عظة غبطة البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي في قدّاس عيد الأب
تجدون في التالي عظة غبطة البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، في قدّاس عيد الأب، يوم الأحد 23 حزيران/ يونيو 2024، في الصرح البطريركي في بكركي، لبنان.
"لا تدعوا لكم في الأرض ابًا، لأنّ أباكم واحد، هو الذي في السماء" (متّى 13: 9)
1. يدعونا الربّ يسوع لعيش الأخوّة الشاملة، أكان الأب أبًا دمويًّا، أو أبًا روحيًّا، أو أبًا معنويًّا، لأنّ "من أبي سيّدنا يسوع المسيح كلّ أبوّة في السماء والأرض تأخذ إسمًا" (أفسس 3: 14-15). أجل، كلّ أبوّة تأخذ إسمها ومثالها من سيّدنا يسوع المسيح ومن أبيه السماويّ، الذي يشكّل نموذجًا لكلّ أب. هكذا نفهم كلمة الربّ يسوع في إنجيل اليوم "لا تدعوا لكم في الأرض ابًا، لأنّ أباكم واحد، هو الذي في السماء" (متّى 13: 9).
2. تحتفل الكنيسة في هذا الأحد بعيد الأب. وفي المناسبة، يحتفل "مكتب راعويّة الزواج والعائلة" في الدائرة البطريركيّة، بعد القدّاس، بتخرّج الدفعة الرابعة من "دبلوم الإصغاء والمرافقة العائليّة"، بالشراكة مع معهد العائلة في جامعة الحكمة بيروت.
فيطيب لي أن أوجّه كلمة الشكر لمكتب راعويّة الزواج والعائلة بشخص منسقيه: الأباتي سمعان أبو عبدو والسيّدة ريتا الخوري وزوجها المهندس سليم الخوري. كما يسعدني أن أوجّه كلمة شكر للبروفسور جورج نعمه رئيس جامعة الحكمة، ولمديرة معهد الوساطة في جامعة القدّيس يوسف الدكتورة جومانا بو رجيلي، وهيئة الأساتذة الذين تولّوا تخرّج طلّاب الإصغاء والمرافقة العائليّة، وأن أرحّب بالطلّاب الخرّيجين وأهلهم وأصدقائهم، مقدّمًا لهم التهاني الحارّة وأخلص التمنيات.
3. يؤكّد الربّ يسوع في إنجيل اليوم أنّ كلّ أبوّة في الأرض، أكانت دمويّة أم روحيّة أم معنويّة تأخذ قيمتها ودورها من أبوّة الآب السماويّ. إنّها خدمة حبّ: وليست جاهًا، ولا تباهيًا، ولا افتخارًا، ولا راحة، ولا لقبًا. إنّها مسؤوليّة: تتفانى في سبيل من هم في إطارها، وتبحث عن جميع الطرق التي تؤمّن سعادة من هم ضمن مسؤوليّتها.
4. الأبوّة ثلاثة أنواع: الأبوّة الدمويّة وهي أبوّة والديّة تأتي من الزواج والإنجاب والتربية. والأبوّة الروحيّة وهي أبوّة كنسيّة أعني أبوّة الكاهن والأسقف والرئيس الرهباني؛ إنّها أبوّة لها مسؤوليّتها في تأمين خير من هم في إطار مسؤوليّاتها، وخيرهم الروحيّ والماديّ والمعنويّ…
هذه العظة نُشرت على صفحة بطريركيّة أنطاكية وسائر المشرق للموارنة على موقع فيسبوك، لقراءة المزيد إضغط هنا.