عظة غبطة البطريرك الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا: الأحد الثاني والثلاثون من الزمن العادي، السنة أ
تجدون في التالي عظة غبطة البطريرك الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للّاتين، الأحد الثاني والثلاثون من الزمن العادي، السنة أ، يوم الأحد ١٢ تشرين الثاني/ نوفمبر ٢٠٢٣.
(متّى ٢٥: ١-١٣)
قبل أن نتأمّل بإنجيل اليوم (متّى ٢٥: ١-١٣) لنستذكر معًا ما سمعناه في إنجيل الأحد الماضي (متّى ٢٣، ١- ١٢).
خاطب يسوع تلاميذه والجموع وحذرهم من سلوك الفرّيسيّين وقادة الشعب: موضحًا جانب من جوانب حياتهم، يتميّز بنوع من الجمود: الأشخاص الجالسون على المقاعد أو في الولائم، الّذين يقولون ولا يفعلون، الّذين يرغمون الآخرين على فعل ما لا يفعلونه هم ولا يحرّكونها حتّى بإصبعهم... يبدو هذا غريبًا فقد اعتبر تاريخ الخلاص الّذي أقامه اللّه مع البشريّة رحلة، يسير فيها الإنسان بتواضع مع اللّه كما ويقود اللّه شعبه.
لنتأمّل سويّة في مثل اليوم "العذارى الحكيمات والجاهلات" في إطار الرحلة. تخرج العذارى للقاء العريس (متّى ٢٥، ١)، ثمّ في منتصف اللّيل يصل العريس، وتدعى العذارى للقائه (متّى ٢٥، ٦) إلّا أنّ أولئك اللّواتي لم يعد عندهنّ زيت لمصابيحهنّ، لا يمكنهنّ مواصلة الرحلة وعليهنّ العودة لتعبئة مصابيحهنّ. (متّى ٢٥، ١٠).
لذلك يسرن كلهن في ذات الطريق لكنهنّ يصلّن إلى وجهتين مختلفتين: فالحكيمات منهنّ يصلن إلى نقطة اللّقاء الّتي انطلقوا من أجلها، أما الجاهلات مثل الفرّيسيّين وقادة الشعب في إنجيل الأحد الماضي، لا بدّ أن يتوقّفوا في مرحلة ما.
لماذا هذا؟ وماذا يعني كل هذا؟
يكمن الفرق في كمية مخزون الزيت لأنه في مرحلة ما من هذه الرحلة سيحل الليل وستحتاج إلى نور السراج لتسير في الظلام. كان لدى العذارى الحكيمات احتياط كاف من الزيت، توقّعن تأخر العريس، عكس الأخريات اللواتي لم يعتقدن الانتظار الطويل، وأن كل رحلة لتحقيق هدف مهم يتطلب استعداداً كاملاً.
بينما يكشف القانون المتأصل في أعماق حياة الإنسان أن كل شيء يحتاج إلى وقت لينضج وأنه لا نعطى أي شيء على الفور، وأنه يجب بناء كل علاقة وحدث وهدف بصبر على طول الحبكة المتواضعة للأيام: تستغرق الولادة شهوراً من الحمل، ويستغرق التخرج سنوات من الدراسة...كل شيء له طريقه الخاص.
السلام هو أيضا طريق.
لهذا السبب لا تستطيع العذارى الحكيمات إعطاء زيتهن للجاهلات، لأن الزيت ينتج بعد فترة من الزمن: ليس من الضروري البحث عن طريق مختصر ولكن من الضروري العودة الى الطريق مرة أخرى والبدء من جديد (متى ٢٥: ٩).
وبالتالي، فإن الانتظار هو فن لا يمكن ارتجاله، ويتطلب ممارسة يومية متواضعة لأولئك الذين لا يستسلمون أبدا للواقع، وأولئك الذين يبدأون كل يوم من جديد من دون أن يصابوا بالإحباط، وأولئك الذين يعتمدون دائما على الوعد الذي يأتينا بأساليت وأوقات لا نتوقعها…
هذه العظة نُشرت على موقع البطريركيّة اللّاتينيّة في القدس، لقراءة المزيد إضغط هنا.