تأمّل غبطة البطريرك الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا: الأحدُ الحادي والثلاثونَ منَ الزَّمَنِ العاديِّ - ب
تجدون في التالي تأمّل غبطة البطريرك الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للّاتين، في االأحدُ الحادي والثلاثونَ منَ الزَّمَنِ العاديِّ - ب، الأحد 3 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024.
مرقس 12 ,28-32
تأمَّلْنا في الأحدِ الماضي، أنَّ محبَّةَ يسوعَ لشخصٍ ما تجعلهُ يقفُ أمامهُ ومِنْ أجلِهِ: من أريحا، يتجهُ يسوعُ نحوَ القدسِ ليبذُلَ حياتَه. لكنْ خلالَ هذا المسيرِ لخلاصِنا، يقفُ لِيَهْتَمَّ بألمِ ذلكَ الشَّخصِ، برطيماوسَ الذي يصرخُ ويطلبُ منهُ استعادةَ بصرهِ. فيتوقَّفُ يسوعُ، يلتقيهِ، ويشفيهِ.
إذًا، المحبَّةُ هيَ أيضًا التوقفُ والاستماعُ، والاهتمامُ.
في نصِّ اليوم، نرى أنَّ يسوعَ قد وصلَ إلى القدسِ، المدينةِ التي يصعدُ إليها حيثُ يجدُ الحُبَّ للهِ تعبيرًا ملموسًا ومرئيًّا: تقديمَ العبادةِ والتَّضحياتِ للهِ الواحدِ والرَّبِّ.
يأتي النصُّ في الهيكلِ، المكانِ الذي يسكُنُ فيه اللهُ، حيثُ يدخلُ الناسُ لعبادتهِ.
نحنُ في الفصلِ الثاني عشر من إنجيلِ مرقسَ، وفي الفصلِ السَّابقِ وصفٌ لدخولِ يسوعَ إلى المدينةِ المقدَّسةِ بصفةٍ رسميَّة. بعدَ دخولِهِ، يتوجَّهُ إلى الهيكلِ ويبدأُ حوارًا معَ القادةِ الدِّينيِّينَ ومعَ معلِّمي الشَّريعةِ الذينَ كانوا قد قرَّروا قتلَهُ. لم تُحسِّنْ هذهِ الحواراتُ من وضعِهِ. يتحدَّثُ يسوعُ بحريَّةٍ، وهذا لا يُساعِدُهُ في تحسينِ صورتِهِ. ومعَ ذلكَ، يتوقَّفُ مرَّةً أخرى ولا يتجنَّبُ اللِّقاءَ حتَّى معَ منْ هم معادونَ لهُ.
في هذا السِّياقِ، يروي مرقسُ الحوارَ بينَ يسوعَ وأحدِ الكتبةِ الذي يسألُهُ عنِ الوصيَّةِ الأولى: "أيُّ وصيَّةٍ هي الأولى من بينِ جميعِ الوصايا؟" (مرقس ١٢، ٢٨).
كانتِ الإجابةُ ببساطةٍ: الوصيَّةُ الأولى هيَ محبَّةُ اللهِ. لكنَّ يسوعَ لا يكتفي بهذا الرَّدِّ الأوَّليِّ، وكأنَّهُ يُريدُ أن يقولَ إنَّ هذا الجوابَ وحدهُ غيرُ كاملٍ، فيُضيفُ الوصيَّةَ الثَّانيةَ: "الوصيَّةُ الثَّانيةُ هي: أنْ تُحِبَّ قريبَكَ كنفسِكَ. ليسَ هناكَ وصيَّةٌ أعظمُ من هاتينِ" (مرقس ١٢، ٣١)…
هذا التأمّل نُشر على موقع بطريركيّة القدس للّاتين، لقراءة المزيد إضغط هنا.