غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان يقوم بالزيارة الرعويّة الأولى إلى إرساليّة العائلة المقدّسة في ليون ويحتفل بقدّاس عيد العنصرة في كنيسة مار بولس في ليون - فرنسا

تجدون ألبوم صور في أسفل النصّ.

في تمام الساعة السادسة من مساء يوم الأحد ٢٨ أيّار/ مايو ٢٠٢٣، إحتفل غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقدّاس الإلهي لمناسبة عيد العنصرة وهو حلول الروح القدس على التلاميذ في العلّية، وذلك لإرساليّة العائلة المقدّسة، على مذبح كنيسة مار بولس في مدينة ليون - فرنسا.

بدايةً استُقبِل غبطتُه من المؤمنين عند مدخل الكنيسة، فدخل بزيّاح حبري مهيب مباركًا المؤمنين المحتشدين والمتلهّفين للقائه في زيارته الرعويّة الأولى لهم.

عاون غبطتَه في القدّاس المونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركيّة، والأب مجيد عطاللّه كاهن إرساليّة العائلة المقدّسة في ليون، بحضور ومشاركة الأب جوزف عيد كاهن الإرساليّة المارونيّة في ليون، والأب جورج كاهن الإرساليّة الأرمنيّة الكاثوليكيّة في ليون. وخدم القدّاس شمامسة الرعيّة وأعضاء الجوق، بحضور جموع غفيرة جدًّا من المؤمنين الّذين غصّت بهم الكنيسة على رحبها واحتشدوا لنيل بركة غبطته والمشاركة في هذا العيد المبارك.

وأقام غبطته رتبة السجود الخاصّة بعيد العنصرة بحسب الطقس السرياني. فجثا ساجدًا وطالبًا حلول الروح القدس، ثمّ رشّ المؤمنين بالماء المبارك علامةً لحضور الروح القدس.

وفي موعظته بعد انتهاء الرتبة، أعرب غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان عن عظيم فرحه بالقيام بهذه الزيارة الراعوية الأولى إلى المؤمنين في مدينة ليون: "إنّ قلبنا يمتلئ فرحاً عندما نزوركم ونراكم تأتون إلى الكنيسة في هذا العيد المبارك، عيد العنصرة، حلول الروح القدس، أنتم الكبار والشباب والصغار، مع الشمامسة وجوق التراتيل، متذكّرين أنّ يسوع هو الرب والمخلّص والصديق الأعظم. حقيقةً هذا أمر يملأ قلبنا فرحاً وافتخاراً واعتزازاً بكم".

وأشار غبطته إلى أنّه "طبعًا في السابق زاركم أصحاب السيادة الأساقفة، ولا سيّما سيادة أخينا الحبر الجليل مار يوحنّا بطرس موشي الذي تعرفونه جيّدًا وتقدّرونه وتحبّون أن تستمعوا إليه وتستمتعوا بصوته العذب. أمّا بالنسبة لنا، فهذه هي المرّة الأولى التي نزوركم في ليون، مع أنّنا زرنا مدناً وأماكن كثيرة في فرنسا من الشمال إلى الجنوب والشرق فالغرب، وكنّا نسمع دائماً عنكم أنّكم، بالرغم من المآسي التي عشتموها في بلادكم الأمّ في الشرق، بقيتم أوفياء وأمناء للرب يسوع وللكنيسة ولتراثكم السرياني العريق الذي هو موضع فخرنا بين الكنائس كافّةً شرقاً وغرباً".

وأردف غبطته: "نفرح خاصّةً لرؤية جيل الشباب بينكم بعدد كبير في الكنيسة، وهو ما نحبّه ونثمّنه جداً، ولو أنّها المرّة الأولى التي نأتي فيها لنلتقي بكم ونصلّي معكم، لكنّنا نتابع بفرح واعتزاز أخباركم الطيّبة".

ونوّه غبطته إلى أنّها "نعمة كبيرة أن نكون في فرنسا، هذا البلد الذي يستقبلنا ويحترمنا كأفراد وكجماعات، ويؤمّن لنا الحرّية، وبشكل خاص الدينية، حتّى نستطيع أن نتابع حياتنا ونشهد للرب. نشكره تعالى لأنّه أعطاكم هنا في ليون كاهناً شابّاً مليئاً بالغيرة الكنسية والتفاني وبروح الرب يسوع كي يخدمكم. كلّ إرسالية في البداية صعبة، لقد قضينا ٢٢ سنة في كنيسة الانتشار، إذ خدمنا في الولايات المتّحدة الأميركية وكندا ككاهن لعشر سنوات وكمطران لاثنتي عشرة سنة، ونحن ندرك ما هي التضحيات التي يقوم بها الكاهن الأمين للرب وللكنيسة، والذي يبحث عن الرعية ويتعرّف عليها بعطاء وبذل الذات ويحبّها ويرافقها في مسيرتها نحو الرب يسوع. وهذا ليس سهلاً أبداً، فلا يمكن الاستمرار في خدمتنا ما لم نتّكل على الرب ومعونة الروح القدس، لذلك نشكر الأب مجيد عطالله الذي قَبِلَ أن يخدم هذه الجماعة المؤمنة الرائعة بروح الرب وبالمحبّة لكنيسته".

ولفت غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان إلى أنّه "على الشباب أن يعرفوا أنّنا نحتاج إلى نعمة ربّنا كي نستطيع مواجهة الصعوبات والتحدّيات التي نجابهها في هذا المجتمع العلماني، وهو مجتمع مدني يفصل الدين عن الدولة. صحيح يجب أن يكون هناك تمييز ولا يجب إدخال الدين في أمور المجتمع، لكن لا يمكن فصل الدين عن المؤمنين. نطلب من المؤمنين أن يعيشوا إيمانهم بكلّ محبّة وباحترام للآخرين، ويعلنوا إنجيل الرب يسوع الذي هو إنجيل المحبّة والفرح والسلام. لذا نشكر فرنسا لأنّها أعطتنا المجال وبكلّ كرم كي نكمل مسيرتنا بعيش إيماننا ودعوتنا باتّباع الرب يسوع"…

هذا الخبر نُشر على صفحة بطريركيّة السريان الكاثوليك الأنطاكيّة على موقع فيسبوك، لقراءة المزيد إضغط هنا.

Previous
Previous

في افتتاح مؤتمر دور القادة الدينيّين في الحفاظ على البيئة

Next
Next

"عيد العنصرة في القدس: "وهكذا ولدت الكنيسة