زيارة وفد بطريركيّة أنطاكية وسائر المشرق للرّوم الأرثوذكس إلى الرعايا الأنطاكيّة في تركيا
اليوم الرابع، أنطاكية - جنيدو – الصّوريّة
بقلب يعتصره الألم، وبتأثُّرٍ كبير، افتَتح وفد بطريركيّة أنطاكية وسائر المشرق للرّوم الأرثوذكس يوم الجمعة ١٧ شباط/ فبراير ٢٠٢٣ بزيارة أنطاكية، وقد رافقهم قدس الأب بولس أوردولو اغلو، ورئيس جمعيّته السيّد فادي خوريغيل.
وفيها، عاينوا، بِأُمِّ العَين، الدمار الحاصل نتيجة الزلزال المدمِّر، وبشكل خاصّ، كنيسة القدّيسين بطرس وبولس الّتي دُمّرت بالكامل مع كلّ الأوقاف الّتي حولها.
وهناك،
أمام الكنيسة الّتي فيها العرش التاريخيّ للقدّيس بطرس الرسول،
وإرثُ مدينةِ اللّه أنطاكية العظمى الروحيّ والتاريخيّ،
تَلَعْثَمَتِ الكلمات عن وَصْف هَوْلِ المُصَاب الجَلَل.
وبِصلاةٍ، كلُّها رجاءٌ؛
وبِحناجِرَ، يَختلجُها الألم؛
رفعوا قلوبَهم إلى اللّه العليّ ليحفظَ كنيستَه المقدّسة، كنيسة مدينة اللّه أنطاكية العظمى، حتَّى تعودَ إلى رَونقِها وبنائِها الجميل، حجرًا وبشرًا، كنيسةً مجيدةً لا عيبَ فيها ولا غَضَن.
جنيدو:
ومن أنطاكية، انطلقوا إلى بلدة جنيدو، حيث استقبلهم كاهنا الرعيّة قدس الأبوَين موسى باباس وميخائيل باباس، مع رئيس جمعيّتها السيّد مشيل شخباز وأبناء البلدة. وقد عاينوا الدمار الحاصل لكنيسة رقاد السيّدة العذراء، ولمزارها خارج البلدة، مع البيوت المتضرّرة.
ثمّ أقام صاحبا السيادة الأسقفان قسطنطين كيال وأرسانيوس دحدل صلاة التريصاجيون (النياحة) من أجل راحة نفوس الراقدين.
الصوريّة:
بعد ذلك، توجّه الوفد البطريركيّ إلى بلدة الصوريّة حيث استقبلهم كاهنا الرعيّة قدس الأبوَين يوحنا باباس أوغلو وجبرائيل قوش أوغلو، ورئيس جمعيّتها السيّد منير بالقجي، وبحضور قدس الأب نيكولاوس باباس أوغلو والشعب المؤمن؛ فزاروا كنيسة القدّيس جاورجيوس المتضرِّرة، ومَزارَهُ الكنيسةَ الصغيرة، وعددًا من العائلات التي تعيش في الخِيَم جرّاء الزلزال؛ ثمّ التقوا شبيبة التعليم الدينيّ، وكان لهم حديثٌ روحيٌّ مُعَزٍّ ومُشدِّدٌ نفوسَهم وَحَاثٌّ إيّاهم على البقاء في ديارهم.
وقبل ختم اللقاء بصلاة التريصاجيون (النياحة) لراحة نفوس الراقدين، نقلوا لهم بركة صاحب الغبطة البطريرك يوحنّا العاشر ومحبّتَه الأبويّة وأدعيتَه.
وختموا زيارتَهم لرعايانا في أنطاكية؛ وَلِسَانُ حَالِ قُلُوبِهِمْ، وَقُلُوبِنا، يَقُول:
إِيهِ يا أَنْطَاكِيَة، يَا مَجْدَ الرُّسُلِ؛
إِيهِ يا أَنْطَاكِيَة، يَا أُمَّ الْكَنَائِسِ؛
يَا مَدِينَةَ الله؛
وَلَئِنِ اهْتَزَّتْ حِجَارَةُ أَسَاسَاتِكِ،
لَنْ تَهْتَزَّ أَسَاسَاتُ إِيمَانِ شَعْبِكِ،
الَّذِي سُمِّيَ فِيكِ، أَوَّلًا، مَسِيحِيًّا.
نَعَمْ! أَنْطَاكِيَة لَنْ تَمُوت؛
أَنْطَاكِيَة سَتَقُوم؛
هَذَا هُوَ إِيمَانُ شَعْبِكِ.
هذا الخبر نُشر على صفحة بطريركيّة أنطاكية وسائر المشرق للرّوم الأرثوذكس على موقع فيسبوك.