عظة غبطة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي في قدّاس أحد مولد يوحنا

تجدون في التالي عظة غبطة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، في قدّاس أحد مولد يوحنا، يوم الأحد 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024، في كاتدرائيه سيده لبنان في باريس.


باسم الآب والإبن والروح القدس الإله الواحد آمين.

"اسمُهُ يوحنا"

يوحنا المعمدان، هذا النّبي الجديد يُعلن المسيح، يُهيِّئ الطريق بالدعوة إلى التوبة، ويشهد له أنّه فادي الإنسان، “كحملٍ جديدٍ يحملُ خطايا العالم” (يو1: 29).

فطوبى للذين يسمعون كلام الله ويعملون به.

تحتفل الكنيسة بعيدين كبيرين،عيد مولد يوحنا المعمدان وعيد سيدة الحبل بلا دنس.

عيد مولد يوحنا المعمدان هو عيد الرحمة. اسمه يوحنا أي الله تحنن ، الله رحوم. أجل، يوحنا المعمدان ظهر رحمة أمام المسيح الرب سبقَهُ بستة أشهر وكان بمثابة الفجر قبل طلوع الشمس - هذا يوحنا المعمدان الذي نحتفل بمولده اليوم هو يحمل اسم الرحمة، والرحمة تجسدت واسمها يسوع المسيح، ونحن كمسيحيين مدعوون أبناء و بناة الرحمة.

عالمنا بحاجة الى رحمة - الرحمة التي نحن بحاجة إليها نتعلمها من الله الذي بطبيعته رحوم - في الكتاب المقدس في العهد القديم، كلمة رحمة تعني كلمتين حاساد في العبرية وتعني أن الله رحوم بذاته وأنه أمين لذاته، فمهما فعل الإنسان من شر تبقى رحمة الله أكبر من شر البشر .

أجل، فلنرجع الى رحمة الله ملتمسين رحمته ونكون أبناءه الرحمة في مجتمعنا. هذه هي الثقافة التي نتعلمها اليوم أن نكون رحومين.

في عظة الجبل منحنا الرب يسوع تسع تطويبات، تطويبة فيها يقول : “طوبى للرحماء إنهم يرحمون”. نعم، طوبى للرحماء هي برنامج حياتنا - الرحمة هي ثقافتنا.

والإسم الثاني أن الله رحوم باللغة العبرية رحاميم أي رحومٌ من أحشائه - رحاميم نسبة إلى رحم الأم - الله يحب من صميم أحشائه يحب الإنسان و يرحمه من صميم أحشائه.

نصلّي اليوم لكي نكون جماعة رحمة نعود إلى الله ملتمسين رحمته علينا من أجل خطايانا وشرورنا ونعيش في مجتمعنا ثقافة الرحمة.

العيد الثاني عيد سيدة الحبل بلا دنس أي أمنا مريم العذراء ولدت معصومة من خطيئة آدم التي يولد فيها كل إنسان فتدخل الله بسرّ تدبيره وعصم مريم منذ اللحظة الأولى من تكوينها في حشى أمّها معصومة من خطيئة آدم وهكذا كان استحقاق مريم استباق لاستحقاقات يسوع المسيح.

ولدت مريم معصومة من الخطيئة الأصلية، وهكذا نقول عيد الحبل بلا دنس أي حُبل بها معصومة من اللحظة الأولى لتكوينها بيولوجيِّا في حشى أمها ولدت معصومة من خطيئة آدم…

إضغط هنا للإطّلاع على الصور.

هذه العظة نُشرت على صفحة البطريركيّة الأنطاكيّة السريانيّة المارونيّة على موقع فيسبوك، لقراءة المزيد إضغط هنا.

Previous
Previous

غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثّالث في زيارة لدير الصليب المُكرّم

Next
Next

غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي يشارك في افتتاح كاتدرائية سيدة باريس (نوتردام دو باري)