قداسة البابا تواضروس الثاني يصلّي قدّاس عيد القيامة المجيدة في الكاتدرائيّة المرقسيّة بالعباسيّة
صلّى قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندريّة وبطريرك الكرازة المرقسيّة، مساء السبت 4 أيّار/ مايو 2024، قدّاس عيد القيامة المجيدة في الكاتدرائيّة المرقسيّة بالعباسيّة، مصر، بمشاركة ثمانية من الآباء الأساقفة العموم المشرفين على القطاعات الرعويّة بالقاهرة، ووكيل البطريركيّة بالقاهرة، وبعض الآباء الكهنة والرهبان، وسط مشاركة كثيفة من قبل المهنّئين ممثّلي رئاسة الجمهوريّة، ومجلسي النواب والشيوخ ورئاسة مجلس الوزراء وعدد من الوزراء وكذلك ممثّلي العديد من مؤسّسات وهيئات الدولة بأركانها المختلفة وسفراء بعض الدول، وامتدّت الصلوات حتّى مطلع اليوم الأحد، يوم عيد القيامة.
وشهدت الكاتدرائيّة حضور كبير من أبناء الكنيسة الّذين ملأوا صحن الكنيسة الكبرى بالكاتدرائيّة، وحيَّا أبناء الكنيسة قداسة البابا تواضروس الثاني لدى دخول موكبه إلى الكنيسة، وكذلك أثناء دورة القيامة.
وتمّ بثّ الصلوات عبر التلفزيون المصري والفضائيّات القبطيّة والموقع الرسمي للكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة وقناة COC التابعة للمركز الإعلامي للكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة على شبكة الإنترنت، وعدد من القنوات الفضائيّة العامة، بينما بثّت العديد من القنوات مقاطع من القدّاس.
وقدم نيافة الأنبا أكليمندس، الأسقف العام لكنائس قطاع ألماظة ومدينة الأمل وشرق مدينة نصر، الشكر للمهنّئين باسم قداسة البابا تواضروس الثاني، والمجمع المقدّس والهيئات القبطيّة، حيث شكر فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي لإرساله برقية تهنئة بالعيد، وكذلك هنّأ فخامته المصريّين المسيحيّين بالخارج، كما أوفد اللّواء أحمد على رئيس ديوان رئيس الجمهوريّة لتقديم التهنئة أثناء قدّاس العيد.
وحرص نيافة الأنبا أكليمندس على تهنئة الرئيس لمناسبة بدء فترة رئاسيّة جديدة.
ووجَّه نيافته الشكر لمندوبي رؤساء مجالس النواب والشيوخ ورئيس مجلس الوزراء، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب وفضيلة المفتي الدكتور شوقي علام، وعدد من الوزراء الذين أرسلوا مندوبين عنهم في القداس للتهنئة.
كما شكر نيافته أيضًا الوزراء والمحافظين والقيادات الذين حضروا في القداس لتقديم التهنئة، وهم: وزراء الكهرباء، والتموين، والتضامن الاجتماعي، والتنمية المحلية، والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، والثقافة، ومحافظ القاهرة ومحافظ دمياط، وعدد من كبار قيادات القوات المسلحة، ووزارة الداخلية، وممثلو الهيئات القضائية، وسفراء بعض الدول، وممثلو عدد من النقابات والأحزاب، والجامعات المصرية والعديد من الهيئات والمؤسسات، وبعض من المسؤولين السابقين.
وهنّأ قداسة البابا تواضروس الثاني في بداية عظته بالقدّاس الكنائس والإيبارشيّات خارج مصر في كلّ قارات العالم وفي مصر والآباء المطارنة والأساقفة والكهنة والشمامسة وجميع أبناء الكنيسة في مصر وبلاد المهجر بعيد القيامة، وشكر قداسته فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي على تهنئته بالعيد.
وأشار إلى أنّنا في عيد القيامة المجيدة نتلامس مع قوة محبة المسيح لنا جميعًا، وأن القوة تتعدد أنواعها، ولكن ما هي أعظم قوة في حياة الإنسان والتي يمكن أن ينالها ويتمتع بها؟
وشرح قداسته أن أعظم قوة في حياة الإنسان هي قوة الغفران، والله هو الذي يسكب من غفرانه على البشر من محبته، فلا يوجد قوة أعظم من أن الله يغفر للإنسان خطيته، لأن الخطية هي مرض الروح ولا يمكن أن تُمحى إلا بمغفرة الله.
وأعطى قداسة البابا تواضروس الثاني مثالًا لمخاطبة الإنسان للّه في لحن "ثوك تى تي جوم" والّذي نكرّره في أسبوع الآلام السابق للعيد، ونقول للّه "لك القوّة والمجد والبركة والعزّة"، لذلك هنيئًا للإنسان الّذي يتمتّع بغفران اللّه في حياته فيكون مقبولًا في السماء.
وأوضح قداسة البابا تواضروس الثاني أنّ قوّة الغفران لها وجهان، هما:
- غفران اللّه لخطيئة الإنسان.
- استعداد الإنسان أن يغفر ويسامح الآخرين.
وأشار قداسة البابا تواضروس الثاني إلى شرط قوّة الغفران، وهو أنّ اللّه لن يغفر للإنسان إذا لم يغفر لأخيه الإنسان، لأن مقابلة الخير بالخير هو عمل إنساني، ومقابلة الخير بالشر هو عمل شيطاني، أما مقابلة الشر بالخير هو عمل إلهي، ونحتاج فيه إلى قوة الله، لذلك نصلي باستمرار في الصلاة الربانية "وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضًا لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا" (مت ٦: ١٢)، وهنا توجد العلاقة التعاقدية بين الله والإنسان، ونتيجة مسامحة الإنسان للآخر أن يسكب الله من محبته وغفرانه في قلب الإنسان، فيتمتع الإنسان برحمة الله.
وتناول قداسته نماذج عدّة عن أشخاص نالوا الغفران، كالتّالي:
- زكّا العشار: عندما أظهر رغبته لرؤية السيد المسيح وصعد على شجرة، وكانت النتيجة أن زاره السيد المسيح في منزله، فقال: "«هَا أَنَا يَا رَبُّ أُعْطِي نِصْفَ أَمْوَالِي لِلْمَسَاكِينِ، وَإِنْ كُنْتُ قَدْ وَشَيْتُ بِأَحَدٍ أَرُدُّ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ»" (لو ١٩: ٨).
- المرأة التي أمسكت في ذات الفعل: عندما سجّل السيد المسيح على الأرض خطايا الذين أرادوا أن يرجموها، فكانت النتيجة أن كل واحد منهم عندما رأى خطيته مكتوبة ترك المكان، كما أعطى السيد المسيح المرأة عمرًا جديدًا، "اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أَيْضًا" (يو ٨: ١١).
- اليهود أثناء محاكمة السيد المسيح: عندما صرخوا قائلين: "«لِيُصْلَبْ!» ... «دَمُهُ عَلَيْنَا وَعَلَى أَوْلاَدِنَا»" (مت ٢٧: ٢٣، ٢٥)، بينما السيد المسيح طلب المغفرة لهم وهو على الصليب، "«يَا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ»" (لو ٢٣: ٣٤).
- اللصّ اليمين المصلوب مع السيّد المسيح: الّذي قدّم صلاة وطلب مغفرة، "ثُمَّ قَالَ لِيَسُوعَ: «اذْكُرْنِي يَا رَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ»" (لو ٢٣: ٤٢)، فنال الغفران "إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ" (لو ٢٣: ٤٣).
وأشاد قداسة البابا تواضروس الثاني بروعة أن يملك الإنسان قوّة مسامحة الآخر، فهذه هي أعظم قوة في حياة الإنسان: أن يغفر لمَنْ أساء إليه، وعندما يطلب هذه القوة من الله سيصبح قادرًا على مسامحة أخيه الإنسان، كما سينال الرحمة من الله في حياته.
واختتم قداسته مشيرًا إلى أن القيامة هي روح تنساب إلى الإنسان، بحيث ينال قوة محبة الله في حياته اليومية.
وقال قداسة البابا: "نصلي لأجل مصر الوطن الغالي ليكون دومًا في محبة وسلام وأخاء" دعا قداسته إلى ضرورة انتهاء الحروب الدائرة في أماكن عديدة في العالم، وأن يعطي الله العالم سكينة وهدوء وسلامًا، وأن يحفظ بلادنا في سلام وتقدم، لافتًا إلى أن الوطن هو أغلى ما عند الإنسان، واختتم بالدعاء لمصر ولشعبها بالبركة.
هذا الخبر نُشر على صفحة الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة على موقع فيسبوك.