تأمّلات غبطة البطريرك الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالاا : الأحد السادس والعشرون من الزمن العادي أ

تجدون في التالي عظة غبطة البطريرك الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للّاتين، للأحد السادس والعشرون من الزمن العادي أ، يوم الأحد 1 تشرين الأوّل/ أكتوبر ٢٠٢٣.

متّى  21: 28 - 32

أَلا يَجوزُ لي أَن أَتَصَرَّفَ بِمالي كَما أَشاء؟ أَم عَينُكَ حَسودٌ لِأَنّي كَريم؟ (متّى 20، 15): هكذا اختتم إنجيل الأحد الماضي (متّى 20، 1- 16)، ما يسمّى بمثل عمّال الساعة الأخيرة. 

إنّ ربّ البيت في المثل يشبه اللّه تعالى، فهو متحرّر من أي حسابات، ومن أي شهوة للتملّك، ومن أي غريزة للسلطة. 

وبما أنّه صالح، فإنّه يستطيع أن يفعل ما يريد، لأنّ كلّ ما يفعله سيكون حسنًا، بل جميلًا ويساعد على الحياة، ويقدّم الخير للجميع. 

وبما أنّه صالح، فهو حرّ في أن يتصرّف مع عمّاله كما يريد، وأن يعامل الجميع بعدل، أي أن يعطي كلّ واحد ليس ما يستحقّه، بل ما يحتاجه، تمامًا كما يفعل الأب الّذي يعرف أولاده ويعطي كلّ منهم ما يحتاجه ليعيش: إنّه يعطي المزيد لمن هم في أمس الحاجة إليه. 

الحرية إذن تكون حقيقية فقط عندما يكون القلب صالحًا: فالقلب الصالح سيكون حرًا في اختيار الخير. 

في مثل اليوم (متى 21، 28 – 32) نرى أن قلب الإنسان ليس بالضرورة حرًا مثل قلب ربّ الكرم. 

إن السياق العام للفصل 21 من إنجيل القديس متى يتمثل بأن يسوع أنهى رحلته إلى القدس ودخل المدينة المقدسة إلى كرمه. 

يقوم بثلاثة أفعال قوية وهامة: دخل المدينة منتصرًا (متى 21، 6-11)، وطرد التجار من الهيكل (متى 21، 2-17)، وأخيرًا لعن شجرة التين التي لا تثمر. (متى 21: 18-22). 

إنها ثلاثة أفعال تعبر عن الدينونة المرتقبة لكرم الرب، هذا الكرم المدعو لاستقباله والسعي إلى التحول بحسب دعوته الجديدة التي تقودنا نحة مجيء المسيح: يقول يسوع بشكل أساسي أن الوقت قد حان، فمن الضروري إذاً تحويل القلب لقبول عطية اللّه.

إلا أن هذه الأفعال تثير غضب رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب، الذين يقتربون منه في الهيكل ويسألونه بأي سلطان تعمل هذه الأعمال؟ ومن أولاك هذا السلطان؟ (متى 21، 23).

ويسوع، كما يفعل غالبًا، لا يجيب على السؤال مباشرة، بل يكشف عن مقاومة قلب الإنسان: جاءكم يوحنا المعمدان كنبي داعيًا الجميع إلى التوبة. لكن لم يدرك الجميع مدى أهمية هذه الدعوة.

ومن تعرف عليه؟ ليس القادة، ولا الكهنة، بل الأخيرون، الخطأة، والعشارون، والذين لديهم التواضع للتوبة، والّذين يؤمنون بمجانية عطية اللّه (متّى 21، 31 – 32)…

هذه التأمّلات نُشرت على موقع البطريركيّة اللّاتينيّة في القدس، لقراءة المزيد إضغط هنا.

Previous
Previous

قداسة البابا فرنسيس يلتقي رؤساء جامعات أميركيّة لاتينيّة ويتحدّث عن تصحيح التعامل مع الطبيعة ومواردها

Next
Next

البطريركيّة الكلدانيّة في بغداد تعرب عن حزنها العميق تجاه ضحايا حريق قره قوش