بيان المجمع المقدس العام لكنيسة أنطاكية السريانيّة الأرثوذكسيّة
المقرّ البطريركي، العطشانة، لبنان، 26 آذار/ مارس 2025
بدعوة من قداسة مار إغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكية وسائر المشرق، وبعد رسامة مفريان الهند غبطة مار باسيليوس جوزيف، انعقد المجمع المقدس العام في المقر البطريركي في العطشانة، لبنان، بتاريخ 26 آذار 2025. ترأّس قداسة البطريرك المجمع بمشاركة غبطة المفريان و61 من أصحاب النيافة المطارنة من كنيسة أنطاكية السريانية الأرثوذكسية حول العالم.
بعد الصلاة الافتتاحية، ألقى قداسة البطريرك كلمة شكر فيها الرب على فرصة الاجتماع في جوٍّ من المحبة الروحية. وصلّى من أجل الإرشاد والإلهام الإلهي للجميع، مذكّرًا بتنبيه القديس بولس إلى أهل كورنثوس: "كُونُوا كَامِلِينَ فِي فِكْرٍ وَاحِدٍ وَرَأْيٍ وَاحِدٍ" (1 كور 1: 10). كما استذكر قداسته بحزن المطرانَين المخطوفَين مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم وبولس يازجي، اللذين لا يزال مصيرهما مجهولًا منذ اختطافهما منذ سنوات. وأكّد أنّ غيابهما القسري يمثّل جرحًا عميقًا في قلب الكنيسة.
أعرب آباء المجمع المقدّس العام عن قلقهم العميق إزاء الحروب والنزاعات المستمرّة في الشرق الأوسط، مشدّدين على آثارها المدمّرة على شعوب سوريا ولبنان والعراق والقدس والأراضي المقدسة.
أبدى آباء المجمع قلقهم بشأن الوضع الصعب المستمر في سوريا والمعاناة الهائلة التي تلحق بجميع مكوّنات الشعب السوري. شدّد الآباء على أنّ حقوق جميع مكوّنات المجتمع السوري في المواطنة الكاملة والمتساوية يجب أن تكون أساسًا لأي حل سياسي مستدام. ودعوا إلى رفض العنف والتطرّف بجميع أشكاله، وتعزيز الحوار والتسامح، وإقامة سلام عادل يحفظ كرامة الإنسان والحريات الأساسية.
رحّب المجمع بانتخاب رئيس جديد وتشكيل حكومة جديدة في لبنان كخطوات واعدة نحو الاستقرار السياسي والاقتصادي. وشدّد المجمع على الحاجة إلى استمرار الجهود لمعالجة الأزمات المالية والاجتماعية في لبنان، معربًا عن الأمل في تحسين ملموس في حياة المواطنين وتجديد الثقة بالمؤسسات الحكومية.
صلّى الآباء من أجل السلام في الأراضي المقدّسة وأعربوا عن أملهم في إنهاء الحرب والعنف بجميع أشكاله.
أشاد المجمع بإرث الهند في التعايش السلمي بين المجتمعات الدينية والعرقية المختلفة، منوّهًا بوحدة الشعب في تنوعه وروح التسامح لديه. وأعرب الآباء عن أملهم في أن تستمرّ هذه القيم للأجيال القادمة.
أبدى الآباء عن فخرهم العميق بمؤمني أبرشية الكناعنة الذين ينحدرون تاريخيًا من مدينة الرها المباركة ويحافظون بجدّ على جذورهم السريانية القديمة. وأكّد الآباء أن لا قوة أو فرد يستطيع فصل هذه الأبرشية عن جذورها الأنطاكية الأصيلة. وأعادوا تأكيد وحدة الهوية المتميّزة لشعبها، وتشبّثهم بثقافتهم وعاداتهم، وولائهم المستمر لبطريركية أنطاكية السريانية الأرثوذكسية. كما أعرب المجمع عن امتنانه للإسهامات الكبيرة التي قدّمها الكناعنة لتعزيز ارتباطهم بالبطريركية الأنطاكية.
يؤكد المجمع المقدس العام ويدعم جميع الإجراءات التي اتخذها قداسة البطريرك بشأن الأمور المتعلّقة بأبرشية الكناعنة، بما في ذلك توقيف مار سويريوس قرياقوس بسبب عصيانه المستمر.
علاوة على ذلك، يدعم المجمع المقدس العام قداسته في اتّخاذ أي قرارات وإجراءات إضافية ضرورية لحل المشكلات المستمرة في أبرشية الكناعنة.
ينضمّ الآباء إلى المجتمع المسيحي العالمي في إحياء الذكرى الـ1700 لمجمع نيقية المسكوني الذي عقد عام 325م للحفاظ على الإيمان الرسولي القويم ووحدة الكنيسة. وتباحثوا بتأنٍّ بالتحديات ومستقبل الحوارات اللاهوتية والعلاقات المسكونية، لا سيما فيما يتعلق بمشاركتنا كعائلة كنائس أرثوذكسية شرقية.
كما تناول المجمع المقدس العام تأثير الهجرة على الوطن وبلدان المهجر، داعيًا شعبنا إلى الحفاظ على إيمانهم وثقافتهم وتقاليدهم.
في مواجهة تحديات الإلحاد والانحرافات الأخلاقية والتيارات المناقضة لتعاليم المسيحية، أكد الآباء موقف الكنيسة السريانية الأرثوذكسية الراسخ والذي يستند إلى الإيمان الأرثوذكسي القويم وتعاليم الكتاب المقدس.
أخيراً، رغم الصعوبات التي تواجه الكنيسة ومؤمنيها، أعرب المجمع عن أمله الراسخ في وعد الرب: "هَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ" (متى 28: 20). بهذا اليقين، دعا الآباء المؤمنين إلى الثبات في الإيمان والبقاء متجذرين في الرجاء والصلاة من أجل السلام.
هذا البيان نشر على صفحة قداسة البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني على موقع فيسبوك.