رسامة مار باسيليوس جوزيف مفريانًا جديدًا للكنيسة السريانية الأرثوذكسيّة في الهند بوضع يد قداسة مار اغناطيوس أفرام الثاني

مساء يوم الثلاثاء 25 آذار/ مارس 2025، وفي حدثٍ روحيٍّ تاريخيٍّ مهيبٍ جلل، احتفلت كنيستنا الأنطاكية السريانية الأرثوذكسية برسامة غبطة مار باسيليوس جوزيف مفريانًا للهند بوضع يد قداسة مار اغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم أجمع، والرئيس الفخري لمجلس كنائس الشرق الأوسط، وذلك في كنيسة العذراء مريم والدة الإله في العطشانة، بكفيا، لبنان.

عاون قداسته أصحاب النيافة الأحبار الأجلاء المطارنة أعضاء المجمع المقدس العام للكنيسة السريانيّة الأرثوذكسيّة.

خلال الطقس، جلس قداسته على كرسيه أمام المذبح وقُرِّبَ إليه المطران مار غريغوريوس جوزيف، المفريان المنتخَب، وأصحاب النيافة المطارنة محيطين بهما من كلا الجانبين. فقرأ المطران جوزيف "الشلموث" معلنًا القوانين الإيمانية الأرثوذكسية متعهّدًا بحفظها وإعلانها وتعليمها ومعها جميع القوانين الرسولية بالإضافة إلى الحفاظ على كرامة المفريانية. وفي الختام، قدّم المفريان المنتخب الشلموث لقداسة البطريرك. وخلال الطقس تلا قداسته سرًّا صلاة استدعاء الروح القدس ثمّ وضع يمينه على هامة المطران جوزيف راسمًا إيّاه مفريانًا لكنيسة أنطاكية المقدّسة والمباركة في الهند باسم مار باسيليوس جوزيف، وخاتمًا إيّاه بإشارة الصليب على جبينه باسم الآب والابن والروح القدس. بعدها أُجلِس غبطة المفريان الجديد على الكرسي ووجهه نحو الغرب، ورُفع وزُيّح ثلاث مرّات مع إعلان "مستحق أبونا مار باسيليوس"، قبل أن يقرأ غبطه نص الراعي الصالح من الإنجيل المقدس بحسب يوحنا الإنجيلي. بعدها، أقام قداسة سيدنا البطريرك غبطةَ المفريان عن الكرسي وأوقفه أمام المذبح وسلّمه ومعه جميع أصحاب النيافة المطارنة، كلّ بحسب دوره، العكاز الأبوي. وفي الختام، أعطاه قداسته وأصحاب النيافة السلام قبل أن يبارك الشعب بعكازه التي في يده.

في كلمته، تحدث قداسة سيدنا البطريرك عن الروابط التاريخية التي تجمع الكنيسة السريانية في الهند بالكرسي الرسولي الأنطاكي المقدس، التي تعود إلى بشارة الرسول توما في بداية المسيحية وكذلك هجرة المسيحيين السريان في القرن الرابع الميلادي. وأكد على الدور المقدس للمفريان في رعاية المؤمنين وحفظ وحدة الكنيسة، قائلاً: "إن رتبة المفريان من أسمى الرتب الكنسية في تقليدنا، وهي موكلة بحفظ الإيمان وتعليم الحق الإلهي"، مردفًا "وإننا نؤكد بلغة واضحة ودون مواربة أنّ نيل هذه الرتبة السامية لا يتم إلا من قبل الكرسي البطريركي الأنطاكي، وعلى يد بطريرك شرعي للكنيسة".

وحثّ قداسة سيدنا البطريرك المفريان الجديد، غبطة مار باسيليوس جوزيف، على القيادة بروح التواضع والحكمة، والبقاء متحدًا بالكرسي الأنطاكي، وأداء مهامه الرعوية بمحبة واجتهاد. كما أشاد بإيمان أبناء الكنيسة في الهند وولائهم الراسخ رغم التحديات، داعياً إياهم إلى التعاون الوثيق مع راعيهم الجديد لضمان نمو الكنيسة وشهادتها الحية. واختتم بالصلاة من أجل نجاح المفريان، مؤكداً على رسالة الكنيسة في نشر المحبة والحق، قائلاً: "ليمنحنا الله القوة والحكمة لنواصل رسالتنا السامية في كرم الرب."

في خطابه، نوّه غبطة المفريان بمحبّة قداسة سيدنا البطريرك قائلاً: "إنّ محبتكم الأبوية، وحكمتكم، والتزامكم الثابت تجاه كنيستنا السريانية الأرثوذكسية المقدّسة تضيء طريقي". وأكّد غبطته على الرابط التاريخي بين أنطاكية وملانكارا، مقدّمًا خضوعه للكرسي الأنطاكي. كما استذكر القديس توما الرسول وكذلك أسلافه، بمن فيهم مار باسليوس بولس الثاني، الذي حثّ المؤمنين قائلاً: "لا تنسوا الكرسي الأنطاكي المقدّس؛ فهو أمّنا وقوّتنا".

إضافةّ إلى ذلك، أشاد غبطته بدعم عدد من الشخصيات الدينية والسياسية، بما في ذلك رئيس وزراء الهند ورئيس لبنان، بالإضافة إلى قادة الكنائس الشقيقة على مستوى العالم. وتعهد غبطته بالحفاظ على الإيمان وخدمة شعبه، مؤكّدًا: "أعد بأنني سأحافظ على الثقة التي أولاها لي الكرسي الرسولي وشعبي". واختتم غبطته كلمته بالدعاء من أجل السلام والاستقرار في العالم، خصوصًا في الشرق الأوسط، وعبّر عن امتنانه العميق لعائلته ولجميع المؤمنين والمحبّين من أبناء الكنيسة.

كذلك، قُرئَت رسالة تهنئة من معالي رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، حيث أشاد بغبطة المفريان لالتزامه الراسخ تجاه الكنيسة والمجتمع، مشيرًا إلى مساهماته في المبادرات التعليمية ودعمه للفئات الأقل حظًّا. وأكدّت الرسالة على أهمية تكريسه ككاثوليكوس أي مفريان في تعزيز دور وحضور الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في ملانكارا، وتحقيق الانسجام والسلام والنمو الروحي. كما قدَّم رئيس الوزراء أطيب التمنيات لغبطته بأن تترك خدمته أثرًا دائماً في المجتمع والوطن.

حضر الرسامة قداسة الكاثوليكوس آرام الأول، بطريرك بيت كيليكيا الكبير للأرمن الأرثوذكس، والرئيس الفخري لمجلس كنائس الشرق الأوسط غبطة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، غبطة البطريرك يوحنا العاشر، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، ورئيس مجلس كنائس الشرق الأوسط عن العائلة الأرثوذكسيّة غبطة الكاردينال مار باسيليوس إقليميس، كاثوليكوس كنيسة الملنكار الكاثوليك، غبطة البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان، كاثوليكوس بطريرك كيليكيا للأرمن الكاثوليك، ورئيس مجلس كنائس الشرق الأوسط عن العائلة الكاثوليكيّة غبطة البطريرك مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، والرئيس الفخري لمجلس كنائس الشرق الأوسط سيادة المطران د. جوزيف مار بارناباس، مطران كنيسة مار توما السريانية الملكنارية، قداسة البطريرك مار آوا الثالث، بطريرك كنيسة المشرق الآشورية، قداسة البابا تواضروس الثاني، بطريرك الإسكندرية للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ممثّلًا بنيافة الأنبا أنطونيوس، مطران الكرسي الأورشليمي والكويت والشرق الأدنى، ورئيس مجلس كنائس الشرق الأوسط عن العائلة الأرثوذكسيّة الشرقية قداسة الكاثوليكوس كاريكين الثاني، كاثوليكوس عموم الأرمن، ممثّلًا بنيافة المطران أرماش نلبنديان، مطران دمشق للأرمن الأرثوذكس، غبطة البطريرك يوسف العبسي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك، ممثّلًا بسيادة المطران جورج بقعوني، مطران بيروت وجبيل، وسيادة المطران باولو بورجيا، السفير البابوي في لبنان.

مثّل فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون سعادة النائب الأستاذ إبراهيم كنعان.

كما حضر وفد رسمي من الهند ضمّ السيد ف. موراليداران، وزير الدولة للشؤون الخارجية والشؤون البرلمانية في الهند، السيد ألفونس كاننانثانام، وزير الدولة السابق للسياحة في الهند، عضوَي البرلمان الهندي السيد بيني بيهانون وشون جورج، الوزير في حكومة ولاية كيرالا السيد راجيف، والسيد ب. م. محمد هانيش، السكرتير الرئيسي لحكومة كيرالا، إلى جانب أعضاء من الهيئة التشريعية لولاية كيرالا، سعادة النواب في الولاية السادة أنوب جاكوب، إ. ت. تايسون، إلدهوس كونابيللي، جوب مايكل، وب. ف. سرينيجن. كذلك حضر سعادة السفير الهندي في لبنان السيد محمد نور الرحمن شيخ على رأس وفد من السفارة.

كما حضر عدد من أصحاب النيافة والسيادة ممثلي الكنائس الشقيقة، ولفيف من كهنة كنائسنا من الهند والعالم، وكذلك جمع الرهبان والراهبات، والمئات من أبناء كنيستنا السريانية في الهند ولبنان القادمين من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في هذه المناسبة الروحية التاريخية.

إضغط هنا للإطّلاع على الصور.

هذا الخبر نشر على صفحة قداسة البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني على موقع فيسبوك.

Previous
Previous

قداسة البابا تواضروس الثاني، والمجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية والهيئات والمؤسسات الكنسية، يهنئون غبطة المفريان مار باسيليوس چوزيف بتنصيبه مفريانًا للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في الهند

Next
Next

الدكتور القس أندريه زكي يستقبل رئيسة المجلس القومي للمرأة