تأمّل غبطة البطريرك الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا: الأحد الثاني والثلاثون من الزمن العادي ب
نقلًا عن موقع بطريركيّة القدس للّاتين.
تجدون في التالي تأمّل غبطة البطريرك الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للّاتين، في الأحد الثاني والثلاثون من الزمن العادي ب، الأحد 10 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024.
(مر ١٢: ٣٨-٤٤)
رأينا قبلَ أسبوعين أنَّ آخرَ معجزةٍ قامَ بها يسوعُ قبلَ دخولِهِ القدسَ وبدءِ آلامِهِ هي شفاءُ برطيماوسَ الأعمى (مرقس ١٠، ٤٦-٥٢). وذلكَ لأنَّ التلميذَ يرى عملَ اللهِ الذي يجري في التاريخِ ويتعرَّف عليه من خلالِ أسلوبِهِ الفريدِ والمميَّز، وهو أسلوبٌ فصحيٌّ.
نُفكِّرُ في تلميذي عِمَّاوَس: يرى أحدُهما مُسافرًا يسيرُ معهما، لكنَّه يتعرَّفُ عليه عندَ رؤيتهِ وهوَ يكسرُ الخبزَ (لوقا ٢٤، ٣١.٣٥)، لأنَّ هذا العملَ يتحدثُ عن اللهِ، ويتحدثُ عن أسلوبهِ في الحياةِ والمحبَّة. التلميذُ هو من يتعلَّم أن يرى، أن ينظرَ إلى الحياةِ من خلالِ عدسةِ الفصح.
إنَّ إنجيلَ اليوم (مرقس ١٢، ٣٨-٤٤) يتمحورُ حولَ موضوعِ الرؤيةِ والنظرِ.
يسوعُ في الهيكلِ مع تلاميذِهِ.
يرى في ذلكَ فرصةً لتقديمِ تعليمٍ لهم: يجبُ الحذرُ من فئةٍ معينةٍ من الناسِ، هم الكتبة، الحكماء، ليسَ لأنَّهم يفعلونَ شيئًا سيئًا أو مرفوضًا بشكلٍ خاص. بل ببساطةٍ، لأنَّهم لا يرونَ، بل يحبُّونَ المظاهرَ وأن يراهم الناسُ. (مرقس ١٢، ٤٠).
لا يرونَ اللهَ، ولا يساعدونَ الناسَ على رؤيتِهِ، بل كلُّ ما يفعلونهُ هو لأجلِ غايةٍ واحدةٍ، أن يراهم الناسُ.
ولهذا السبب، يسعونَ جاهدينَ للظهورِ والتألُّق، إذ لديهم شغفٌ عميقٌ بأن يكونوا محطَّ الأنظار.
بهذا، يحتلُّ الكتبةُ المساحةَ التي يجبُ أن تكونَ مساحةَ الله، المساحةَ التي فيها ننظرُ إليه: فيضعونَ أنفسَهم مكانَه. لم يلتقوا بعدُ بإلهٍ يراهم، لم يلتقوا بنظرةِ اللهِ التي ينظرُ بها إليهم بمحبةٍ (مرقس ١٠، ٢١): النظرةُ التي تُغذِّي الجوعَ العميقَ للحياةِ الذي نحملُهُ في داخلِنا.
إذا لم نلتقِ بهذه النظرةِ، سنكتفي بأن يرانا الناسُ. وإذا لم ندعْ اللهَ أن يكونَ الشاهدَ الوحيدَ لأعمالِ حياتِنا، فسنبحثُ باستمرارٍ عن شهودٍ آخرين.
ولكن، يسوعُ يرى شيئًا آخرَ أيضًا.
يجلسُ أمامَ خزانةِ الهيكل، ويرى أرملةً تضعُ في الخزانةِ فلسين، ويتيقنُ من أنَّ هذه المرأةَ قدَّمت أكثرَ من الجميعِ، أكثرَ من الذين وضعوا في الخزانةِ الكثيرَ من النقودِ (مرقس ١٢، ٤٢-٤٤)…
هذا التأمّل نُشر على موقع بطريركيّة القدس للّاتين، لقراءة المزيد إضغط هنا.