“الاتّحاد الجسدي في مفهوم الاتحاد الزيجي.. في اجتماع الأربعاء لقداسة البابا تواضروس الثاني
ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندريّة وبطريرك الكرازة المرقسيّة، عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء 13 تمّوز/ يوليو 2022، من المقر البابوي بالقاهرة، وبُثت العظة عبر القنوات الفضائية المسيحية وقناة C.O.C التابعة للمركز الإعلامي للكنيسة على شبكة الإنترنت.
واستكمل قداسته السلسلة التعليمية الجديدة “مفهوم الاتحاد الزيجي” كأساس لبناء أسرة مسيحية مقدسة، حيث تناول الأصحاح الخامس من رسالة القديس بولس الرسول إلى أهل أفسس والذي يُقرأ في صلوات الإكليل (سر الزيجة المقدس)، وأشار إلى المفهوم الخامس والأخير للاتحاد الزيجي وهو “الاتحاد الجسدي”، الذي يُكلل مفاهيم الاتحاد الزيجي الأربعة السابقة، ويأتي الاتحاد الجسدي باتمام المراحل التالية:
نضوج الطرفين (الترك) “مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ” (أف ٥: ٣١)
الالتصاق، أن يصير كلاهما مسؤولًا عن الآخر “وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ” (أف ٥: ٣١)
الاتحاد الجسدي “وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا” (أف ٥: ٣١)
وأشار أيضًا قداسته إلى أن الله خلق آدم لخلق كيانًا زيجيًّا واحدًا ويسمح بالزواج من أجل الثمر المتكاثر، ولكي يتحقق هذا الكيان الزيجي لا بد من وجود ثلاث علامات :
الاحترام بين الاثنيْن
احتياج بعضهما لبعض
احتواء كل منهما للآخر
وأوضح قداسته:
أن معنى الرجولة في ثلاث معان: الأبوة والشجاعة (الحماية) والجدية
أن معنى الأنوثة في ثلاث معان: الأمومة والبهجة والرقة في التعامل
وطرح قداسة البابا سؤالًا: ماذا يريد الله من الزواج؟
الزواج هو محاكاة للأسرة الأولى (آدم وحواء)
من خلال الأسرة يتم تنظيم الحياة الجنسية
أعضاء التناسل وضعها الله لكي تخدم البشرية، “«أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا…” (تك ١: ٢٨)
وأثار قداسته تساؤل آخر، لماذا خلق الله الجنس؟
الله في محبته أراد الإنسان يشترك معه في خلقة إنسان جديد في العالم
الله خلق الجنس كأسمى تعبير عن الحب
الجنس يحقق مفهوم الالتصاق والوحدة في خصوصية مقدسة ومفرحة
وأبرز قداسته :
الزواج مكرَّم، زوج واحد لزوجة واحدة
العلاقة الخاصة بين الزوجين بمثابة دين على أحدهما للآخر أن يوفيه في الزواج “لِيُوفِ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ حَقَّهَا الْوَاجِبَ، وَكَذلِكَ الْمَرْأَةُ أَيْضًا الرَّجُلَ” (١كو ٧: ٣)
في الزواج صار هو لأجلها وصارت هي لأجله، “لاَ يَسْلُبْ أَحَدُكُمُ الآخَرَ، إِلاَّ أَنْ يَكُونَ عَلَى مُوافَقَةٍ” (١كو ٧: ٥).
تأتي هذه السلسلة التعليمية اتساقًا مع إطلاق عام “أسرتي مقدسة” الذي جاء كتوصية من المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية في جلسته العامة التي عقدت يوم ٩ يونيو الجاري، وترسيخًا لمبادئ وقيم الأسرة المسيحية السوية، كما ذكر قداسته في الحلقة الأولى من السلسلة يوم ١٥ يونيو الماضي.
هذا الخبر نُشر على الموقع الرسميّ للكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة.