قداسة البابا فرنسيس: يا أمّ اللّه وأمّنا، نأتي إليك، ونبحث عن ملجأ في قلبك الطاهر

"نوكل إليك ونكّرس لك حياتنا، وكلّ جزء من كياننا، كلّ ما لدينا وما نحن عليه، إلى الأبد. نكرّس لكِ الكنيسة لكي تكون، من خلال شهادتها للعالم لمحبّة يسوع، علامة انسجام وأداة سلام. نكرّس لكِ عالمنا، ولا سيّما البلدان والمناطق الّتي تعيش في حالة حرب" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته في الصلاة من أجل السلام التي ترأسها في بازيليك القديس بطرس.

ترأّس قداسة البابا فرنسيس، مساء الجمعة 27 تشرين الأوّل 2023، في بازيليك القدّيس بطرس في الفاتيكان وقفة صلاة من أجل السلام تخلّلتها صلاة مسبحة الورديّة وسجود للقربان المقدّس وخلال وفي نهاية صلاة المسبحة تلا قداسة البابا فرنسيس صلاة قال فيها يا مريم، أنظري إلينا! نحن هنا أمامك. أنت أم، وتعرفين تعبنا وجراحنا. أنت، يا ملكة السلام، تتألّمين معنا ومن أجلنا، إذ ترين الكثير من أبنائك تمتحنهم الصراعات، وتحزنهم الحروب الّتي تمزّق العالم.

تابع قداسة البابا فرنسيس يقول إنّها ساعة مُظلمة، وفي هذه الساعة المظلمة، نغوص في عينيك المنيرتين ونوكل أنفسنا إلى قلبك الحساس لمشاكلنا، والّذي لم يُستثنى من القلق والمخاوف: كم من القلق عندما لم يكن هناك مكان ليسوع في المضافة، كم من الخوف عندما هربتم مسرعين إلى مصر لأن هيرودس أراد أن يقتله، كم من الألم عندما ضيّعتماه في الهيكل! ولكنك كنت شجاعة ومقدامة في المحن: وثقتِ بالله وأجبتِ على القلق بالعناية، وعلى الخوف بالحب، وعلى الألم بالتقدمة. لم تتراجعي أبدًا، ولكن في اللحظات الحاسمة أخذتِ المبادرة: بسرعة ذهبتِ إلى أليصابات، وفي عرس قانا، حصلتِ من يسوع على المعجزة الأولى، وفي العلية حافظتِ على التلاميذ متحدين. وعندما على الجلجلة اخترق سيف نفسك، أنتِ، أيتها المرأة المتواضعة والقوية، نسجتِ ليل الألم برجاء فصحي.

أضاف الأب الأقدس يقول الآن، أيتها الأم، بادري مرة أخرى من أجلنا، في هذه الأزمنة التي تمزقها الصراعات وتدمرها الأسلحة. أميلي نظرك الرحوم إلى العائلة البشرية، التي ضيّعت درب السلام، والتي فضَّلَت قايين على هابيل، والتي إذ فقدت حس الأخوّة، لم تعد تجد جو البيت مرة أخرى. تشفعي لعالمنا الذي يعيش في خطر واضطراب. علمينا أن نقبل الحياة – كل حياة بشرية! – ونعتني بها وننبذ جنون الحرب التي تزرع الموت وتمحو المستقبل.

تابع الحبر الأعظم يقول يا مريم، لقد جئتِ للقاءنا مرات عديدة، طالبة الصلاة والتوبة. أما نحن، إذ كنا مأخوذين باحتياجاتنا وتشغلنا العديد من المصالح الدنيوية، صممنا آذاننا عن دعواتك. أما أنتِ التي تحبيننا لا تتعبي أبدًا منا. إمسكينا بيدنا، وأرشدينا إلى التوبة، واجعلينا نعيد الله إلى المقام الأول في حياتنا. ساعدينا لكي نحافظ على الوحدة في الكنيسة ولكي نكون صانعي شركة في العالم. ذكّرينا بأهمية دورنا، واجعلينا نشعر أننا مسؤولين عن السلام، ومدعوين للصلاة والعبادة، وللتشفع والتعويض من أجل الجنس البشري بأكمله…

هذا التقرير نُشر على موقع فاتيكان نيوز، لقراءة المزيد إضغط هنا.

Previous
Previous

غبطة البابا ثيودروس الثاني يحتفل بعيد القدّيس الشهيد ديمتريوس المفيض الطيب

Next
Next

عظة غبطة البطريرك الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا: الأحد الثلاثون من الزمن العادي أ