رسالة الكردينال بيترو بارولين أمين سر حاضرة الفاتيكان بمناسبة يوبيل المئة والخمسين عاماً على وجود الكنيسة الكلدانية في لبنان
نقلاً عن موقع البطريركيّة الكلدانيّة في بغداد
صاحب السيادة المطران ميشال قصارجي السامي الوقار
رئيس الطائفة الكلدانية في لبنان
بمناسبة الذكرى المئة والخمسين لوجود الكنيسة الكلدانية في لبنان، يؤكّد لكم الأب الأقدسُ قربَهُ الروحيَّ وفرحه، خلال زمن رفع الشكر الذي تعيشونه والمتزامن بحكم العناية الإلهية مع ذكرى انعقاد المجمع النيقاوي وافتتاح يوبيل الرجاء.
يُشجّعكم الأب الأقدس أن تعلنوا بقوّةٍ وثقةٍ ايماننا بالرب يسوع المسيح، الكلمةِ المتجسّدِ، الذي خلّصنا والذي يفتح لنا دوماً آفاقاً جديدةً.
في يوم الميلاد هذا، يدعونا لكي نتذكّر أنه ” بولادته في مغارةٍ، يبدأ الله نفسُهُ الثورة الحقيقية التي تمنحُ الرجاء وتعيدُ الكرامة لغير المرغوب بهم والمهمّشين: إنها ثورة الحب وثورة الحنان.
أعلن يسوع من المغارة، بقوّة وديعةٍ، الدعوة لنتشارك مع الأكثر صغراً، ذاكَ الطريقَ المؤدّي الى عالمٍ اكثرَ إنسانيةٍ واكثرَ إخاءً، حيث لا يشعُرُ أحدٌ أنه مستثنى أو مهمّش” (العلامة الرائعة، رقم 6)
في هذه المناسبة، يرغبُ البابا فرنسيسُ بأن يشكر الله وإياكم على العمل الرسولي الذي انجزتموه خلال السنوات السابقة لكي تُعلنوا الرّب وتجعلوه محبوباً، لا هو فحسب بل إنجيله أيضاً.
يستدعي الأبُ الأقدس عليكم الروحَ القدسَ، حتّى تكونَ أبرشيتكم والكنيسةُ الكلدانيةُ جمعاء، مثبّتتَين ومتجدّدتَين في خدمة الله والقريب، لا سيّما الأكثر هشاشةً، حيثُ ينعكسُ وجهُ الابن!
لما كان البابا فرنسيس، قد تأثّر بشكلٍ خاصٍ بآلام الشعب اللبناني، فإنه يجدّد دعوته لتكون الكنيسةُ دوماً “مستشفى القرية”، حيثُ تُداوى الجراحُ الروحيَّةُ والجسديَّةُ وحيث يُعلَنُ للجميع حبُّ يسوع.
“عسى أن تستطيعَ رحمةُ الله بلسمة جراح الحرب التي تؤلم قلوب جماعاتكم” (خطاب البابا فرنسيس لآباء سينودس الكنيسة الكلدانية في 5/10/2017)
إذ يستودعكم حمايةَ وشفاعةَ العذراء مريم، أمِّ الكنيسة، والقديس توما الرسول والقديسَين أدَّي وماري، يمنحكم الأب الأقدسُ من صميم القلب، إكليروساً وعلمانيين، بركته الرسولية.
الكردينال بيترو بارولين
أمين سر حاضرة الفاتيكان
هذه الرسالة نُشر على موقع البطريركيّة الكلدانيّة في بغداد.