تأمّلات غبطة البطريرك الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا للأحد الثاني والعشرين من الزمن العادي، السنة أ

تجدون في التالي عظة غبطة البطريرك الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للّاتين، للأحد الثاني والعشرين من الزمن العادي، السنة أ، يوم الأحد 3 أيلول/ سبتمبر ٢٠٢٣.

(متّى ١٦: ٢١- ٢٩)

كلمة اليوم هي كلمة قاسية. 

لقد اعتدنا في الآحاد السابقة على سماع كلمات التعزية والتأكيد والتشجيع، ونتوقع من الله أن يتكلم دائمًا بهذه الطريقة، بكلمات تجعل الطريق سهلا.  

في إنجيل اليوم (متّى ١٦: ٢١ - ٢٩)، وهو استمرار لإنجيل الأحد الماضي، تردّد كلمات جديدة ومختلفة، ليس من السهل قبولها، كلمات مثل الألم والموت. علاوة على ذلك، يوبخ يسوع بطرس بكونه حجر عثرة، ويقول إنه يجب على الإنسان أن يعرف كيف ينكر نفسه ويخسر حياته. 

أول من يجد صعوبة في قبول هذه الكلمة هو بطرس: الأحد الماضي شاهدنا بطرس يستمع إلى الآب (متى ١٦، ١٧)، الذي همس بكلمات حقيقية في قلبه، عندما سأل يسوع تلاميذه عن هويته. 

واليوم، لا يستمع بطرس إلى أحد، إلا إلى اللحم والدم الذي كلمه به يسوع الأحد الماضي "طوبى لَكَ، يا سِمعانَ بنَ يونا، فَلَيسَ ٱللَّحمُ وَٱلدَّمُ كَشَفا لَكَ هَذا " (متى ١٦: ١٧): اللحم والدم الذين لا يعرفون منطق الحب والعطاء ويرفضونها. 

إن منطق الحب ليس بالشيء التلقائي ولا نمتلكه بسهولة: نتعلم يومياً منطق الحب بالتواضع. يتبع المرء يسوع ليتعلم هذا المنطق، ولا يمكن أن نتبعه ونبقى في نفس الوقت بنفس العقلية القديمة التي تفضل النجاح والقوة وإظهار الذات. إنهما حقيقتان غير متوافقتين. 

ولكن كيف نتعلم هذا المنطق؟ 

يمكننا القول إن قراءات الآحاد الماضية بأكملها، حيث كان موضوع الكلمة والإصغاء محوريًا فيها، تقودنا إلى كلمة هذا الأحد: كلمة الرب التي تمنح قلب الإنسان القدرة على إنكار الذات. في الواقع، فقط أولئك الذين يستمعون وينفتحون على طريقة مختلفة للحياة، يقبلون منطقًا مختلفًا، وهو قبل كل شيء طريقة جديدة لمعرفة الله. 

في فكر بطرس، الإله الذي يقبل المعاناة والضعف والفشل ليس ممكنًا. في فكر بطرس، لا يمكن لله إلا أن يكون إلهًا قويًا ومنتصرًا. 

وفقًا ليسوع، فإن هذا لا يتوافق مع ما يريده الله حقًا، وقد أطلق على بطرس اسم الشيطان. من هو الشيطان؟ إنه العقبة، حجر العثرة، التي تمنع الرحلة. 

عندها يصبح واضحًا لنا ما يعنيه إنكار الذات، وحمل الصليب: ربما لا يعني ذلك شيئًا أكثر من إنكار، أو قول لا، لطريقة معينة من التفكير في الحياة، باتباع الله نفسه. 

ليس الأمر إنكار ما هو جميل وصالح فينا، بل ما هو حجر عثرة، أي ما يمنعنا من الدخول في منطق إنكار الذات. 

وهذا ممكن فقط في إطار الصداقة والثقة الكبيرين: فقط أولئك الذين يثقون بالكلمة، ويؤمنون بأنها تخلص كما أنقذت التلاميذ في العاصفة، وأنقذت ابنة المرأة الكنعانيّة، تحررهم من منطق الموت الخاص بهم، ويجد نفسه هائمًا بالحب: هذا هو عيد الفصح ونهايته. 


هذه التأمّلات نُشرت على موقع البطريركيّة اللّاتينيّة في القدس، لقراءة المزيد
إضغط هنا.

Previous
Previous

ختام لقاء شبيبة دمشق وريفها في دير القدّيس جاورجيوس الحميراء البطريركي - المشتاية، سوريا

Next
Next

غبطة البطريرك يعفي الطلّاب السريان المسجَّلين في مدرسة ليسيه المتحف ومدرسة دير الشرفة في لبنان من الأقساط للعام الدراسي المقبل ٢٠٢٣-٢٠٢٤ للسنة الرابعة على التوالي