عظة غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الرَّاعي في أحد الشعانين
في التالي عظة غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الرَّاعي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، في أحد الشعانين، يوم الأحد 2 نيسان/ أبريل 2023، في الصرح البطريركيّ في بكركي، لبنان.
"هوشعنا مبارك الآتي باسم الربّ ملكُنا" ( يو 12: 13)
1. نذكر في هذا الأحد، الّذي نختم به الأسبوع السادس من زمن الصّوم الكبير، دخول يسوع إلى أورشليم لآخر مرّة، قبل البدء بأسبوع آلامه وموته على الصّليب ليفتدي خطايا البشريّة جمعاء، وقيامته من بين الأموات ليقدّس البشر أجمعين بنعمة الحياة الجديدة بالروح القدس.
اليوم أحد الشعانين، أحد "الهوشعنا". وهو الهتاف الّذي أطلقه عفويًّا تلاميذ يسوع والأطفال والجمع الغفير الآتي إلى عيد الفصح اليهوديّ: هتاف فرح وابتهاج. هتاف عفويّ ونبويّ أعلنوا فيه ملوكيّة يسوع: "هوشعنا! مبارك الآتي باسم الربّ، ملكنا!" ولهذا السبب الشعانين هو عيد الأطفال، عيد بهجتهم بثيابهم الجديدة، وبشموعهم المزيّنة بأغصان الزيتون. لكنّنا نذكر بمحبّتنا وصلاتنا وتضامننا الأطفال الكثيرين المحرومين من بهجة العيد، بكلّ أسف. الربّ يسوع هو هديّتهم وهو يعرف كيف يملأ فراغ حياتهم.
2. دخل يسوع ملكًا إلى أورشليم، ولكنّه ملك سلام وتواضع ومحبّة وتحرير. كانت العلامة أنّه ركب جحشًا لا حصانًا وعربات ملوك الأرض، وتمّت نبوءة النبيّ: "لا تخافي يا ابنة صهيون، هوذا ملكك يأتيكِ راكبًا جحشًا ابن أتان" (زكريّا 9: 9). والشعب حمل أغصان النخل المخصّص لإستقبال الملوك، وأغصان الزيتون كعلامة للسلام والعطاء. وخرج لإستقباله بالهتافات: هوشعنا! خلّصنا يا ربّ!
إنّه الملك الفادي والمخلّص: فادي الإنسان، ومخلّص العالم. ملوكيّته هي على عقل الإنسان وقلبه، لأنّها تعلّم الحقيقة وتزرع الحبّ، وتحرّر الإرادات، وتبني السلام.
3. بمسحة الميرون أشركنا الربّ بملوكيّته. وجعلنا شهود الحقيقة والمحبّة والحريّة والسلام، وروّادها، وناشريها والمناضلين في سبيلها. لا يستطيع المسيحيّ، وبخاصّة إذا كان ذا مسؤوليّة مدنيّة عامّة، أن يكون مسيحيًّا حقًّا إذا لم يلتزم بهذه الركائز الأربعة للملوكيّة. إذا كنت شريكًا للمسيح الملك في ملوكيّته، بات من واجبك هذا الإلتزام…
هذه العظة نُشرت على صفحة البطريركيّة الأنطاكيّة السريانيّة المارونيّة على موقع فيسبوك، لقراءة المزيد إضغط هنا.