنا بشكل متواصل كم من الطريق علينا أن نقطع بعد. إلا أنه يجب من جهة أخرى التذكر وخاصة في لحظات الإحباط، تابع البابا، وذلك للفرح بالمسيرة التي تم القيام بها حتى الآن والاستفادة من حماسة الرواد الذين سبقونا. وإلى جانب النظر إلى الأمام وتذكُّر الماضي يجب أيضا النظر إلى الأعلى، وذلك لشكر الرب على ما تم القيام به من خطوات والتضرع إليه كي يهبنا عطية الوحدة المرجوة.
وواصل قداسة البابا فرنسيس أنّ الشكر والتضرع هما هدف يومن إحياء الذكرى هذا، وشدد مجددا على أهمية اللقاء بين البابا بولس السادس والبابا شنودة الثالث والذي كان نقطة تاريخية في العلاقة بين الكنيستين. فقد كان هذا أول لقاء بين بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وأسقف روما، كما ووضع نهاية لاختلافات لاهوتية تعود إلى مجمع خلقدونية، وذلك بفضل الإعلان الكريستولوجي المشترك الذي تم التوقيع عليه في ١٠ أيار مايو ١٩٧٣، وقد كان هذا الإعلان مصدر إلهام لاتفاقات شبيهة مع الكنائس الشرقية الأرثوذكسية الأخرى. ذكّر البابا من جهة أخرى بما أسفر عنه للقاء التاريخي خمسين سنة مضت من تأسيس للّجنة المختلطة الدولية بين الكنيستين الكاثوليكية والقبطية الأرثودكسية والتي تبنت سنة ١٩٧٩المبادئ الموجِّهة للسعي نحو الوحدة بين الكنيستين والتي وقع عليها البابا يوحنا بولس الثاني والبابا شنودة الثالث. ثم ذكَّر البابا فرنسيس بأن تلك اللجنة قد فتحت الطريق لحوار لاهوتي مثمر بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الشرقية الأرثوذكسية، وقد استضاف البابا شنودة اللقاء الأول لهذا الحوار سنة ٢٠٠٤ في القاهرة. وشكر الأب الأقدس بالتالي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية على الالتزام في هذا الحوار اللاهوتي، كما ووجه الشكر إلى البابا تواضروس الثاني على الاهتمام الأخوي المتواصل بالكنيسة القبطية الكاثوليكية، وذكَّر البابا فرنسيس بأن هذا القرب قد وجد تعبيرا له جديرا بالإشادة ألا وهو تأسيس مجلس كنائس مصر.
هذا الخبر نُشر على موقع فاتيكان نيوز، لقراءة المزيد إضغط هنا.