طرق تقديم المحبّة (٣)… "تأمّلات في أسبوع الإبن الضال وكيف استخدم المسيح لغّة اللّمسات الحانية" في اجتماع الأربعاء لقداسة البابا تواضروس الثاني
ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندريّة وبطريرك الكرازة المرقسيّة، عظته الأسبوعيّة في اجتماع الأربعاء، مساء 3 نيسان/ أبريل 2024، من كنيسة القدّيس الأنبا أنطونيوس في المقرّ البابوي بالقاهرة، دون حضور شعبي، وبُثّت العظة عبر القنوات الفضائيّة المسيحيّة والموقع الرسمي للكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة وقناة C.O.C التابعة للمركز الإعلامي للكنيسة على شبكة الإنترنت.
استكمل قداسة البابا تواضروس سلسلة "طرق تقديم المحبّة"، وتناول جزءًا من الأصحاح الثامن عشر في إنجيل معلّمنا متّى، والأعداد (٢٣ – ٣٥)، وتأمّل في "كيف استخدم السيّد المسيح لغّة الحبّ وعبّر عنها باللّمسات الرقيقة"، من خلال مثليْن في الكتاب المقدّس، وهما: مَثَل الإبن الضال في إنجيل لوقا والأصحاح الخامس عشر ، ومَثَل العبد الّذي لا يغفر في إنجيل متّى والأصحاح الثامن عشر، كالتّالي:
• الإبن الضال ظنَّ أنّ النعمة الموجود بها هي سجن، وهذا الظنّ هو ما تفعله الخطيئة بالإنسان، ثمّ بعد أن بدّد أمواله بدأ الدافع لديه في العودة لأبيه، لأنّه يثق في حنو أبيه، "وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيدًا رَآهُ أَبُوهُ، (فَتَحَنَّنَ) وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ" (لو ١٥: ٢٠).
• العبد الّذي لا يغفر كان قاسيًا على زميله، بينما سيّد العبد ترك له دينه، "فَتَحَنَّنَ سَيِّدُ ذلِكَ الْعَبْدِ وَأَطْلَقَهُ، وَتَرَكَ لَهُ الدَّيْنَ" (مت ١٨: ٢٧)، وهذا العبد لم يترك الدين لزميله ويسامحه، "وَلَمَّا خَرَجَ ذلِكَ الْعَبْدُ وَجَدَ وَاحِدًا مِنَ الْعَبِيدِ رُفَقَائِهِ، كَانَ مَدْيُونًا لَهُ بِمِئَةِ دِينَارٍ، فَأَمْسَكَهُ وَأَخَذَ بِعُنُقِهِ قَائِلًا: أَوْفِني مَا لِي عَلَيْكَ" (مت ١٨: ٢٨).
وأوضح قداسة البابا تواضروس الثاني أنّ مَثَل العبد الّذي لا يغفر ينقل لنا الحقيقة وكيف يتجبر الإنسان ويكون قاسيًا مع الآخر أحيانًا، لذلك وضع لنا اللّه في الصلاة الربانيّة "وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضًا لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا" (مت ٦: ١٢)، والمعادلة هنا بين ثلاث أطراف: اللّه وأنت والآخر، “فَهكَذَا أَبِي السَّمَاوِيُّ يَفْعَلُ بِكُمْ إِنْ لَمْ تَتْرُكُوا مِنْ قُلُوبِكُمْ كُلُّ وَاحِدٍ لأَخِيهِ زَلاَتِهِ” (مت ١٨: ٣٥)، فالإنسان كما يغفر لأخيه الإنسان ويسامحه هكذا الله يفعل معنا بنفس المقدار، وهنا الغفران هو مبدأ للحياة على الأرض وكذلك هو مرتبط بالسماء.
ووضع قداسة البابا تواضروس الثاني مقارنة بين المثليْن، كالتّالي:
• مشاعر الأب الحنون الّذي سامح ابنه الّذي بدّد أمواله، والسيّد الحنون الّذي سامح العبد وترك له الدين.
• الإبن طلب العفو "أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ، وَلَسْتُ مُسْتَحِقًّا بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْنًا" (لو ١٥: ٢١)، والعبد كذلك "فَخَرَّ الْعَبْدُ وَسَجَدَ لَهُ قَائِلًا: يَا سَيِّدُ، تَمَهَّلْ عَلَيَّ فَأُوفِيَكَ الْجَمِيعَ" (مت ١٨: ٢٦).
• اللّمسات الرقيقة لدى الأب "فَتَحَنَّنَ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ" (لو ١٥: ٢٠)، لذلك الإبن الضال برغم أنّه فقد كلّ شيء إلّا أنّه لم يفقد الرجاء في أبيه، والسيّد فعل الأمر ذاته مع العبد "فَتَحَنَّنَ سَيِّدُ ذلِكَ الْعَبْدِ وَأَطْلَقَهُ، وَتَرَكَ لَهُ الدَّيْنَ" (مت ١٨: ٢٧).
• الجانب المظلم في مثل الإبن الضال كان في أخيه الأكبر القاسي الّذي رفض دخول البيت والمشاركة في فرحة عودة أخيه، بل وعاتب أبيه وشوَّه صورة أخيه، وكذلك العبد الّذي لا يغفر عندما رفض زميله وكان قاسيًا معه ووضعه في السجن…
هذا الخبر نُشر على موقع الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة، لقراءة المزيد إضغط هنا.