عظة غبطة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي في الأحد الأوّل من زمن الدنح
تجدون في التالي عظة غبطة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، في الأحد الأوّل من زمن الدنح، يوم الأحد 12 كانون الثاني/ ديسمبر 2025، في الصرح البطريركي في بكركي - لبنان.
"هذا هو حمل الله الذي يحمل خطيئة العالم" (يو 1: 29).
1. لقد دخلنا مع عيد الغطاس زمن الغطاس أو الدنح. فالغطاس هو نزول المسيح في الماء، وقبوله معموديّة يوحنّا. والدنح لفظة آراميّة-سريانيّة تعني ظهور ألوهيّة يسوع والثالوث الأقدس: الآب بالصوت من السماء: "هذا ابني الحبيب"، والإبن بشخص يسوع المسيح، والروح القدس بحلوله فوق رأس يسوع.
وغداة معموديّة يسوع شهد له يوحنّا قائلًا: "هذا هو حمل الله الذي يحمل خطيئة العالم" (يو 1: 29). إنّنا نتذكّر معموديّتنا التي بها وُلدنا ثانيةً من الماء والروح، أبناءً وبناتٍ لله بالإبن الوحيد يسوع المسيح. فلنجدّد مواعيد المعموديّة وهي: أنّنا أصبحنا أعضاء في جسد المسيح الذي هو الكنيسة، وهياكل الروح القدس.
2. يسعدني أن أرحّب بكم جميعًا في احتفالنا بهذه الليتورجيا الإلهيّة. مع تحيّةٍ خاصّة إلى سيادة أخينا المطران سليم صفير، رئيس أساقفة قبرص، وإلى الحركة الرسوليّة المريميّة بشخص رئيسها عزيزنا السيّد إيلي كميد والأعضاء ممثلّيها ومرشدها العام قدس الأب مالك بو طانيوس، وسيادة أخينا المطران غي بولس نجيم المشرف عليها. إنّنا نحيّيهم جميعًا ونهنّئهم بالسنة الجديدة 2025، سنة اليوبيل الكبير المقدّسة. ونحن كلّنا فيها حجّاج الرجاء الذي لا يخيّب.
3. الحركة الرسوليّة المريميّة خاصّة بالشبيبة. إنّها حركة تعمل بيقظة، وتتحرّك من دون جمود في رسالة الكنيسة والعمل الرسوليّ. وهي رسوليّة غايتها الأولى والأخيرة الرسالة المسيحيّة في الكنيسة، يقوم بها علمانيّون يشعرون أنّهم في الصفوف الأماميّة في الكنيسة. وهي مريميّة لأنّ مثالها، بعد المسيح، مريم العذراء سيّدة الرسل وأمّ الكنيسة. إنّها منظّمة بمجلس عام، ومجالس إقليميّة، ومجالس محليّة، وفرق تجتمع أسبوعيًّا.
4. شهادة يوحنّا المعمدان أنّ يسوع هو حمل الله الذي يحمل خطيئة العالم (يو 1: 29) هي نبويّة تفسيريّة لما حدث بالأمس عندما تقدّم يسوع ليعتمد من يوحنّا، فاعترض هذا الأخير معتبرًا أنّه هو الذي يحتاج لأن يعتمد من يسوع، لكنّ يسوع أجاب: "يحسن بنا أن نتمّ كلّ برّ (متى 3: 15). هذا البرّ هو أنّ يسوع الذي مشى مع الخطأة، ثمّ أعلنه الصوت من السماء أنّه ابن الله الوحيد، إنّما هو فادي البشر أجمعين الذي يحمل خطايا العالم، ويُصلب فداء عنهم، من دون أن يرتكب أيّ خطيئة شخصيّة…
هذه العظة نُشرت على صفحة البطريركيّة الأنطاكيّة السريانيّة المارونيّة على موقع فيسبوك، لقراءة المزيد إضغط هنا.