تأمّل غبطة البطريرك الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا: عيدُ يسوعَ المسيحِ مَلِكِ الكونِ

تجدون في التالي تأمّل غبطة البطريرك الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للّاتين، في عيدُ يسوعَ المسيحِ مَلِكِ الكونِ، الأحد 24 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024.

يو 18: 33-37

يُثيرُ سفرُ الخروجِ سؤالًا رئيسيًّا للشَّعبِ المُختارِ طوالَ تاريخِ الوحيِ: مَن هو المَلِكُ الحقيقي؟ هل هو الذي يُطعِمُني، ولكنه يُضطهِدُني ويأخذُ حُرِّيَّتي، مثلَ فرعونَ في مِصرَ؟ أم هو الذي يُحرِّرُني ويُخلِّصُني، مثلَ الرَّبِّ الإله؟

هذا السُّؤالُ، حولَ مَن يكونُ مَلِكَ حياتِنا، وأيَّ مَلِكٍ نريدُ، هو في النِّهايةِ سؤالٌ يُطلَبُ مِنَّا جميعًا أن نطرَحَهُ على أنفُسِنا.

على الرَّغمِ من أنَّ الاحتفالاتِ اللِّيتورجيَّةَ تُركِّزُ في جَوهَرِها على التَّحرُّرِ مِن فرعونَ، فإنَّ الشَّعبَ سَيَنسى مِرارًا وتَكرارًا تحريرَهُ مِن مِصرَ خلالَ التَّاريخِ. سَيَنسى أنَّ اللهَ وحدَهُ هو المَلِكُ، وأنَّ اللهَ وحدَهُ هو المُحرِّرُ الحقيقي. ولهذا سَيُطالِبُ الشَّعبُ بمَلِكٍ خاصٍّ به، كسائرِ الشُّعوبِ الأُخرى.

لم يَستطِعِ الشَّعبُ مُقاومةَ إغراءِ أن يكونَ قائدُهُم رجلًا قويًّا وقادرًا، رجلًا شُجاعًا يَضمَنُ لهم الغِنى والأمان، رجلًا يُطعِمُهم كما كانَ يَفعَلُ فرعونُ.

لكنَّ التَّاريخَ سَيُظهِرُ أنَّ هذا الإغراءَ غالبًا ما يكونُ وَهمًا: باستثناءاتٍ نادِرةٍ، سيكونُ هؤلاءِ الملوكُ عاجِزينَ عن تقديمِ ما يَتوقَّعُهُ الشَّعبُ منهُم. بل سَيُظهِرُ التَّاريخُ عَكسَ ذلك: الملوكُ، الذين يُفتَرَضُ أن يَعتَنوا بشَعبِهِم كما يَفعَلُ الرُّعاةُ مع قُطعانِهِم، يَتحوَّلونَ غالبًا بمُجرَّدِ صُعودِهِم إلى السُّلطةِ إلى مُرتَزِقةٍ، يَسعونَ وراءَ مَصالِحِهِم الشَّخصيَّةِ، غيرَ قادرينَ على ضَمانِ السَّلامِ والأمنِ، وغيرَ قادرينَ على رعايةِ الفُقراءِ والمُحتاجينَ، وعاجزينَ عن حَلِّ الظُّلمِ المُنتَشِرِ بينَ شَعبِهِم.

ومِن هنا جاءتِ التَّطلُّعاتُ نحوَ مَلِكٍ مُختَلِف: هل سيأتي وقتٌ يُصبِحُ فيه المَلِكُ حقًّا راعيًا لشَعبِهِ؟

يَطرَحُ هذا السُّؤالَ إنجيلُ يوحنَّا، والمقطعُ الذي نَقرأُهُ اليومَ (يو 18: 33-37) يَنقُلُ هذا السُّؤالَ على لِسانِ بيلاطُسَ: "أَأَنتَ مَلِكَ اليَهود؟" (يو 18: 33)…

هذا التأمّل نُشر على موقع بطريركيّة القدس للّاتين، لقراءة المزيد إضغط هنا.

Previous
Previous

بيان غبطة بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس حول إحیاء ذكرى المجيء وأعیاد المیلاد

Next
Next

عيد ميلاد قداسة البابا والبطريرك ثيودروس الثاني