غبطة البطريرك الحويك: حائك أساسات إيبارشيّة القاهرة المارونيّة لمصر والسودان

سيادة المطران شيحان يفتتح لقاء المركز الثقافي اللّبناني الماروني

٢١ تمّوز/ يوليو ٢٠٢٤

إفتتح سيادة المطران جورج شيحان، رئيس أساقفة إيبارشيّة القاهرة المارونيّة لمصر والسودان، والزائر الرسولي على شمال إفريقيا، ورئيس مجلس أمناء المركز الثقافي اللّبناني الماروني، اللّقاء الأحدث لصالون المركز الثقافي اللّبناني الماروني بعنوان "البطريرك الحويك: حائك أساسات إيبارشيّة القاهرة المارونيّة لمصر والسودان"، وذلك في مقرّ المركز، في الإسكندريّة، مصر. شارك في اللّقاء مجموعة من المتحدّثين، من بينهم الخوري الدكتور مخائيل قنبر، الأمين التنفيذي لرابطة الكليّات والمعاهد اللّاهوتية في الشرق الأوسط.

وجاءت كلمة سيادة المطران جورج شيحان كالتالي:

برؤية نبوية أردت أيها البطريرك العظيم المكرم مار إلياس بطرس الحويك أن يكون لأرض الكنانة، مصر العريقة في التاريخ، مصر الفراعنة، وأرض العائلة المقدسة، كيان كنسي، نيابة بطريركية وأسقف راع يتولى شؤونها يتزامن مع تأسيس نيابة بطريركية في القدس ونيابة بطريركية في باريس.

فكان ما اردت وفق رؤيتك الكنسية لمتابعة شؤون أبناء الكنيسة المارونية، إن في النطاق البطريركي أو في عالم الانتشار. وابتدأت المسيرة الرعوية في مصر وعَمُر البنيان لأنك كنت تعلم ان الرعية دون راعي هي كالخراف التي لا راعي لها. إننا لا ننسى أن الرهبنة المارونية المريمية هي التي كانت ترعى شؤون الموارنة في أماكن تواجدهم منذ سنه 1745 مع أول راهب أتى مدينة دمياط الأب موسى هيلانة ليهتم بشؤون الموارنة الذين تواجدوا بعد ذلك في الإسكندرية، طنطا، الزقازيق، الإسماعيلية، بورسعيد والقاهرة.

لقد جلس على أول كرسي للنيابة البطريركية المثلث الرحمة المطران يوسف دريان في منطقة الظاهر، القاهرة، وجمع الرعية وابتدأ يزرع الأساسات للبشر والحجر وارتفع بنيان الكاتدرائية وكانت على اسم العائلة المقدسة وبوركت في غرّة شهر إبريل نيسان 1909 بدعم كريم من أبناء الطائفة مُجتمعين بكل سخاء وكرم يتقدمهم الكونت خليل صعب.

انطلقت النيابة البطريركية المارونية في القاهرة بقواعد ثابتة وإرادة صلبة لأبنائنا الموارنة الذين كانوا وما زالوا أصحاب غيرة وحمية رغم انتشارهم في السنين الأخيرة وتوزُعهم في محطات عديدة، في القاهرة وضواحيها، حتى العاصمة الإدارية الجديدة، التي انطلقت مؤسساتها وأمنيتها وكل التصاميم الهندسية بهمة وإرادة صلبة من رئيس البلاد عبد الفتاح السيسي الذي سيسطّر التاريخ إنجازاته لتظهر مصر بوجهها الحضاري، والسياسي، والاجتماعي، والتربوي، لتواكب الحداثة وتكون رائدة في محيطها العربي والأفريقي.

رسالة كنيستنا المارونية في مصر بما تحمل من تراث هي مسؤوليتنا، حملنا مشعلها منيرًا بأضواء متلألئة أمانة للمستقبل وشهادة لأرواح الأباء القديسين والرعاة الذين زرعوا بعرق الجبين، واجتهدوا من أجل الحفاظ على الدور الماروني الفاعل والمثمر، وخاصة أن مصر قد شهدت عبر تاريخها دورًا متميزًا لكثير من الأدباء والشعراء ورجال الصحافة، ورجال أعمال لبنانيين، طبعوا الحياة المصرية وأغنوها بالحضارة اللبنانية التي تشابكت في تناغم بديع مع الحضارة المصرية لمزيد من الغنى والتطور الإنساني والثقافي والحضاري.

رسالتنا نستوحيها من رئيس كنيستنا المارونية غبطة الكاردينال البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الكلّي الطوبى، الذي يحمل في قلبه رفعة الموارنة في لبنان والنطاق البطريركي وعالم الانتشار، والذي يعمل ليبقى التواصل حليف أبناء الكنيسة أينما وجدوا. ومسيرة كل جماعة في أي بلد وجدوا فيه هي شاهدة على الرسالة التي يقوم بها الموارنة أمانة لكنيستهم وشهادة للتاريخ.

أردنا بالتعاون مع حضرة الخوري الدكتور ميشال قنبر ان يسطّر تاريخ إيبارشية القاهرة المارونية وليظهر بأكثر فاعلية الوجود الماروني في مصر والرسالة الروحية والثقافية والاجتماعية، وتسجّل مجريات مسيرتها منذ سنه 1904 حتى يومنا هذا، فكان إن حصلنا على الأرشيف الخاص بالإيبارشية من محفوظات البطريركية المارونية في بكركي لبنان، وقد صدر الكتاب بعنوان "البطريرك الحويك حائك أساسات إيبارشية القاهرة المارونية"، كما صدر كتاب جديد خلال هذه الفترة عن البطريرك الحويك في الصحافة المصرية، يحمل في طياته ما وردت في الصحافة المصرية من متابعة صحفية، ومجريات الحركة الرعوية التي قام بها البطرير الحويك في مصر.

وابتدأ العمل لنقف أمام محطات مُستنيرة من تاريخ هذه الابراشية العزيزة، وأمام رجالات روحيين ومدنيين عِظام سطّروا أيامها وسنيها. وقد تعاقب على رعاية وتدبير شؤون النيابة البطريركية، والتي من منتصف الأربعينيات ومع تزايد أبنائنا الموارنة وبسعي من المثلث الرحمة المطران العلّامة بطرس ديب، أصبحت إيبارشية ذات كيان مستقل، أساقفة رُعاة أجلاء، حملوا المشعل واجتهدوا في خدمة التدبير والتعليم و التقديس…

إضغط هنا للإطّلاع على الصور.

هذا الخبر نُشر على صفحة المكتب الإعلامي الكاثوليكي بمصر على موقع فيسبوك، لقراءة المزيد إضغط هنا.

Previous
Previous

قداسة البابا ثيودوروس الثاني في مدينة دمياط، شمال مصر

Next
Next

قداسة البابا ثيودوروس الثاني في مدينة بورسعيد، شمال مصر