عظة غبطة البطريرك الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا في عيد تجلّي الربّ
تجدون في التالي عظة غبطة البطريرك الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للّاتين، لعيد تجلّي الربّ، الأحد ٦ آب/ أغسطس ٢٠٣٢.
(متّى ١٧: ١ - ٩)
يؤكّد إنجيل متّى في عدّة مقاطع على ضرورة الإصغاء، باعتباره أساسيًّا ومركزيًّا في اختبار الإيمان.
إنّه يفعل ذلك في كلّ مرة يستشهد بنصوص العهد القديم، وغالبًا ما يفعل ذلك، ليشير إلى أنّ الإنجيل هو كلمة يتمّ الإستماع إليها أوّلًا وقبل كلّ شيء: كلمة يتمّ الإستماع إليها بعمق لتحقيق غايتها النهائيّة.
ولكنّه يفعل ذلك أيضًا عندما يشير إلى ضرورة الإصغاء كموقف يحدّد طريق المؤمن.
على سبيل المثال، في ختام العظة على الجبل، عندما قال يسوع: "فمثل من يسمع كلامي هذا فيعمل به كمثل رجل عاقل بنى بيته على الصخر" (متّى 7: 24).
أو إلى مثل الزارع (مت 13)، الّذي عُرض علينا الأحد الماضي: كلّ مثل، بعد كلّ شيء، يُبنى على الإصغاء، أو بالأحرى إلى أن نفتح القلب لاستقبال وحفظ بذرة الكلمة؛ هذا هو الكنز الحقيقي، اللّؤلؤة الثمينة.
إذن، الإصغاء هو الموقف الصحيح للتلميذ، ولكن ليس هذا فقط: في الفصل 8، يخبرنا متى عن يسوع كيف أسكن العاصفة بكلمة. وبعد ذلك مباشرة أمر جيش الشيطان بالانتقال إلى الخنازير، فيطيعه. لا شيء يقاوم الكلمة، إن لم يكن حرية الإنسان: كذلك (متى 12 ، 41-42) ، يوبخ يسوع الكتبة والفريسيين الذين يطلبون آية، مذكّرًا إياهم بأن سكان نينوى قد اهتدوا ليس لأنهم رأوا الآيات، ولكن لسماعهم كلام يونان. وهكذا ملكة الجنوب بكلمة سليمان.
فليسمع من له أذنان (متّى 11:15 ؛ 13:43): إنها لازمة تتكرر عدة مرات.
لماذا هذه المقدّمة الطويلة؟
لأنّه حتّى في مقطع اليوم (متّى 17، 1 - 9) إنّ موضوع الإصغاء أمر مركزي.
يصعد يسوع جبلًا، المكان الّذي يظهر فيه اللّه بامتياز، حيث يتكلّم اللّه.
لأنّه حتّى يسوع هو فوق كلّ شيء من يستمع، ومن يقبل، ويطيع.
وهذا ما يؤكّده أيضًا وجود موسى وإيليا على جبل التجلّي بجانب يسوع: يسوع على اتّصال دائم بالكتب المقدّسة، بكلّ ما قاله اللّه، لأنّ كلّ شيء فيه قد تمّ.
لذلك على الجبل، حيث صعد يسوع ليستمع، يتكلّم الآب.
إنّه يعيد ما قاله في المعموديّة (متّى 3: 17)، يتحدّث عن الإبن، "هذا هو الإبن الحبيب الّذي عنه رضيت" ويضيف: "فله اسمعوا" (متّى 17 ، 5).
يمكننا أن نقول أنّ حادثة التجلّي تحدث لمن يصغي: اللّقاء مع الآب، العلاقة البنويّة معه، لا يمكن أن يفشل في تغيير الحياة وجعلها تدريجيًا ما يُدعى أن تكون عليه حياة كلّ شخص: مكان حضور اللّه، هيكل لروحه ومجده…
هذه العظة نُشرت على موقع البطريركيّة اللّاتينيّة في القدس، لقراءة المزيد إضغط هنا.