قداسة البابا فرنسيس: لننهض ولنحمل فرح الإنجيل على دروب العالم
نقلًا عن موقع فاتيكان نيوز.
"عندما نعجز ككنيسة عن إيجاد القوة والشجاعة والجرأة الضروريّة للنهوض واستئناف المسيرة، لنتذكر أن نعود دائمًا إلى الرب وإلى إنجيله. وفي كلِّ مرّة يمرُّ فيها، علينا أن نضع أنفسنا في الإصغاء لدعوته، التي تُنهضنا وتخرجنا من العمى. فنبدأ مرة أخرى في اتباعه، والسير معه على الطريق" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مختتمًا في اختتام الجمعية العامة العادية السادسة عشرة لسينودس الأساقفة
ترأس قداسة البابا فرنسيس صباح الأحد 27 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2024 القداس الإلهي في بازيليك القديس بطرس اختتم فيه أعمال الجمعية العامة العادية السادسة عشرة لسينودس الأساقفة، وللمناسبة ألقى الأب الأقدس عظة قال فيها يقدم لنا الإنجيل بارتيماوس، رجل أعمى يُجبر على التسوّل على جانب الطريق، شخص مُهمّش بدون رجاء، ولكن عندما سمع أن يسوع مارٌّ بالقرب منه، بدأ بالصراخ نحوه. كل ما تبقى له هو هذا: أن يصرخ ألمه ويحمل ليسوع رغبته في استعادة بصره. وبينما كان الجميع ينتهرونه لأن صوته كان يُزعجهم، توقف يسوع. لأن الله يصغي دائمًا إلى صرخة الفقراء، ولا تبقى أي صرخة ألم بدون أن يستجيب لها.
تابع البابا فرنسيس يقول في ختام الجمعية العامة لسينودس الأساقفة، وإذ نحمل في قلوبنا الكثير من الامتنان لما تمكنا من مشاركته، نتوقف عند ما يحدث لهذا الرجل: في البداية، كان "جالِسًا عَلى جانِبِ الطَّريقِ يَستَعطي"، أما في النهاية، بعد أن دعاه يسوع واستعاد بصره، قام "وتبعه في الطريق". أول شيء يقوله لنا الإنجيل عن بارتيماوس هو أنه كان جالِسًا يَستَعطي. إن موقعه هو موقف شخص مُنغلق في ألمه، يجلس على جانب الطريق كما لو لم يكن هناك شيء آخر يفعله سوى أن ينال شيئًا من الحجاج الذين كانوا يعبرون في مدينة أريحا بمناسبة عيد الفصح. ولكن، كما نعلم، لكي نعيش حقًا لا يمكننا أن نبقى جالسين: لأنَّ الحياة هي على الدوام حركة، ومسيرة، وأحلام، وتخطيط، وانفتاح على المستقبل. وبالتالي فإن الأعمى بارتيماوس يمثل أيضًا ذلك العمى الداخلي الذي يوقفنا، ويبقينا جالسين، ويجعلنا جامدين وراكدين على هامش الحياة بدون رجاء.
أضاف الحبر الأعظم يقول وهذا الأمر قد يدعونا للتفكير، ليس فقط في حياتنا الشخصية، وإنما أيضًا في كوننا كنيسة الرب. هناك أشياء كثيرة على طول الطريق يمكنها أن تجعلنا عميانًا، غير قادرين على التعرف على حضور الرب، وغير مستعدين لمواجهة تحديات الواقع، وأحيانًا غير كفوئين للإجابة على العديد من الأسئلة التي تصرخ نحونا كما فعل بارتيماوس مع يسوع. ومع ذلك، أمام أسئلة نساء ورجال اليوم، وأمام تحديات زمننا، ومتطلبات البشارة والجراح الكثيرة التي تؤلم البشرية، لا يمكننا أن نبقى جالسين. إن الكنيسة الجالسة، التي تكاد دون أن تدرك، أن تنسحب من الحياة وتقيد نفسها على هامش الواقع، هي كنيسة تخاطر في أن تبقى في العمى وأن تسترخيَ في بؤسها. وإذا بقينا جالسين في عمانا، فسنستمر في عدم رؤية احتياجاتنا الرعوية المُلحّة والمشاكل الكثيرة في العالم الذي نعيش فيه…
هذا الخبر نُشر على موقع فاتيكان نيوز.