غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو يؤكّد أنّ المسيحيّين في الشرق الأوسط ليسوا مواطنين من الدرجة الثانية
على هامش أعمال المنتدى الّذي عُقد في العاصمة القبرصيّة نيقوسيا وأنهى أعماله يوم الأحد 23 نيسان/ أبريل 2023، حول موضوع "متجذّرون في الرجاء" وقد نظّمته هيئة رواكو، المعنيّة بمساعدة الكنائس الشرقيّة في الذكرى السنويّة العاشرة لصدور الإرشاد الرسولي "الكنيسة في الشرق الأوسط"، أجرت مراسلة موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو، بطريرك الكلدان في العراق والعالم، تحدّث خلالها عن التهديدات المحدقة بكنائس المنطقة الّتي تحتاج إلى الإصغاء والإحترام.
اتّفق المشاركون في المنتدى على أن المسيحيين في الشرق الأوسط يحتاجون إلى المساعدة كي يتمكنوا من البقاء في أرضهم وكي يعيشوا فيها كمواطنين كاملي الحقوق والواجبات أسوة بالجميع. وقد عبر للمناسبة البطريرك روفائيل ساكو عن ألمه وقلقه حيال مصير الحضور المسيحي في الشرق الأوسط، كما سلطت مداخلات ممثلي مختلف الكنائس المحلية الضوء على التبدلات التي شهدتها المنطقة خلال السنوات العشر الماضية، إذ بات الواقع مختلفا وأكثر مأساوية، وقد برزت تحديات ومشاكل جديدة، في طليعتها الحضور المسيحي والإسهام الذي تقدمه الجماعات المسيحية في تلك البلدان.
استهل غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو حديثه مؤكّدًا أن التواجد المسيحي في الشرق الأوسط ليس وليد الصدفة، وقال إن للمسيحيين دعوتهم، لكنهم يحتاجون إلى المساعدة والإصغاء والمرافقة من قبل الكنيسة الأم. وأضاف ساكو: لا بد من دعم المسيحيين كي لا يغادروا، يجب أن يُساعدوا كي لا يختاروا الهجرة، محذرا من مغبة أن يفرغ الشرق الأوسط من المسيحيين وأن يفقد جذور المسيحية. وأكد أن حضور الكنائس الشرقية في المنطقة بات مهددا اليوم، فالمسيحيون لا يجدون مستقبلا لهم في العراق وسورية ولبنان وفلسطين، نتيجة التحديات السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها. وأشار إلى أن الغرب بات يفتقر إلى القيم الدينية والإنسانية، إزاء انتشار العلمنة، وفي الشرق توجد الأصولية التي تتحول إلى رعب وإرهاب، ويصبح المسيحيون مهددين ومهمشين، ولفت إلى احتلال أراضي المسيحيين وقراهم، فضلا عن المسألة الديمغرافية.
رداً على سؤال بشأن الأحداث التي شهدتها المنطقة منذ انعقاد سينودس الأساقفة الخاص بالشرق الأوسط وصدور الإرشاد الرسولي، قال البطريرك ساكو إنه زار البابا بندكتس السادس عشر في العام ٢٠٠٩ وطلب منه أن يُعقد السينودس، كي يعطي الرجاء للكنائس المسيحية الصغيرة والمهددة. وأضاف أن كل شيء تغيّر اليوم، ومع أن الإرشاد الرسولي جميل، فالواقع بات مختلفا تماماً. وذكر غبطته بزيارة البابا فرنسيس إلى العراق، وبقربه وصداقته مع المسلمين اللذين نتجت عنهما وثيقة الأخوة الإنسانية، فضلا عن اللقاء الهام الذي جمع البابا مع آية الله السيستاني، عندما قال هذا الأخير إننا جميعا أخوة. واعتبر ساكو أنه لا بد من السعي إلى الإفادة من كل ذلك كي يتمكن المسيحيون من العيش كأخوة ومواطنين طبيعيين، وكي تتغير ذهنية من يعتقد أن المسلمين هم متفوقون على المسيحيين ليُعامَل هؤلاء كمواطنين من الدرجة الثانية. وذكّر بأن المسيحيين كانوا متواجدين في العراق قبل مجيء الإسلام، لكنهم اليوم أقلية وهم بالتالي يحتاجون إلى الآخرين...
هذا التقرير نُشر على موقع فاتيكان نيوز، لقراءة المزيد إضغط هنا.