غبطة البطريرك يوحنا العاشر يترأس خدمة الفصح المجيد
على ركام كنيسة القديسين بطرس وبولس، ويعلن وسط الدمار والخراب قيامة المخلص
أنطاكية، ١٦ نيسان/ أبريل ٢٠٢٣
من المركز التاريخي لكنيسة أنطاكية العظمى، من على ركام كنيسة القديسين بطرس وبولس، ترأس غبطة البطريرك يوحنّا العاشر، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للرّوم الأرثوذكس، ورئيس مجلس كنائس الشرق الأوسط عن العائلة الأرثوذكسيّة، خدمة الفصح المجيد ليعلن وسط الدمار والخراب قيامة المخلص.
شاركه في خدمة الصلاة والقداس، صاحبي السيادة الأسقفين قسطنطين كيال، أرسانيوس دحدل، الأرشمندريت جورج يعقوب، الأرشمندريت يعقوب خليل، قدس الٱباء الكهنة: ديمتري دوغوم كاهن رعية أنطاكية، جان دللولار كاهن رعية أنطاكية، الأب نيكولاوس بباس أوغلو كاهن رعية لواء الإسكندرون، الأب موسى بباس كاهن رعية جنيدو، الأب بولس أوردولوغلو بحضور جمع غفير من المؤمنين، جميعهم وفدوا من أنطاكية، مرسين، لواء الإسكندرون، أزمير، أنقرة، الصورية، السويدية، أرسوز، جنيدو، ورؤساء جمعيات الرعايا الأنطاكية.
تخللت القداس خدمة تكريس الأنديمنسي بالماء والميرون المقدس ليصار إلى توزيعه على كنائس الكرسي الأنطاكي، خلال هذا الحدث التاريخي التي شهدته أنطاكية.
وخلال القداس، ارتفع هتاف عبارة مستحق حيث رقى غبطته الأب بولس أوردولوغلو إلى رتبة الأرشمندريتية وأصبح وكيلا للبطريرك يوحنا في أنطاكية.
بعد تكريس بيض العيد والجبن ألقى البطريرك يوحنا عظة قال فيها:
"بين الركام والدمار، وفي الكنيسة الرسولية العظيمة كنيسة القديسين بطرس وبولس، نحن سنقوم بإذن الرب كما قام المسيح وداس الموت. واسمحوا لي أن أستذكر قول للقديس باسيليوس الكبير عن أنطاكية:" كنيسة أنطاكية أجدى نفعا من جميع كنائس المسكونة وكذلك قال وكتب عنها ٱباء المجمع المسكوني الثاني المقدس إلى مجمع أساقفة الغرب، ولا ننسى القديس يوحنا الذهبي الفم الذي كان كاهنا في أنطاكية وأصبح بطريركاً على القسطنطينية، وفي أنطاكية أيضا دعي المؤمنون بالمسيحيين أولا".!
أضاف غبطته بروح مفعمة الرجاء:
"ماذا نقول فيكي اليوم يا أنطاكية، هل نبكي لما نراه من دمار، وأنتِ تقولين لنا اليوم لا تخافوا لأن السيد معكم.
نعم يا أحبة، نحن لا نخاف، لقد دمرت أنطاكية مرات عدة عبر التاريخ ونهضت وقامت واليوم ستقوم ألمها ووجعها".
تابع:
"من هذا المكان المقدس، أبعث اليوم رسالة قيامية إلى كل أبنائنا في الكرسي الأنطاكي، ونرسل لهم بركة الرسولين بطرس وبولس، كما نبعث رسالة سلام إلى كل الشعب الأرثوذكسي. يسألوننا يا أحبة، في بعض الأحيان هل عندكم شعب في أنطاكية ولواء الإسكندرون ومرسين؟ نقول لهم نعم، تعالوا وانظروا، لدينا ١٢ ألف مسيحي رومي أرثوذكسي في هذه المنطقة ولدينا كنائس ورعايا نابضة بالإيمان الصلب، لدينا كنيسة حية تشهد للمسيح يسوع".
أردف غبطته:
"إن رسالة السلام التي نبعثها نريد أن تكون رسالة حقيقية بعيدة عن الشعارات التي تتحدث عن حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية وهي غير موجودة، فأي حقوق يتحدثون عنها ونحن لا نعرف أي معلومة عن المطرانين المخطوفين يوحنا ابراهيم وبولس يازحي، أي حقوق وشعوبنا تمر بأزمات تلو الأزمات. لذلك ندعو أن تشمل رحمات الرب كل مسؤول عن هذه الحقوق كي تصبح حقوقا مكرسة ومصانة".
في الختام، شكر غبطته الحكومة التركية ولا سيما وزارة الخارجية فيها وكذلك والي مرسين وأنطاكية لجهودهم المبذولة في سبيل إنجاح هذه الزيارة الإستفقادية، كما شكر كل وسائل الإعلام التي تنشر بشرى القيامة من أنطاكية عبر أثيرها."
بعدئذ، ألقى كاهن رعية أنطاكية الأب ديمتري دوغوم كلمة مقتضبة شكر فيها البطريرك يوحنا لزيارته أنطاكية في هذا الظرف الصعب، لافتا إلى أن غبطته لم يترك أبناء كنيسة أنطاكية منذ اللحظة الأولى لوقوع الزلزال، مقدما الصليب الذي يرتديه على صدره إلى الأرشمندريت بولس أوردولوغلو منوها بمزاياه الروحية الخلقية والإنسانية.
بعدها، ألقى رئيس الجمعية في أنطاكية السيد فادي خوريغيل كلمة مؤثرة قال فيها:
"منذ اللحظة الاولى، وقف البطريرك يوحنا إلى جانبنا ولم يتركنا، واليوم هو معنا يحتفل بقيامة المخلص. لقد سقطت أنطاكية في التاريخ مرات عدة، أنطاكية مدينة المدن، وأولادها يفتخرون بها أينما كانوا. في قلوبنا غصة كبيرة اليوم لأن جرس كنيستنا له ميزة وفرادة كبيرة عند كل الطوائف ولم يقرع منذ ٧٠ يوما، لكنه قرع اليوم في نبض إيماننا وفاح عبير صوته بين الركام لنقول جميعا المسيح قام. ".
تابع:
" صحيح يا صاحب الغبطة، أن كنيستنا قد دمرت، لكننا نعاهدكم بأننا سنتابع المسيرة التي تسلمناها من ٱبائنا وأجدادنا وسندخل إليها يوما ما وهي ترتدي حلتها الجديدة".
في الختام، جال البطريرك يوحنا على أرجاء الكنيسة مطلعا على الدمار الذي أصاب الكنيسة والبيوت والمحال التجارية.
هذا الخبر نُشر على صفحة بطريركيّة أنطاكية وسائر المشرق للرّوم الأرثوذكس على موقع فيسبوك.