غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان يحتفل بالقدّاس للراهبات الأفراميّات في ختام رياضتهنَّ الروحيّة السنويّة
ظهر يوم الإثنين 21 آب/ أغسطس 2023، إحتفل غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقدّاس الإلهي لجمعيّة الراهبات الأفراميّات - بنات أمّ الرحمة، لمناسبة ختام رياضتهنَّ الروحيّة السنويّة، والّتي جاءت بعنوان "الرحمة"، واستمرّت من 16 حتّى 21 آب/ أغسطس، وذلك في كنيسة أمّ الرحمة في الدير الأمّ للراهبات الأفراميّات، بطحا – حريصا، لبنان.
شارك في القدّاس الخوراسقف عماد حنّا الشيخ كاهن رعيّة أمّ المعونة الدائمة في سان دييغو – كاليفورنيا بالولايات المتّحدة الأميركيّة، والّذي يقوم بزيارة إلى لبنان، والمونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركيّة، والأب مُعين سابا المُرسَل اللّبناني الماروني الّذي قام بإعطاء وتقديم المواضيع الروحيّة للراهبات الأفراميّات خلال رياضتهنَّ الروحيّة السنويّة، والأخوات الراهبات الأفراميّات اللّواتي يخدمْنَ في مختلف بيوت الرهبانيّة، في لبنان وسوريا والعراق.
وفي موعظته بعد الإنجيل المقدّس، أعرب غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان عن سروره "بالإحتفال بهذا القدّاس في هذه المناسبة الحلوة والمفرحة، أن نكون بينكُنَّ، أيّتها الأخوات الراهبات الأفراميات العزيزات، في ختام الرياضة الروحية السنوية التي تجمعكُنَّ كعائلة واحدة مكرَّسة للرب. نشكر أبونا مُعين سابا الذي قدّم لَكُنَّ المواعظ الروحية الخاصّة بهذه الرياضة، كي يتذكّر معكُنَّ التكرّس الذي تعهّدتُنَّ به للرب يسوع، أن تعِشْنَ حياة الروح، كما يذكّر مار بولس أهل غلاطية في رسالته. إنّ شهادتنا هي بالروح، وهذا لا يعني أن نتنكّر لطبيعتنا البشرية، بل أن نتطلّع دائماً إلى فوق، ونعيش حياتنا مع الرب كما يطلب منّا، بالتكرّس الكلّي الذي تعرفْنَهُ جيّداً، فقد كرّستُنَّ ذواتكُنَّ للرب بالمشورات الإنجيلية".
ونوّه غبطته إلى "هذه الحادثة التي يذكرها القديس لوقا في الإنجيل المقدس، حيث دُعِيَ يسوع عند أصدقائه، مريم وأختها مرتا، ولا يذكر لعازر، ربّما قد يكون لعازر حينها مهتمّاً بالحقل وبالزراعة، لكنّنا نعرف أنّ هؤلاء الإخوة الثلاثة كانوا من الأصدقاء الذين أحبّهم يسوع، وكان يتردّد عليهم لزيارتهم، كما سمعنا من الإنجيل. ويسرد لنا لوقا هذا الحوار الذي جرى بين يسوع ومرتا التي تهتمّ بيسوع وبالتلاميذ، وهذا أمر طبيعي، لأنّ الجميع قادمون من بعيد ويحتاجون للراحة وللغذاء الجسدي. وكأيّ ربّة منزل، نجد مرتا تهتمّ بالضيوف، في الوقت الذي كانت أختها مريم تفضّل الاستماع إلى يسوع، جالسةً أمامه ومصغيةً إلى تعليمه لها وللجميع. وهذا ما جعل مرتا تتشكّى، فبدل أن تساعدها أختها، تذهب إلى أمام يسوع وتسمع، وكانت تعتقد أنّ أختها تتصرّف تصرّفاً خاصّاً يسمّيه البعض عدم المشاركة، وينطوي على نوع من الأنانية. لكنّ يسوع أكّد لمرتا أنّ اهتمامها بالضيوف وحاجاتهم أمر جيّد، لكن هناك شيء أفضل، وهو الذي اختارته مريم".
وتوجّه غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان إلى الراهبات الأفراميات بالقول: "أخواتنا الراهبات، أنتنَّ تراجِعْنَ هذا المقطع من الإنجيل، وتتساءَلْنَ إلى أيّ درجة نحن، في تكرُّسنا للرب ولكنيستنا، نحقّق هذا التكرّس الروحي الحقيقي، بالصلاة والتأمّل ومراجعة الذات. هذا الأمر هامّ جداً، إلى جانب واجباتِكُنَّ التي تقمْنَ بها، أكان هنا في البيت الأمّ من أمور تدبيرية إدارية، أو في بيت الفتاة حيث الاهتمام بالبنات وتربيتهنَّ ومرافقتهنَّ في مشوار تنشئتهنَّ، أو في التدبير في بيت مار اغناطيوس في الكرسي البطريركي في بيروت، أو في زيدل – حمص حيث مركز الاعتناء بذوي الاحتياجات الخاصّة، أو في الحضانة في قره قوش حيث الاهتمام بالأطفال. وبعدما تتأمَّلْنَ في قلوبكنَّ وذواتكنَّ، تعرفْنَ كيف تُوَفِّقْنَ بين الحياة الروحية، الـتأمّل والصلاة، وحياة الرسالة أي الخدمة في الحقل الذي دعاكُنَّ الرب إليه"…
هذا الخبر نُشر على صفحة بطريركيّة السريان الكاثوليك الأنطاكيّة على موقع فيسبوك، لقراءة المزيد إضغط هنا.