عظة غبطة البطريرك الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا في الأحد السابع عشر من الزمن العادي، السنة أ
تجدون في التالي عظة غبطة البطريرك الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للّاتين، في الأحد السابع عشر من الزمن العادي، السنة أ، الأحد ٣٠ تمّوز/ يوليو ٢٠٣٢.
متّى 13، 44-52
مع مقطع اليوم (متّى 13 ، 44 - 52)، نختتم الفصل الثالث عشر من إنجيل متّى حيث سرد يسوع سبعة أمثال ليشرح سرّ ملكوت اللّه.
نستمع اليوم إلى الأمثلة الثلاث الأخيرة: الكنز، اللؤلؤة والشبكة، لنصل أخيرًا إلى الكلمات الّتي وصف بها يسوع تلميذ الملكوت (متّى 13:52)، نوع من الخاتمة ليخبرنا عن مصير أولئك الّذين قبلوا "فهموا" (متّى 13:51) الأمثال.
تُقارن مملكة السموات اليوم بثروة كبيرة حلّت على بعض الناس بشكل غير متوقّع: رجل يزرع حقلًا، وتاجر يبحث عن لآلئ ثمينة.
وهذه هي الحقيقة الأولى الّتي يجب التطرّق إليها، والّتي غالبًا لا نقتنع بها: اللّقاء مع الربّ يسوع والإيمان به، ليس مجرّد شيء جميل يمكن أن يحدث في الحياة، أو عطيّة من عطاياه. اللّقاء مع الربّ القائم من بين الأموات هو أثمن شيء يمكن أن يحدث، يمكن أن يغيّر حياة الإنسان بشكل جذري. لا يوجد شيء يمكن إضافته إلى الحياة الّتي يمكن اعتبارها بحد ذاتها جيدة بما فيه الكفاية؛ لكن (الإيمان بيسوع يمنح) نوعية حياة مختلفة، كنز أكثر قيمة من البقية: ولا سبيل للمقارنة.
فقط إذا كان لديك هذا الإدراك، ستتمكن من الحصول على الكنز: من المثير للاهتمام أنه للحصول على الكنز واللؤلؤة، يقوم الشخصان المذكوران في المثلين بالشيء نفسه، الشيء الوحيد الذي يجب عليك فعله هو بيع كل ما لديك لشرائهما. لا يُقال أن للكنز أو اللؤلؤة قيمة معينة، حتى لو كانت ذات قيمة عالية جدًا: قيمتها هي "الكل" (مت 13 ، 44.46) كل ما يمتلكه المرء، كل ما هو موجود. الكنز أكثر قيمة من الحياة، لأن هذا الكنز بالتحديد هو الذي يعطي قيمة للحياة، لكل شيء يعيشه الإنسان.
في الواقع، بيع كل شيء لا يعني أننا خسرنا كل شيء، بل على العكس: يعني أن لدينا كل شيء ونحن معتادون على "الإستثمار" لنكون قادرين على أن تؤتي ثمارها حتى لا يضيع شيء.
تفقّد كلّ شيء لتكسب كلّ شيء.
تخبرنا الأمثال عن خاصية أخرى للكنز واللؤلؤة، وهي أنها مخبأة (مت 13:44): الكنز مخفي تحت الأرض، والحجر الثمين مخبأ بين حجارة الأخرى أقل قيمة منها.
للعثور عليهم نحتاج إلى أن ننظر إلى ما وراء الظاهر، إلى معرفة ماهية الأشياء.
الكنز ليس موجودًا ليراه الجميع، وليس بمتناول الجميع: إنه قريب، لكن عليك أن تعرف كيف تكتشفه.
هذا هو السبب في أن المثل الأخير هو مثل الشبكة: الملكوت مثل الشبكة، حيث يمكن العثور على جميع أنواع الأسماك. أولئك الذين استمعوا إلى أسرار الملكوت وتعلموها، وفسحوا المجال في داخلهم للكلمة، يعرفون كيف يميزون: يعرفون كيف يميزون ما هو جدير حقًا، ولا ينخدعون بالمظاهر، ولا يبقون على سطحية الحياة.
هذا المثل - يشبه مثل الزؤوان (متّى 13: 37-43) – مع فارق بسيط في الأمور الأخروية: الحكم على الخير والشر يخص الله وحده، ولن يكون ممكنًا إلا في النهاية، عندما يكشف التاريخ عن ثمار كل عمل. لكن يبدو أن الفصل بأكمله يخبرنا أن هذه القوة قد أُعطيت بالفعل لمن يصبح تلميذًا للملكوت: تنير عيون من يجد الكنز بنور جديد قادر على التمييز بين ما هو صالح وما ليس له قيمة، وما هو أبدي وما هو قابل للزوال…
هذه العظة نُشرت على موقع البطريركيّة اللّاتينيّة في القدس، لقراءة المزيد إضغط هنا.