بطريركيّة الروم الأرثوذكس المقدسيّة تحتفل بعيد القدّيسَين الرسولين بطرس وبولس
إحتفلت بطريركيّة الروم الأرثوذكس المقدسيّة يوم الأربعاء الموافق 12 تمّوز/ يوليو (29 حزيران/ يونيو شرقي) 2023 بعيد القدّيسَين هامتي الرسل بطرس وبولس.
في هذ اليوم تُكرّم الكنيسة الرسولين بطرس وبولس على أنّهما رمز الكرازة بالمسيح. الكنيسة تُكرّم القدّيس بطرس الرسول على أنّه صخرة الإيمان حيث دعاة المسيح حين رآة مع أخيه الرسول إندراوس في بحيرة طبريا. أيضًا القدّيس بطرس الرسول إعترف بالسيّد المسيح بإنّه هو إبن اللّه، عندها قال له السيّد المسيح "أنت بطرس وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي".
كما تُكرّم الكنيسة الرسول بولس المضطهد السابق للمسيحيّين، ولكنّه استنارت حين شاهد المسيح حيث كان ذاهبًا لإضطهاد المسيحيّين في دمشق. بأيمانه بالمسيح بدأت رحلته التبشيريّة وأصبح رسول الأمم وأصبح يعيش بالمسيح وللمسيح حيث قال: "مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لا أَنَا بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ" (غلاطية 2:20) كتب رسائله الأربعة عشر في العهد الجديد.
تحتفل كنيسة أورشليم بهذا العيد في كفرناحوم على ضفاف بحيرة طبريا الّتي ذُكرت بالعهد الجديد "بحر الجلي" في كنيسة الرسل الّتي بُنيت في عهد البطريرك الأورشليمي ذميانوس عام 1935.
ترأّس خدمة القدّاس الإلهي في كنيسة الرسولين بطرس وبولس في كفرناحوم، غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث، بَطريركِ المَدينةِ المُقدّسة أورشليم وسائر أعمال فلسطين والأُردن للروم الأرثوذكس، يشاركه سيادة متروبوليت الناصرة كيريوس كيرياكوس، سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني كيريوس أريسترخوس، قدس الأرشمندريت سيلاس، آباء من الجليل، المتقدّم في الشمامسة الأب ماركوس، الشمّاس المتوحّد الأب ذوسيذيوس. وشارك في الترتيل سيادة رئيس أساقفة مادبا كيريوس أريستوفولوس مع جوقة الترتيل من بئر السبع باللّغة الروسيّة والرومانيّة، وباللّغة العربيّة جوقة مطرانيّة عكا ولأوّل مرّة بدون الأرشمندريت المرحوم فيلوثيوس.
بعد القدّاس الإلهي إستضاف راعي ومُشرف الدير الراهب إيرينارخوس غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث مع الأساقفة والآباء والمصلّين على مائدة طعام.
كلمة غبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث لمناسبة عيد هامتي الرسل بطرس وبولس في مدينة كفرناحوم
كلمة البطريرك تعريب: قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي
هلمّوا لنمدح جميعًا هامتي الرسل بطرس وبولس الإلهيّين، كوكبَي المسكونة وكارزي الإيمان، البوقين المتكلّمَين بالإلهيّات، والمظهرَين العقائد، عمودَي الكنيسة، وداحضي الضلالة. هذا ما يقوله مرنم الكنيسة.
أيّها الإخوة المحبوبون في المسيح
أيّها المسيحيّون الأتقياء.
إنّ نعمة الرسولين الموقرين بطرس وبولس قد جمعتنا اليوم في هذا الموضع والمكان المقدس الذي ورد ذكره في الإنجيل على شاطئ مدينة كفرناحوم لكي نُعيّد لتذكارهم الموقر.
إنّ كنيستنا المقدسة تكرم بشكل خاص هامتي الرسل بطرس وبولس وذلك لأنهم دُعيوا من الرب ذاته، فأما صخرة الإيمان “وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضًا: أَنْتَ بُطْرُسُ، وَعَلَى هذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْني كَنِيسَتِي، وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا.“ (متى 16: 17-18). وأما الإناء المختار “فَقَالَ الرَّبُّ “لحنانيا” اذْهَبْ! لأَنَّ “بولس” هذَا لِي إِنَاءٌ مُخْتَارٌ لِيَحْمِلَ اسْمِي أَمَامَ أُمَمٍ وَمُلُوكٍ وَبَنِي إِسْرَائِيلَ”. (أعمال 9: 4-15).
لقد كان كلا هامتي الرسل ممتلئين من الروح القدس والنعمة الإلهية وكذلك بقية الرسل ولكن بطرس اعترف بألوهة وبنوة يسوع إذ قال: «أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ” الإبن” ابْنُ اللهِ الْحَيِّ. (متى 16: 16). وبوضعه أل التعريف ل(الإبن) أقرّ بأنهُ الابن الوحيد الحقيقي لله. أي ابن الله بالطبيعة كما يفسر القديس يوحنا الذهبي الفم ،ويفسر القديس ثيوفيلكتوس قائلاً :”لم يقل (ابن) بدون أل التعريف بل(الإبن) مع أل التعريف لانه هو الوحيد والفريد المولود من جوهر الآب.
وأما الرسول بولس فلقد تلقى مواهب وإعلانات خاصة من الله كما يشهد هو بنفسه قائلاً: أَعْرِفُ إِنْسَانًا فِي الْمَسِيحِ قَبْلَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً. وَأَعْرِفُ هذَا الإِنْسَانَ: أَفِي الْجَسَدِ أَمْ خَارِجَ الْجَسَدِ؟ لَسْتُ أَعْلَمُ. اللهُ يَعْلَمُ أَنَّهُ اخْتُطِفَ إِلَى الْفِرْدَوْسِ، وَسَمِعَ كَلِمَاتٍ لاَ يُنْطَقُ بِهَا، وَلاَ يَسُوغُ لإِنْسَانٍ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهَا.(2 كور 12: 2-4).
إن الإعلان والكرازة الصحيحة من قبل بطرس حول إيمانه واعترافه بيسوع المسيح يشكل الصخرة التي بُنيت عليها الكنيسة التي هي تابوت خلاص نفوسنا كما يكرز الرسول بطرس. نَائِلِينَ غَايَةَ إِيمَانِكُمْ خَلاَصَ النُّفُوسِ. الْخَلاَصَ الَّذِي فَتَّشَ وَبَحَثَ عَنْهُ أَنْبِيَاءُ، الَّذِينَ تَنَبَّأُوا عَنِ النِّعْمَةِ الَّتِي لأَجْلِكُمْ،(1بطرس 1: 9-10).
وأما كرازة وإعلان بولس فهو إِنْ لَمْ تَكُنْ قِيَامَةُ أَمْوَاتٍ فَلاَ يَكُونُ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ!
وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ، فَبَاطِلَةٌ كِرَازَتُنَا وَبَاطِلٌ أَيْضًا إِيمَانُكُمْ(1كور 15: 13-14). تشكل هذه الكرازة حجر الأساس الذي أَسَّسَ عليه آباء الكنيسة المتوشحين بالله الذين صاغوا في الروح القدس وفي المجامع المسكونية مرسخين ومثبتين رسولياً ولاهوتياً وعقائدياً الإيمان بالمسيح المصلوب والقائم من بين الأموات بحسب “صُورَةَ التَّعْلِيمِ”.(رومية 6: 17)، والتي هي بدقةٍ قانون التعاليم المسيحية كما يقول الرسول العظيم بولس.
ومن الجدير بالذكر أن البشارة والكرازة الرسولية والتعليم المسيحي لكل من بولس ولا سيما بطرس لم تقتصر على اليهود فقط بل بالأخص إلى الأمم أي الوثنيين حسب أمر ووصية الرب الذي قال: فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ.(متى 28: 19).
وفي هذا الصدد يعترف الرسول بولس بأنه دُعيَ من الله ليبَشِّرَ بِابنه بَيْنَ الأُمَمِ”(غلاطية 1: 16) وأيضاً لكي يُعلن للمسيحيين الذين من الأمم “أَيُّهَا الأُمَمُ: بِمَا أَنِّي أَنَا رَسُولٌ لِلأُمَمِ أُمَجِّدُ خِدْمَتِي(رومية 11: 13)…
هذا الخبر نُشر على موقع بطريركيّة الرّوم الأرثوذكس الأورشليميّة، لقراءة المزيد إضغط هنا.