عظة غبطة البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي في الذكرى الثالثة عشرة لبداية خدمته البطريركيّة
تجدون في التّالي عظة غبطة البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، في الذكرى الثالثة عشرة لبداية خدمته البطريركيّة، يوم الأحد 3 نيسان/ أبريل 2024، في الصرح البطريركي، بكركي.
"أنا أمة الربّ، فليكن لي حسب كلمتك" (لو 1: 38).
Votre Excellence le Nonce Apostolique
إخواني السادة المطارنة الأجلّاء،
قدس الرؤساء العامّين المحترمين
الآباء والإخوة والأخوات الأحبّاء.
1. Je voudrais d’abord remercier Votre Excellence de m’avoir transmis les vœux du Saint Père François et Sa Bénédiction Apostolique à l’occasion de ma Fête Patronale. Je Vous prie avec tout notre Patriarcat d’être notre interprète auprès du Saint Père et de lui transmettre toute notre gratitude et la prière que nous élevons chaque jour à son intention. Je remercie également Son Eminence le Cardinal Pietro Parolin Secrétaire d’Etat de Sa Sainteté et S. Exc. Monseigneur Edgar Peña Parra Substitut de leurs vœux. Je remercie également Votre Excellence pour vos Vœux personnels qui me sont chers.
وأشكركم إخواني السادة المطارنة الأجّلاء، وقدس الرؤساء العامّين على مشاركتم وصلاتكم وتهانيكم. كافأكم الله جميعًا بفيض من نعمه.
2. عندما حمل جبرائيل الملاك البشرى لمريم، عذراء الناصرة المخطوبة ليوسف، لتكون أمّ يسوع، إبن العليّ، بقوّة الروح القدس، أجابت: "أنا أمة الربّ، فليكن لي حسب كلمتك". (لو 1: 38).
بهذا الجواب أعربت عن إيمانها بكلام الله، إيمانًا مميّزًا بالجهوزيّة والخدمة، وها نحن اليوم نتعلّم منها الإيمان بكلمة الله، والجهوزيّة والخدمة في مسؤوليّاتنا. فكلّنا دعينا إلى الكهنوت والأسقفيّة، وبعضنا إلى الحالة الرهبانيّة بالسير على خطى المسيح، المطيع والعفيف والفقير نحو المحبّة الكاملة. وانطلقنا بإيمان قابلين الدعوة من فم المسيح الربّ، ومعلنين جهوزيتنا لقبولها مجّددًا كلّ يوم، وجاعلنيها خدمة دائمة في حياتنا اليوميّة. فلنجدّد اليوم إلتزامنا بدعوتنا على مثال أمّنا وسيّدتنا مريم العذراء.
3. إنّ مناسبة عيد بشارتها الذي نقلناه إلى اليوم بسبب وقوعه هذه السنة يوم إثنين الآلام، تجمعنا ككلّ سنة لتذكار بداية خدمتي البطريركيّة في 25 آذار 2011، وها نحن في ذكراها الثالثة عشرة بنعمة من الله. فلا يسعني في المناسبة إلّا أن أذكر بالصلاة سينودس أساقفة كنيستنا المقدّس الذي أولاني الثقة فاختارني "أبًا ورأسًا" لكنيستنا المارونيّة، في جوّ من الصلاة واستلهام الروح القدس. كما أذكر بالصلاة السعيد الذكر البابا بندكتوس السادس عشر الذي منحني الشركة الكنسيّة. إنّ الجوّ الذي ساد جلسات السينودس الإنتخابيّة أوحى إليّ شعار خدمتي البطريركيّة: "شركة ومحبّة".
معًا نقيم قدّاس الشكر لله على الثلاث عشرة سنة من الخدمة بموآزرتكم وصلاتكم ومحبّتكم. ونقيمها ذبيحة استغفار عن كلّ خطيئة وخطأ ونقص، وذبيحة استلهام أنوار الروح القدس لنسير معًا على هديه، بشفاعة أمّنا مريم العذراء، سيّدة البشارة.
4. يشكّل شعاري "شركة ومحبّة" مرتكز رسالتنا المشتركة وروحانيّتها. فالشركة تقتضي الإلتزام ببعديها: العامودي كاتّحاد بالله، والأفقيّ كوحدة فيما بيننا، وبين أبناء كنيستنا وسائر الناس. لكنّ هذه الشركة لا يمكن أن تثبت إلّا برباط المحبّة. فالمحبّة من أجل ثبات الشركة هي كالإسمنت لتثبيت مداميك الحجارة.
إنّ أساس وحدتنا قائم على المعموديّة التي جعلتنا أعضاء في جسد المسيح السرّي الذي هو الكنيسة. المسيح رأس هذا الجسد، يجمعنا بالروح القدس في وحدة الإيمان والحقّ والمحبّة لنكون على مثال وحدة الثالوث القدّوس (راجع "نور الأمم" 4 و 7). هنا تقع مسؤوليّة الأسقف في أبرشيّته، والبطريرك في كنيسته البطريركيّة، والرؤساء العامّون في رهبانيّاتهم. فعلينا أساقفة وبطريركًا أن نعمل جاهدين ومن دون إهمال أو تأجيل على إصلاح الخطأ وإعادة بناء الوحدة (راجع "نور الأمم"، 7 و13). وهذا واجب الرئيس العام ومجلسه في رهبانيّتهم. ويجب أن نعمل جميعًا على إيجاد الحلول داخليًّا للمشاكل المطروحة، قبل التوجّه إلى السلطات العليا. وهذه علامة على حسن النيّة، والبناء على الحقيقة. بهذا التصرّف نحترم ذواتنا ونكون موضوع احترام من غيرنا…
هذه العظة نُشرت على صفحة البطريركيّة الأنطاكيّة السريانيّة المارونيّة على موقع فيسبوك، لقراءة المزيد إضغط هنا.