بطريركيّة الروم الأرثوذكس المقدسيّة تواجه اعتداءات متكرّرة على أملاكها خصوصًا في القدس
كشف مقطع فيديو متداول عبر وسائل التواصل الإجتماعي يوم الخميس ٢٠٢٣/٧/٢٠ مستوطنين اسرائيليّين مستلقيان على "كنبات" داخل أراضٍ تابعة لبطريركيّة الروم الارثوذكس المقدسيّة على جبل صهيون في القدس وهما يتهجّموا على موظّف البطريركية، ويرفضا الخروج من الأرض، ويكيلوا له والبطريركيّة الشتائم، ويدّعون بأحقيّتهم دون غيرهم بهذه الأرض الارثوذكسيّة غير آبهين بملكيّتها للبطريركيّة.
وأصدرت البطريركيّة بيانًا بعد وقت قصير من التداول الواسع لهذا الفيديو عبر وسائل التواصل الإجتماعي، قالت فيه أنّ هذا الفيديو المؤلم كشف القليل ممّا تتعرّض له أملاكها بشكل عام، منذ سنوات طويلة من الهجمات المسعورة من قبل المتطرّفين، وفضح جزء بسيط من المعاناة المستمرّة والحرب والمعارك الدائرة بين البطريركيّة والمجموعات اليمينيّة المتطرّفة بهدف حماية أملاكها وحقوقها بوجه توجّهات هذه المجموعات التوسعيّة واعتداءاتها الإستفزازيّة.
وأكّدت البطريركيّة أنّه ومع ازدياد الإعتداءات على أملاك البطريركيّة، أصدر غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك القدس وسائر أعمال فلسطين والأردن، تعليماته بتعيين حرّاس دائمين للمواقع المُستهدفة، كما أصدر تعليماته للفريق القانوني في البطريركيّة للمتابعة القضائيّة الحثيثة والحاسمة.
وألقى بيان البطريركيّة مسؤوليّة كبيرة على الجهات الرسميّة الّتي تُقصر في متابعة المعتدين على الكنائس وأملاكها، خصوصًا عندما تكون الجهة المعتدية من اليمين المتطرّف، الأمر الّذي جعل هؤلاء المتطرّفين يتمادون باعتداءاتهم.
ويذكر أنّ أملاك البطريركيّة على جبل صهيون تشمل مقبرة لأبناء كنيسة الروم الارثوذكس، وكنيسة، ومدرسة لتعليم طلّاب الكهنوت، وملعب تابع للمدرسة بالإضافة إلى كنيسة أثريّة تُعدّ من أقدم الكنائس في العالم محفورة بالصخر كانت ملاذًا لاختباء المسيحيّين من اضطهاد السلطات لهم أثناء إقامة شعائرهم في فجر المسيحيّة.
وأوضح البيان "أنّ عدد كبير من المواقع الأرثوذكسيّة تعرّضت، وما زالت عرضة، لخطر اعتداءات المتطرّفين الّذين يكتبون شعارات مسيئة للمسيحيّة والمسيح والمسيحيّين عليها، ويرشقون بالطلاء على جدرانها كجزء من الأفعال والإعتداءات والتصرّفات المشينة الّتي يمارسونها بحقّ المقدّسات والأملاك المسيحيّة بشكل عام والأرثوذكسيّة بشكل خاصّ؛ كما أشار البيان أنّ السلطات الإسرائيليّة، وبشكل أحادي الجانب، قامت ومنذ سبعينات القرن الماضي بنشر مخطّط تنظيمي صنّفت فيه أراضي البطريركيّة على جبل صهيون كمناطق عامّة، وأنّه وبالرغم من هذا القرار المُجحف، نجحت البطريركيّة خلال السنوات الطويلة الماضية في منع مصادرة هذه الأملاك التاريخيّة والإستراتيجيّة ذات المكانة والقيمة الدينيّة والحضاريّة العالية، وحافظت عليها وعلى حقوقها بها وخاضت بخصوصها إجراءات قضائيّة مُضنية عديدة تكلّلت جميعها بالنجاح في حفظ ملكيتها لهذه الأملاك.
وشدّدت البطريركيّة أنّها لن تتوانى وستبذل قصارى جهدها لعدم السماح لهولاء المتطرّفين أو من يقف وراءهم أو يدعمهم للحصول على أي موطىء قدم في هذه الأملاك، مؤكّدة أنّ الحضور والتواجد الشعبي العربي الإسلامي والمسيحي الدائم إلى جانب الرهبان وحرس البطريركيّة في هذه المنطقة هو أهمّ كفيل وضامن لردع تمادي هولاء المتطرّفين خصوصًا مع غياب الرغبة لردعهم من قبل الجهات الإسرائيليّة الرسميّة.
هذا الخبر نُشر على موقع بطريركيّة الرّوم الأرثوذكس الأورشليميّة.