عظة غبطة البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي في الأحد الثالث من زمن القيامة
تجدون في التّالي عظة غبطة البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، في الأحد الثالث من زمن القيامة، يوم الأحد 14 نيسان/ أبريل 2024، في الصرح البطريركي - بكركي، لبنان.
"فيما كانا سائرين ويتحادثان كئيبين، اقترب يسوع منهما وأخذ يسير معهما" (لو 24: 14-15).
1. ربّنا يسوع القائم من الموت حيّ في الكنيسة والمجتمع وبين الناس والشعوب. لقد أصبح بقيامته رفيق الدرب في حياة كلّ إنسان وجماعة، ولا سيما عندما الواحد يمرّ بصعوبات، ولا يجد معنًى لها أو مخرجًا. فيأتي الربّ يسوع بكلامه وإيحاءات الروح القدس وبتوجيهات الكنيسة والصلاة، ويسير معه بحوار داخليّ مريح.هذا ما جرى مع التلميذين العائدين من أورشليم في مساء أحد قيامة الربّ غير المؤكّدة، إلى قريتهما عمّاوس على مسافة نحو ثلاثين كيلومترًا من أورشليم. "ففيما كانا سائرين متجادلين كئيبين، اقترب منهما يسوع وأخذ يسير معهما. فكُفَّت أعينهما عن معرفته".(لو 24: 14-16). فيسوع بعد القيامة لن يُعرف بعين الجسد بل بعين الإيمان.
2. يسعدنا أن نحتفل معًا بهذه الليتورجيا الإلهيّة، وبها نطلق رسميًّا "مكتب راعويّة الأشخاص ذوي إعاقة" في الدائرة البطريركيّة في بكركي. وقد أنشأناه بمرسوم تاريخ 14 كانون الأوّل الماضي. وعيّنا منسّقةً له الإعلاميّة والمرنّمة داليا فريفر، التي نحيّيها مع لجنة المكتب. كما عيّنا الأب ميلاد السقيّم المرسل اللبنانيّ مرشدًا ومشرفًا. شعار هذا الإنطلاق: معًا نبني. يهدف هذا "المكتب" إلى:
1. دمج ذوي الإعاقة في المجتمع، وخلق شبكة تواصل فيما بينهم.
2. تفعيل مواهبهم وجعلهم منتجين.
3. إيجاد عمل لهم.
4. التعاون مع الهيئات المماثلة.
5. تطبيق القانون الدولي بشأن الأشخاص ذوي إعاقة في لبنان.
6. التعاون مع المكاتب الراعويّة الأخرى في الدائرة البطريركيّة، ولا سيما راعويّة العائلة والحياة وراعويّة المرأة، وراعويّة الشبيبة.
3. من صلاحيّات هذا المكتب:
1- تنظيم الإحتفال باليوم العالميّ للأشخاص ذوي إعاقة (3 كانون الأوّل أو الأحد الأوّل من كانون الأول).
2- تنظيم حفلات توعية في المدارس والجامعات ورعايا الأبرشيّات بالتنسيق مع المسؤولين فيها.
4. حقّق مكتب راعويّة الأشخاص ذوي إعاقة ثلاثة أنشطة في بكركي:
1- ريسيتال ميلادي بعنوان Esperanza (الرجاء)
2- لقاء عمل مع المؤسّسات الإجتماعيّة المعنيّة بالأشخاص ذوي إعاقة بمشاركة وزير الشؤون الإجتماعيّة بموضوع: معًا نسير.
3- لقاء عمل مع المؤسّسات الإعلاميّة بمشاركة وزير الإعلام بموضوع: معًا نشهد.
إنّنا نقدّر تمامًا جهود العزيزة داليا ومساعديها، سائلين الله أن يباركهم جميعًا، ويرتضي أعمالهم في خدمة إخوتنا ذوي إعاقة، الذين سبق وسمّاهم ربّنا يسوع "إخوته الصغار" (متى 25: 40).
5. بقراءة هذه اللوحة الإنجيليّة نجد ذواتنا أمام القدّاس الأوّل الذي احتفل به الربّ يسوع، الكاهن الأسمى في مساء أحد القيامة، ونجد فيها أقسامه الأربعة.
القسم الأوّل: الوقفة أمام الله
في هذا القسم نقف أمام الله مع كلّ همومنا ومشاكلنا وتساؤلاتنا وضعفنا وتوبتنا، كما يتّضح ذلك في صلاة البدء وصلاة الغفران أي الحسّاي والترانيم، وفقًا للزمن الليترجيّ. هكذا حصل لتلميذي عمّاوس اللذين كانا عائدين إلى بلدتهما متسائلين وكئيبين وقد تحطّمت أمالهما بصلب يسوع معلّمهما (لو 24: 14-15).
القسم الثاني: ليتورجيا الكلمة
مشى معهما يسوع، ولم يعرفاه. استمع لمعاناتهما (لو 24: 19-24)، ثمّ راح ينوّرهما بالكلام الإلهيّ، من كتب موسى والأنبياء بشأن المسيح الآتي. فانتعش قلباهما، وتمسّكا به، وأصرّا عليه ليبيت عندهما، بسبب غياب الشمس (لو 24: 25-29)…
إضغط هنا للإطّلاع على الصور.
هذه العظة نُشرت على صفحة البطريركيّة الأنطاكيّة السريانيّة المارونيّة على موقع فيسبوك، لقراءة المزيد إضغط هنا.