غبطة البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا كاردينالًا لأبرشيّة القدس: نحن مع المسيح للجميع

بقلم: ميرال عتيق/lpj.org

الفاتيكان - 30 أيلول/ سبتمبر 2023، عيَّن قداسة البابا فرنسيس ٢١ كاردينالًا جديدًا للكنيسة الكاثوليكيّة الرومانيّة من بينهم غبطة بطريرك القدس للّاتين بييرباتيستا بيتسابالا في ساحة القدّيس بطرس وذلك خلال الكونسيستوارا العام الذي شهد حضور اللآلاف من المؤمنين من مختلف أرجاء العالم.

مختلف الجنسيّات الّتي يجمعها إيمان واحد ورجاء واحد تهلّلت في مكان واحد، في مدينة الفاتيكان - روما، تركّزت عظة قداسة البابا فرنسيس حول الوحدة والتنوّع في الكنيسة ودور الروح القدس في تشكيل الكنيسة الواحدة المقدّسة الجامعة الرسوليّة، لذلك اختار قداسة البابا المقطع الإنجيلي الّذي يروي حدث العنصرة وتعليقًا على "الأمم المختلفة" الّتي اجتمعت أمام العليّة شهودًا للحدث قال قداسته: "هذه القائمة الطويلة من الشعوب جعلتني أفكّر في الكرادلة، الّذين، وبنعمة اللّه، يأتون من جميع أنحاء العالم، ومن مختلف الأمم وجعلتني أفكّر أنّه قبل أن نكون رسلًا، قبل أن نكون كهنة وأساقفة وكرادلة، نحن فرثيون وميديون وعيلاميّون". حثّ قداسته الكرادلة الجدد في مهمّتهم الجديدة أن يكونوا التناغم الّذي تمثّله سينودسيَّة الكنيسة واهميّة التشبّث بالروح القدس المعزّي والمعلّم الّذي يمكننا من السير معًا: "إنّ مجمع الكرادلة مدعو لكي يتشبّه بأوركسترا سيمفونيّة، الّتي تمثّل سيمفونيّة الكنيسة وسينودسيّتها... إنَّ التنوّع ضروري، ولا غنى عنه".

رُفعت أعلام البلاد الممثلة وابتهجت أبرشية القدس بأجمعها لحظة تسليم قداسة البابا قبعة الكاردينال لغبطته، آملين أن يؤدي تنصيبه إلى رفع مكانة القدس في أعين العالم وتعبيرا عن أمتنانهم لاهتمام الكرسي الرسولي بالأرض المقدسة والشرق الأوسط وبالاخص المدينة المقدسة، القدس، التي تشكل قلب الكنيسة. عبر السيد بدر ربيع من سكان القدس الذي جاء الى روما للمشاركة قائلاً: " من هذه الارض المقدسة انطلقت البشارة، منبع الأيمان المسيحي، مسيحيو هذه البلاد هم احفاد المسيحيين الأوائل الذين حملوا على عاتقهم عبر الأجيال مسؤولية نشر الأيمان الى جميع البلاد حتى اصبح الايمان المسيحي عالمي ولكن يواجه اليوم مسيحيو الأرض المقدسة العديد من التحديات التي تعرقل استمرارية وجودهم في هذه المنطقة، كونهم الأقلية، ولكن يعزز تعين غبطته كاردينالاً دعم الكنيسة الكاثوليكية لنا في الحفاظ على الثقافة العربية العريقة والفكر المسيحي وتطويره من خلال علاقة روما بالقدس وبالعالم".

"تجتمع المدينة المقدسة بالمدينة الخالدة في شخص غبطة البطريرك"، قال الشاب ديميتريوس، متطوع في بيت الاعلان (Kasakareigma) الذي حضر أيضًا في روما، "جئنا للتعبير عن دعمنا في مهمة غبطته الجديدة ككاردينال وتكرسه بشكل اكبر في حماية الايمان مع ارتداءه اللون الاحمر واتحاده مع كنيسة روما وأسقفها".

وعبر السيد انطون أصفر، الأمين العام لمؤسسة كاريتاس القدس، عن فخره بتنصيب غبطته قائلا "هذا التعين جاء كجواب على توق مسيحيي الارض المقدسة في احتضان الكنيسة العالمية لها". شدد على اعتناق مؤسسة الكاريتاس كلمات غبطته المعبرة عن عملهم في مدينة غزة وهي "الحب في العمل".

انتهاء الكونسيستوارا العام تقبّل غبطته التهاني من أساقفة وكهنة البطريركية ومختلف أساقفة الكنائس والرهبان بالاضافة الى الوفود الشعبية من الأردن وفلسطين واسرائيل وقبرص والولايات المتحدة الأمريكية وابناء رعبته من بيرجامو وموظفو البطريركية اللاتينية، وفرسان وسيدات القبر المقدس، وقد مُنح غبطته لقبا فخريا لكنيسة فرسان القبر المقدس في روما، كنيسة القديس اونوفرية وذلك لصلة القديس اونوفرية الناسك بالأرض المقدسة حيث حج اليها وعاش فيها داعياً شعبها الى الحياة النسكية.

عقب تعينه كاردينالًا عبّر غبطته قائلًا: "مهمة البطريركية اللاتينية في القدس هي ذاتها وكذلك مهمتي كبطريرك لها، منحي هذه الرتبة لا يغير المهمة ولكن يزيد من شأنها، يسعدني ان اكون صوتا لمسيحي هذه الأرض في العالم وبذات الوقت تجذير عمل الكنيسة في تشجيع الحوار المسكوني بين الأديان وتوجيه المجتمع المسيحي في المناقشات الاجتماعية والسياسية وأن اكون الراعي الّذي يرشدها في عيش الانجيل، كلمة الحق والنور والرجاء الذي يجلب السلام".

ترأس غبطة البطريرك الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا قداسه الحبري الأول يوم الأحد 1 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2023 في بازيليكا القديسة مريم الكبرى بمشاركة لفيف من الأساقفة والكهنة وبحضور حشد كبير من المؤمنين، عبر غبطته عن امتنانه للدعم والحب والثقة التي تلقاها في الفترة الأخيرة ً شاكراً جميع من شاركه هذه الفرحة التي هي بمثابة هبة لابرشية القدس.

تأمل غبطته في عظته في صفات و"نظرة" القديس بطرس المتواضعة والخبيرة بنظرة المسيح، داعيًا ابرشية القدس ان تتمثل بها في مواجهة مختلف الصعاب وعيش المحبة التي دعا لها المسيح قائلًا: "الهوية المسيحية ليست حصنًا ندافع عنها، بل بيتًا مضيافًا وبابًا مفتوحًا لسر الله والإنسان حيث نرحب بالجميع. نحن مع المسيح للجميع. أيها الإخوة والأخوات، هكذا أودّ أن أعيش وأن "أكون" كاردينالًا. هكذا أود أن تكون البطريركية اللاتينية، التي أصبحت بشكل مفاجئ مقر الكرادلة، بدعوتها ورسالتها. هذه هي الطريقة التي أود منكم جميعًا أن تختاروا بها أن تكونوا مسيحيين، تلاميذ للمسيح، مشددا إياكم بصلاتي كما وأطلب صلاتكم من أجلي".

تستعد الأبرشية الآن للترحيب بغبطة الكاردينال عند عودته من روما ابتدائًا بالاستقبال الرسمي في القدس وكنيسة القيامة ثم الترحيب به وترأسه القداس الحبري في كل من القدس وبيت لحم والناصرة والأردن وقبرص.

إضغط هنا لمشاهدة بث التنصيب 

إضغط هنا لمشاهدة بث القداس

هذا الخبر نُشر على موقع البطريركيّة اللّاتينيّة في القدس.

Previous
Previous

قداسة البابا تواضروس الثاني يشهد حفل اليوبيل الذهبي للكليّة الإكليريكيّة في المحرق، مصر

Next
Next

غبطة البطريرك يوحنّا العاشر يقيم القدّاس الإلهي في كنيسة الصليب المقدّس في القصاع