كلمة غبطة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي في عشاء رعيّة السيّدة في ملبورن والّتي يعود ريعه لدعم طلّاب المدارس في لبنان
تجدون في التالي كلمة غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الرَّاعي، يوم الأحد ١٦ أيلول/ سبتمبر ٢٠٢٣، في العشاء الّذي أقامته رعيّة السيّدة في ملبورن - استراليا، حيث يعود ريعه لدعم طلّاب المدارس في لبنان.
"نحن سعداء لتواجدنا معكم في هذه الأمسية، أنتم رعيّة سيّدة لبنان في ملبورن للإحتفال باليوبيل الذهبي لأبرشيّتنا في استراليا وللقاء حول مأدبة المحبّة. والتحيّة لراعي الأبرشيّة المطران انطوان طربيه الّذي وخلافًا للقاعدة، لا يكتفي بالقول فقط وإنما الفعل عنده أمر أساسي وهو حاضر دائمًا لتقديم الأفعال وترجمتها وهذا ما أدركناه هذه اللّيلة من خلال تضامنكم أنتم أيضًا معه ودعمكم لمبادرته بتقديم المساعدة لطلّابنا في المدارس في لبنان وسط ما يشهده بلدنا من أزمة خانقة أثّرت بشكل كبير على طلّابنا في المدارس فأراد سيّدنا هذا العشاء ليكون ريعه بفضل مشاركتكم ومساهمتكم إلى طلّاب المدارس في لبنان.
هذه هي ثروتنا تلامذتنا الذين يتفوقون اينما ذهبوا واذا خيرتم أهلنا في لبنان بين تعليم أولادهم أو تقديم الغذاء لهم لفضلوا العلم من دون تردد وهذا ما يميز أبناؤنا في لبنان حول العالم ذلك ان التعليم هو اساسي بالنسبة لهم. وهم يحاولون تدمير هذا القطاع ولكننا لن نستسلم ابدا لان التعليم بالنسبة لنا هو مسألة حياة او موت.
أجدد شكري لكم على مبادرتكم اللافتة والمؤثرة وباسم جميع المدارس والطلاب الذين سيتلقون مساعداتكم نقول لكم شكرا.
لقد زرنا جماعاتنا وابرشياتنا حول العالم والتقينا جميع المسؤولين وسألناهم عن ابنائنا فأجابوا بانهم خلاقين وهذا امر نفتخر به كثيرا.ونوجه شكرنا للسلطات المدنية في استراليا التي فتحت ابوابها لجاليتنا لكي تحقق ذاتها وتساهم في نمو البلد والمجتمع وانتم بروحانياتكم وليتورجياتكم واخلاقكم تساهمون في ازدهار ونمو هذا البلد الذي نشكره من قلبنا.
وبالعودة الى لبنان الذي تحملوه في قلبكم انتم تساعدونه كثيرا ولولا شعبنا الموجود في الخارج استراليا الخليج كندا وافريقيا ومساعداتهم لمات اهلنا من الجوع. فليفتح الرب ابواب الخير لكم على عطاءاتكم وليبارككم.
منذ ثلاث سنوات قام سيدنا طربيه بمبادرة مميزة ارسل من خلالها القمح الى لبنان فتمت زراعته وهذه المساعدة تثمر من سنة الى اخرى ويمكن القول انها مستدامة لان الناس يستفيدون من زراعة القمح سنويا وهذه رؤية ممتازة ان نقدم مساعدة يمكن الاستفادة منها على امل طويل.
ان جوهر مشكلتنا في لبنان هو انعدام ثقة المسؤولين ببعضهم البعض بكل اسف والشعب لم يعد يثق بلبنان لقد فقدوا الثقة لانهم غير مخلصين لبعضهم البعض فلكل مصلحته المؤمنة وهم لا يريدون البحث حول الطاولة عن ايجاد حل لمشكلة لبنان وما من احد بينهم يريد الخسارة. عند فقدان الثقة يكون الخطر كبيرا جدا فهي عنصر اساسي في الحياة الا انه مفقود في لبنان وهذا امر مؤسف جدا. ويبقى الامر الاساسي المذكور في مقدمة الدستور والذي ينص على ان لبنان وطن نهائي لكل ابنائه ولكن للاسف ابناؤه ليسوا جميعا للبنان وهذا امر مخزي. بالنسبة لنا ككنيسة ثقتنا كبيرة بلبنان وبجميع اللبنانيين ونعمل بشكل دؤوب للحفاظ على هذه الجوهرة في الشرق ولا يمكننا على الرغم من كل الصعوبات ان نرمي سلاح الايمان ونعمل ليلا نهارا للحفاظ على وطننا الذي جعله الله مميزا في محيطه . ونحن ككنيسة واكثر من اي وقت مضى نثق بلبنان وبكل اللبنانيين وعملنا دؤوب لتثبيت الثقة بين جميع اللبنانيين ونحن نثق بلبنان وبشعبه وبقيادته "
هذا العشاء جاء بدعوة من الرعية المارونية في ملبورن الى عشاء تكريمي على شرف بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في حضور راعي الابرشية المارونية في استراليا ونيوزلندا المطران انطوان شربل طربيه والمطران بولس الصياح، خادم رعية سيدة لبنان المونسينيور جو طقشي ومدير مكتب الاعلام والبرتوكول في الصرح البطريركي وليد غياض. وشارك في العشاء الذي اقيم في صالة مارون التابعة للكنسية ،ممثل رئيس حكومة فيكتوريا وزير التعددية التعددية الثقافية كولين بروك ، المطران انطوني ارليند المطران المساعد في ابرشية ملبورن ، قنصل لبنان العام الدكتور زياد عيتاني ، النائبان بيتر خليل ومايكل سكر، الوزيرة السابقة مارلين كيروز ، القنصل الفخري اللبناني لولاية تازمانيا فادي الزوقي ، ممثل مفوض الشؤون الاثنية محمد محي الدين ، المدبر ابراهيم بو راجل ممثلا الرئيس العام للرهبنة الانطونية المارونية الاباتي جوزف بو رعد، الرئيسة العامة للراهبات الانطونيات الاخت نزها الخوري النائب الابرشي المونسنيور مارسيلينو يوسف ، الاب شارل حتي، الخوري ريشار جبور والاب جوني سابا وممثلون عن الكنائس الشرقية…
هذه الكلمة نُشرت على صفحة البطريركيّة الأنطاكيّة السريانيّة المارونيّة على موقع فيسبوك، لقراءة المزيد إضغط هنا.