عظة غبطة رئيس الأساقفة بييرباتيستا بيتسابالا: الأحد الثاني للزمن الفصحي، السنة أ
في التالي عظة غبطة البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للّاتين، في الأحد الثاني للزمن الفصحي، السنة أ، يوم الأحد 16 آذار/ مارس 2023.
16 نيسان/ أبريل 2023
الأحد الثاني للزمن الفصحي، السنة أ
(يوحنا 20 : 19-31)
في نص إنجيل اليوم، نجد التلاميذ منغلقين على أنفسهم في العلية.
ويشير الإنجيلي يوحنا مرتين على الأقل (يوحنا ٢٠: ١٩ و٢٦) إلى أن أبواب الدار التي اجتمع فيها التلاميذ كانت مغلقة. وفي الآية ١٩ يبيّن الإنجيلي أن الخوف هو سبب هذا الانغلاق.
نرى التلاميذ خائفين، كما ونعرف أن الخوف يسبب الانغلاق والانكماش.
إلا أن الخوف ليس السبب الوحيد. ثمة سبب آخر. اختبأ التلاميذ في العلية لأنهم لم يتوقعوا قدوم أي أحد. بعد موت يسوع، انتهى كل شيء بالنسبة إليهم ولم يعودا يترقّبون أي جديد. بطريقة ما، كان التلاميذ محبوسين وكأنهم في قبر، كما كان يسوع قبل عدة أيام.
ومع ذلك، يأتي يسوع ويقتحم المكان. في أحد الشعانين، قُلنا إن أسلوب الله هو الزيارة ودخول الحياة ليأتي بحياة جديدة. وهنا يواصل القائم من بين الأموات زيارته، تمامًا كما فعل قبل آلامه وموته. وتأتي زيارته حتى حينما لا يعود الإنسان يترقّب أي شيء، ولا يعتقد بإمكانية حدوث أمر جديد. وقتئذٍ يأتي الرب.
يزور يسوع تلاميذه الذين أغلقوا على أنفسهم في قبر خوفهم ويعيد تأسيس علاقة ويعيد فتحها بعد انقطاعها. يقوم يسوع بذلك تحديدًا مع التلميذ توما. في وسعنا القول إن محبة الرب لتلاميذه تتخذ أساليب واهتمامات مختلفة، وذلك حسب حاجات كل واحد منهم.
ولم يكن توما متواجدًا أثناء أول ظهور ليسوع. وبما أنه لم يصدق صحة ظهوره لتلاميذه، فقد قرر يسوع التوجّه إليه.
دعونا نشير إلى ناحيتين من هذا اللقاء.
الناحية الأولى: يتم اللقاء من خلال الجسد أي اليدين والقدمين والأضلاع والتقرحات…
وهذا ما اعتاد يسوع فعله في حياته العلنية: اعتاد أن يتواصل مع الناس في الجسد وأن يعانقهم ويحتضنهم. وعليه، يعرض يسوع جسده لتوما غير المؤمن كي يلمسه ويراه ويحبّه. وكما شفى في جسده جروح الصلب، ها هو يشفي جرح توما، أي عدم إيمانه…
هذه العظة نُشرت على موقع البطريركيّة اللّاتينيّة في القدس، لقراءة المزيد إضغط هنا.