مجلس الكنائس العالمي يصدر بيانًا بشأن الأوضاع الراهنة في سوريا

الصورة: بول جافري/ آكت الليانس

10 كانون الأول/ ديسمبر 2024

في غضون أيام قليلة، شهدت سوريا تغييرًا عميقًا ومفاجئًا أثار شعورًا بالقلق العميق والأمل المتجدد في مستقبل سوريا. وفي هذا الوقت من الترقب المختلط بين عدم اليقين والأمل، يدعو مجلس الكنائس العالمي جميع الكنائس الأعضاء وشركاء الحركة المسكونية للانضمام إلى الصلاة والتضامن المسيحي مع الكنائس وشعب سوريا وهم يسيرون في مسارهم خلال هذه المرحلة الانتقالية.

لقد عانى الشعب السوري أكثر من عقد من الحرب والنزوح والخسارة نتيجة النزاع المسلح المدمر الذي أعقب القمع العنيف للاحتجاجات السلمية في عام 2011. وخلال هذه السنوات، فقد أكثر من 580,000 شخص حياتهم، وتم نزوح 13 مليون سوري، وتعرض 154,000 شخص للاعتقال التعسفي أو الاختفاء القسري، بما في ذلك رئيسا أساقفة حلب، المطران يوحنا إبراهيم للسريان الأرثوذكس، والمطران بولس يازجي للروم الأرثوذكس، اللذان اختطفهما مسلحون في نيسان/ أبريل 2013. يبرز هذا التاريخ المأساوي التكلفة الإنسانية الهائلة للصراع في سوريا والحاجة الماسة إلى تحقيق العدالة التصالحية والمصالحة.

في هذا السياق، يجدد مجلس الكنائس العالمي التزامه بتعزيز الحوار الشامل وبناء السلام من خلال إشراك السوريين من مختلف مجتمعاتهم وشرائحهم. نصلي من أجل أن تفتح هذه المرحلة الانتقالية الحالية طريقًا نحو السلام والعدالة والوئام بين جميع مجتمعات سوريا، مع ضمان حقوق المواطنة المتساوية وحقوق الإنسان لجميع السوريين.

ومع ذلك، نعرب عن قلقنا العميق من التقارير المتعلقة بتصاعد الهجمات التي تشنها القوات المسلحة ضد البنية التحتية الدفاعية والصناعية السورية، والتي تهدد بمزيد من زعزعة الاستقرار وتعطيل مسار سوريا نحو الأمام. هذه الهجمات تشكل انتهاكًا لاتفاقية فك الاشتباك لعام 1974. ندعو إلى الوقف الفوري لهذه الهجمات الانتهازية والمدمرة التي تعرض آمال الشعب السوري الهشة لمستقبل أفضل للخطر.

وسط تحديات هذه اللحظة الانتقالية، نناشد جميع أعضاء المجتمع الدولي وجميع الكنائس الأعضاء في مجلس الكنائس العالمي وشركاء الحركة المسكونية والدينية تقديم الدعم والمساعدة اللازمين للسوريين النازحين أو المحتاجين. كما نحث على الإنهاء الفوري للعقوبات التي ألحقت أضرارًا جسيمة بالسكان السوريين. ندعو جميع الأطراف في سوريا إلى احترام القانون الإنساني الدولي وقوانين حقوق الإنسان، وحماية المدنيين، واحترام كرامة الآخرين الممنوحة من اللّه، والسعي نحو تحقيق العدالة والمصالحة والوحدة. كما نناشد الجهات الخارجية الامتناع عن التدخل بالقوة العسكرية أو غيرها من الوسائل التي تحرم الشعب السوري من تحقيق تطلعاته نحو سلام عادل ومستدام وشامل ديمقراطيًا في وطنه.

خاصة في زمن الميلاد هذا، نسأل إله السلام أن يلهمنا ويقودنا بينما نعمل من أجل مستقبل متجذر في الحب والعدالة والسلام.

القس البروفيسور الدكتور جيري بيلاي

الأمين العام مجلس الكنائس العالمي

هذا البيان نُشر على صفحة Ecumenical News على موقع فيسبوك.

Previous
Previous

كنائس القامشلي تصلي معاً من أجل السلام في سورية

Next
Next

غبطة البطريرك يوحنا العاشر في اتصالاته مع قداسة البطريرك أفرام الثاني وغبطة البطريرك جوزيف العبسي