غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان يحتفل بالقدّاس للمرّة الأولى في كنيسة مار بولس السريانيّة الكاثوليكيّة الجديدة في كاتينو - أوتاوا، كندا
تجدون ألبوم صور في أسفل النصّ.
في تمام الساعة السادسة من مساء يوم الخميس 27 تمّوز/ يوليو 2023، إحتفل غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقدّاس الإلهي للمرّة الأولى على مذبح كنيسة مار بولس السريانيّة الكاثوليكيّة الجديدة في كاتينو - أوتاوا، كندا.
عاون غبطتَه سيادة مار فولوس أنطوان ناصيف الأكسرخوس الرسولي في كندا، والمونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركيّة، والمونسنيور أندراوس حبش كاهن رعيّة سيّدة النجاة في نيوجرسي، والأب فادي عطاللّه كاهن الرعيّة، والأب إيلي يشوع كاهن رعيّة مار أفرام في لافال – مونتريال، والأب ربيع خبّاز القادم حديثًا من أبرشيّة حمص. وقام بالخدمة شمامسة الرعيّة والجوق، بمشاركة جمع من المؤمنين من أبناء الرعيّة، والّذين حضروا بلهفة للقاء غبطته رغم كون موعد القدّاس هو في يوم عمل عادي.
وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، بعنوان "إثبتوا فيّ وأنا فيكم"، أشار غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث إلى أنّ "هذا ما سمعناه من إنجيل يوحنّا، حيث يكرّر الربّ يسوع: إثبتوا في محبّتي، بدوني لا تستطيعون أن تفعلوا شيئًا. ويشبّه أيضًا ثبات التلاميذ به بثباته هو بالآب وبمحبّته للآب. إذن يتكلّم يسوع عن شراكة روحيّة حقيقيّة بيننا وبينه وبيننا وبين الآب السماوي من خلال يسوع. كيف حقيقةً نحن في حياتنا الأرضيّة، بما فيها من مشاكل وهموم وصعوبات، كيف لا نفرح عندما نسمع كلام الربّ يسوع يقول لنا: أثبتوا في محبّتي... وهكذا تستطيعون أن تجدوا الراحة لقلوبكم والفرح لنفوسكم".
ولفت غبطته إلى أنّ "هذا الشيء يجب أن يذكّرنا أنّنا نبقى شعب الفرح والرجاء مهما كانت صعوبات حياتنا. صحيح كلّنا تغرّبنا من أرض آبائنا وأجدادنا، ولم نكن نفكّر أن ننسلخ عن هذه الأرض، لكنّ ربّنا بحكمته الإلهية أرادنا هنا في كندا، في كيبيك وكاتينو وأوتاوا وتورونتو وسواها، ويؤكّد لنا أنّ علينا أن نظلّ تلاميذه، ولا يجب علينا أن نستحي به أمام الآخرين، فهو المخلّص، ولو أنّنا نرى المجتمع الذي نعيش فيه وقد أصبح علمانياً ومادّياً، وقد تطوّرت فيه التقنيات كثيراً، حتّى يجعلنا هذا الأمر نفكّر أنّه ليس هناك شيء نبحث عنه في السماء، وأنّ كلّ شيء مؤمَّن لنا هنا على الأرض. لا، يذكّرنا يسوع أنّ دعوتنا هي أن نتطلّع إلى السماء، إلى فوق".
ونوّه غبطته إلى أنّ "اليوم هو يوم تاريخي بالنسبة لنا وبالنسبة لسيادة أخينا المطران مار فولوس أنطوان وللآباء الكهنة ولكم، لأنّ الرب أنعم عليكم أخيراً بكنيسة تستطيعون أن تسمّوها كنيستكم، ويستطيع الشباب أن يجتمعوا فيها مستقبلاً ويتعارفوا فيها، ويمضوا أوقات فرح معاً ويفتخروا بها، كما ستظلّون أنتم تفتخرون أنّكم بذلتم التضحيات، واستجاب الرب إلى تضحياتكم وصلواتكم كي تكون لكم كنيسة هي الكنيسة الشرقية الوحيدة هنا في كاتينو، والتي ستجمع أولادنا القادمين من الشرق ومن أيّ بلد كانوا، من لبنان وسوريا والعراق ومصر وتركيا والأراضي المقدسة والأردن وسواها".
وذكّر غبطته المؤمنين "أنّ المسيحيين في الشرق هُجِّروا وتبذّروا في مناطق كثيرة، لكنّكم هنا تقدرون أن تلتقوا على الأقلّ معاً، وأن تُقوُّوا وتشجّعوا وترشدوا بعضكم البعض، وأن تكونوا شهوداً للرب يسوع المسيح بإيمانكم الحيّ، فلا تكفي الأقوال، لكن يجب أن تعيشوا حياةً مسيحيةً حقيقية".
وتوجّه غبطته إلى المؤمنين بالتهنئة "على هذا الإنجاز التاريخي الذي حصلتم عليه، ونسألكم أن تكونوا مع كهنتكم الذين يخدمونكم روحياً، كما سمعنا من الرسالة إلى العبرانيين، إذ أنّ الآباء ينصحون أولادهم ويربّونهم ويوجّهونهم، فكم بالأخرى علينا أن نعرف أن نستمع إلى آبائنا الروحيين الذين عليهم أن يوجّهونا نحو المسيح. ونحن نفتخر بأنّ لدينا شباب وأولاد، وعليكم أن تؤسّسوا دائماً عائلات صالحة، وتكونوا حقيقةً على مثال العائلة المقدسة، عائلة مؤلَّفة من رجل وامرأة، من أب وأمّ، وأولاد، وأن تكونوا حقيقةً مثال العائلة في هذا المحيط الجديد على الكثيرين منكم، والذي لربّما تجابهون فيه الكثير من الصعوبات والتحدّيات".
وختم غبطته موعظته موصيًا الشباب "ألا ينسوا أنّ أهلهم ضحّوا وبذلوا ذواتهم من أجلهم، كي يتمكّنوا من المجيء إلى هنا والعيش حياةً حرّةً وكريمةً، ودائمًا بمحبّة الرب يسوع مخلّصنا".
وكان سيادة المطران مار فولوس أنطوان ناصيف قد ألقى كلمة رحّب فيها بغبطته، معبّرًا عن الفرح الكبير بهذه المناسبة التاريخية: "أهلًا بكم يا صاحب الغبطة في بيتكم وبين أبناء رعيتكم التي تباركونها اليوم، فالجميع متلهّفون لرؤيتكم ونيل بركتكم، وقد شئتم أن تزوروا هذه الرعية رغم اتشغالاتكم الكثيرة في هذه الزيارة الخاصّة، كي تعاينوا هذا الإنجاز وهذه الكنيسة المباركة"…
هذا الخبر نُشر على صفحة بطريركيّة السريان الكاثوليك الأنطاكيّة على موقع فيسبوك، لقراءة المزيد إضغط هنا.