عظة غبطة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي في يوم السلام العالمي
تجدون في التالي عظة غبطة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، في عيد الميلاد، يوم الأحد 1 كانون الثاني/ ديسمبر 2025، في الصرح البطريركي في بكركي - لبنان.
"سُمِّي يسوع" (لو 2: 21).
1. يوم ختانة الطفل يسوع بحسب الشريعة اليهوديّة، "سُمِّي يسوع" (لو 2: 21)، كما سمّاه الملاك عند البشارة لمريم (لو 1: 31)، وعندما ظهر ليوسف في الحلم وانتزع قلقه قال له: "لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك، لأنّ المولود فيها هو من الروح القدس. فسمّه يسوع، لأنّه يخلّص شعبه من خطاياهم" (متى 1: 21). اسم يسوع إذًا يعني "الله يخلّص". في الواقع إنّ يسوع هو مخلّص العالم وفادي الإنسان. فلا بدّ لكلّ شخص من اللجوء إليه لنيل نعمة الخلاص والفداء.
2. يسعدني أن أرحّب بكم جميعًا للاحتفال معًا بهذه الليتورجيا الإلهيّة، التي بها نحتفل باسم يسوع المخلّص والفادي، ونبدأ العام الجديد 2025. ويطيب لي بالمناسبة أن أقدّم لكم التهاني بالعيد، أنتم الحاضرين ولكلّ الذين يتبعوننا عبر محطّات التلفزيون في لبنان والنطاق البطريركيّ وفي عالم الانتشار. نسأل الله أن يجعلها سنة خير ونعم، وبركات من لدن الله الذي "منه كلّ عطيّة صالحة".
3. لقد حلّت المعموديّة محلّ رتبة الختان بكلّ رموزها:
بالمعموديّة ننتسب إلى شعب الله الجديد الذي هو الكنيسة، ونصبح أعضاء في جسد المسيح السرّي. إنّها الولادة الجديدة من الماء والروح، والمشاركة في موت المسيح وقيامته: الموت عن الإنسان القديم، إنسان الخطيئة، والقيامة لحياة جديدة، لإنسان جديد، إنسان النعمة. هذا ما تدلّ عليه رتبة التغطيس في الماء ثلاثًا.
وبالمعموديّة، يُعطى الطفل اسمًا. كانت العادة وما زالت أن يعطى المعمّد والمعمّدة اسمًا ثانيًا، اسم قدّيس ليكون شفيعه في الحياة. أمّا اسم "يسوع" فيعني لنا، حسب اللفظة العبريّة-الآراميّة، الانتصار باسمه على الخطيئة والأرواح الشريرة والشفاء منها. فهو بموته افتدى الجنس البشريّ وحرّره من الخطيئة والأرواح الشريرة، وبقيامته أعطى الحياة الجديدة. والمؤمنون والمؤمنات بقوّة نعمته، بالمعموديّة والتوبة والقربان، يحقّقون هذا الانتصار والتحرّر والشفاء (راجع التفسير المسيحيّ القديم للكتاب المقدّس، العهد الجديد 3، إنجيل لوقا، صفحة 92-94).
4. وتحتفل الكنيسة اليوم أيضًا باليوم العالميّ الثامن والخمسين للسلام الذي أسّسه القدّيس البابا بولس السادس سنة 1967، قد اختاره في اليوم الأوّل من كلّ سنة، لأنّ فيه نبدأ سنتنا باسم يسوع. ما يعني أنّ يسوع هو سلامنا، ومصدر القيم التي يرتبط بها السلام. فحيث الحقيقة هناك السلام، وحيث العدالة هناك السلام، وحيث المحبّة هناك السلام، وحيث الحريّة هناك السلام، وحيث إنماء الشخص والمجتمع هناك السلام. اعتاد البابوات على توجيه رسالة بالمناسبة. وهذه السنة يوجّه قداسة البابا فرنسيس رسالة بعنوان: "اغفر لنا خطايانا، وامنحنا السلام"، ما يعني أنّ الغفران مصدر السلام. في لبنان نقيم اليوم العالميّ للسلام، الأحد الذي يلي رأس السنة، أي الأحد المقبل. فنكتفي اليوم بنقل مقدّمة الرسالة، وهي بعنوان:
I. سماع صراخ البشرية المهددة…
هذه العظة نُشرت على صفحة البطريركيّة الأنطاكيّة السريانيّة المارونيّة على موقع فيسبوك، لقراءة المزيد إضغط هنا.