تأمّل غبطة البطريرك الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا:  الأحد الثالث والعشرون من الزمن العادي - ب

تجدون في التّالي تأمّل غبطة البطريرك الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للّاتين، في الأحد الثالث والعشرين من الزمن العادي - ب، الأحد 8 أيلول/ سبتمبر 2024.

مرقس 7: 31-37

يعتبر الرجل الأصم والأبكم في إنجيل اليوم (مرقس 7: 31-37) محور الحديث وجوهره.

رجل مريض، غير قابل للشفاء، وهذا المرض يحمل معانٍ عدة: فالإنسان كائن اجتماعي، يتواصل من خلال علاقاته، معبراً عن علاقاته بالكلام (الكلمة)، لذا نستنتج أن هذا الرجل هو شخص يعيش نصف حياة. فهو لا يسمع، ولا يمكنه التعبير عن نفسه، يعيش في عالمه الخاص، منعزل عن الجميع.

كل مرض، بالإضافة إلى ذلك، كان يُعتبر لعنة، لأن أحدًا ما يجب أن يكون مذنبًا في هذا الخلق الناقص، "المعيب": بالتأكيد ليس الله، الذي يفعل كل شيء جيدًا، وبل الإنسان بسبب خطيئته. 

رجل مريض يجب عليه، بالإضافة إلى ثقل مرضه، أن يتحمل أيضًا ثقل خطيئته المفترضة.

لهذا الرجل البائس يقدم الأمل: هو، في ظلامه، لا يستطيع أن يعرف أن هناك أملًا. 

الأمل له يأتي عبر بعض الشخصيات المجهولة التي تجعل الشفاء ممكنًا: أشخاص يتجاوزون الاستسلام واللامبالاة، ويتحملون مسؤولية الأمل لأولئك الذين لا يستطيعون. هؤلاء يقودون المريض إلى يسوع ويطلبون من يسوع أن يشفيه (مرقس 7: 32).

عند هذه اللحظة، يتدخل يسوع ويتصرف، وهذا ما نود التأمل به.

الخطوة الأول: أنفرد بالأصم على ناحية (مرقس 7: 33): يبدو الأمر متناقضًا، لأن هذا الرجل هو بالفعل شخص معزول، مقطوع عن الواقع. ويقوم يسوع بعزله بصورة أكبر.

كأننا نرى بأن يسوع هو الذي ينتقل إلى الجانب المنعزل حيث يوجد هذا الرجل.   

يسوع يدخل في عزلتنا، في عجزنا عن العلاقة، في إنسانيتنا المجروحة. من كل هذا يخرجنا، يخلصنا، ولكن ليس قبل أن يدخل معنا.

الخطوة الثانية هي القيام ببعض الأفعال (مرقس 7:33): كان الرجل أصمًا وأبكمًا، لم يكن بإمكانه سماع أي كلمة. لكن كان بإمكانه رؤية ما كان يفعله يسوع. 

خلاص الله يأتي من خلال أعماله، من خلال يديه وأصابعه: تعابير "يد الله وأصابعه" تمر عبر كل من العهد القديم والجديد للإشارة إلى قوة التدخل الإلهي، التي تعطي الحياة وتحفظها.

يعيد يسوع السمع أولاً: لكي يتكلم الإنسان، يجب أن يستمع أولاً، ويسوع يبدأ من هناك، من استماع منقطع. لا يضع له أدوية، يلمسه بيده، لأنه هو نفسه العلاج، والشفاء يأتي منه.

أخيرًا، ينطق يسوع بكلمة واحدة فقط: "افتح" (مرقس 7: 34)…

هذا التأمّل نُشر على موقع البطريركيّة اللّاتينيّة في القدس، لقراءة المزيد إضغط هنا.

Previous
Previous

غبطة البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق يشارك في قدّاس تطويب "الدويهي" بكاتدرائيّة القدّيس يوسف المارونيّة في القاهرة

Next
Next

غبطة البطريرك يوحنّا العاشر يترأّس صلاة غروب عيد ميلاد والدة الإله في دير سيّدة صيدنايا البطريركيّ - سوريا