عظة غبطة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي في عيد بشارة العذراء مريم
تجدون في التالي عظة غبطة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، في عيد بشارة العذراء مريم، يوم الثلاثاء 25 آذار/ مارس 2025، في الصرح البطريركي في بكركي.
"لا تخافي يا مريم، لقد نلتِ نعمة عند الله" (لو 1 : 30).
سيادة السفير البابوي،
اخواني السادة المطارنة الأجلاء،
قدس الرؤساء العامين،
الآباء والإخوة والأخوات الأحباء،
1. تحيي الكنيسة اليوم عيد بشارة مريم العذراء، وهو بدء حبلها بابن الله الكلمة المتجسّد بقوة الروح القدس، وبداية امومتها للكنيسة جسده السرّي. فنحييها ام المسيح وامنا.
ونحتفل معًا بالذكرى الرابعة عشرة لتنصيبي بطريركًا، ابًا ورأسًا لكنيستنا الإنطاكية المارونية. فنقيم معًا هذه الذبيحة الالهية، لنشكر الله على هذه النعمة، وللاستغفار عن كل خطيئة وتقصير واهمال وسوء تصرّف، سائلًا الله واياكم المغفرة، ملتمسًا رضاه وموآزرتكم.
2. اشكر الله على اختياري بطريركًا بصوت آباء سينودسنا المقدس في 15 آذار 2011. فاني اذكر معكم اليوم بالصلاة سلفي المثلث الرحمة البطريرك الكردينال مار نصرالله بطرس صفير والمطارنة الأجلاء الذين سبقونا الى بيت الآب، طالبين لهم الراحة الأبدية في السماء. واذكركم انتم، ايها السادة المطارنة الأجلاء، لأنكم تواصلون الثقة التي منحني اياها السينودس المقدس في آذار 2011. فأشكركم على موآزرتكم وعلى وحدتكم وبخاصة على محبتكم وصلاتكم.
وأعرب عن ولائي لقداسة البابا فرنسيس، شفاه الله وايّده في رعاية الكنيسة الكاثوليكية، مع شكري وامتناني لقداسته على تجديده الشركة الكنسية التي منحني اياها سلفه السعيد الذكر البابا بندكتوس السادس عشر.
3. "لا تخافي يا مريم، لقد نلتِ نعمة عند الله" (لو 1 : 30).
البشارة لمريم هي للكنيسة وللبشريّة جمعاء، لأن مريم ستكون أمّ الاله المتجسّد، المسيح التاريخيّ، وستكون ايضًا أم أعضاء جسده السريّ، المسيح الكليّ، الذين ستساهم بحبّها في ولادتهم الجديدة (الدستور العقائدي في الكنيسة، 53). أم المسيح الكليّ هي "أمّ الكنيسة" (البابا بولس السادس، 21/11/1964). لهذا السبب حيّاها جبرائيل بسلام الفرح والتغبيط : "السلام عليك! افرحي! ولا تخافي! لأنّك نلتِ نعمة عند الله" (لو 1/28 و30). هذه النعمة هي للبشريّة بأسرها التي يشملها عهد الفداء. فمن مريم، التي حظيت بشرف الأمومة للاله وللكنيسة، تفيض بواسطتها النعمة الالهية على البشريّة جمعاء، بوصفها الشريكة في التجسّد والفداء. ولهذا السبب لم يناديها الملاك باسمها عندما حيّاها، بل سمّاها "ممتلئة نعمة". هذه التسمية تكشف سرّ مريم الغنيّ بالأوصاف…
هذه العظة نُشرت على صفحة البطريركيّة الأنطاكيّة السريانيّة المارونيّة على موقع فيسبوك، لقراءة المزيد إضغط هنا.