غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان يحتفل بالقداس بمناسبة تكريم المطران الجديد مار أفرام إيلي وردة، باريس – فرنسا
في تمام الساعة الخامسة من مساء يوم الأحد 10 تمّوز/ يوليو 2022، احتفل غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك السريان الأنطاكي، بالقدّاس الإلهي بمناسبة تكريم سيادة مار أفرام إيلي وردة المطران الجديد لأبرشية القاهرة والنائب البطريركي على السودان، على خدمته لرعية مار أفرام السرياني في باريس لمدّة تزيد عن 15 سنة، وذلك على مذبح كنيسة القديس يعقوب Saint Jacques de Haut-Pas، باريس – فرنسا.
عاون غبطتَه في القداس صاحبُ السيادة المطران مار أفرام إيلي وردة، والمونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، بمشاركة الخوارسقف باسكال كولنيش النائب العام لشؤون الكاثوليك الشرقيين في فرنسا ورئيس منظّمة عمل الشرق Œuvre d’Orient، والمونسنيور بروسّوليت النائب العام السابق لشؤون الكاثوليك الشرقيين في فرنسا، والخوراسقف روفائيل قطيمي، والأب سامر حلاتة (مرسيليا - فرنسا)، والأب يوسف درغام (كاهن رعية مريم العذراء سيّدة فاتيما في جونيه - لبنان)، وكهنة الرعية اللاتينية في كنيسة القديس يعقوب Saint Jacques de Haut-Pas (باريس) يتقدّمهم الأب فرانسوا ديلبين، والشمامسة، وجموع المؤمنين من أبناء وبنات رعية مار أفرام السرياني في باريس، ومن بعض الإرساليات السريانية في مناطق فرنسية عدّة.
وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، باللغتين الفرنسية والعربية، أعرب غبطة أبينا البطريرك عن فرحه الكبير "بالاحتفال بهذا القداس الوداعي الذي تقيمونه لعزيزنا المطران الجديد إيلي الذي استجاب إلى دعوة الرب له حيث يرسله، وحيث تعهد إليه الكنيسة بالدعوة الجديدة، كي يكون مطراناً لأبرشية القاهرة ونائباً بطريركياً على السودان، أي الخدمة أيضاً لجماعة من المهاجرين كما أغلبيتكم أنتم القادمين من بلادنا في الشرق، سواء بإرادتكم أو من جراء قوّة المعاناة والعنف".
ونوّه غبطته إلى أنّ "الرب يسوع علّمنا أنّنا دُعِينا كي نخدم بالوداعة والتواضع، ونحن نعرف جيداً أنّ الخطيئة الكبرى التي كسرت العلاقة الحبّية بين الخالق وخليقته كانت الكبرياء، كما تعلمون وتلاحظون وتختبرون في حياتكم. في ثقافة اليوم، لا نتوقّف عن إعلان ما يُسمَّى بالحرّية الفردية وبالشخصانية، رغم كلّ شيء، ونتجاهل أنّنا خُلِقْنا كي نحبّ ونخدم بالوداعة والتواضع الحقيقي الذي يجعلنا نكبر، ولا يجعل منّا مستعبَدين للآخر. فالتواضع هو الذي يرفعنا، ولنتذّكر أنّ تواضُع مريم العذراء هو الذي وهبَها هذه النعمة والمهمّة العظيمة، أن تكون والدة الإله - الكلمة المتجسِّد".
وأشار غبطته إلى "أنّني سأعهد إلى المطران إيلي أن يشكر جميع المشاركين معنا اليوم، وأن يشكر أيضاً رعية مار أفرام في باريس. وأنا أعرف أنّه ليس سهلاً أبداً على المطران إيلي وعليكم أنتم المشاركين معنا اليوم وعلى جميع أعضاء رعية مار أفرام، أن تقوموا بوداع راعٍ خدمكم أكثر من 15 سنة، كي يغادركم للقيام بخدمة أخرى. لكنّنا نهنّئه على استعداده الكامل لتلبية دعوة الرب حيثما يرسله وحيثما تكون هناك حاجة، ممتدِحين فضيلة المطران إيلي الذي قَبِلَ أن يغادر هذه الرعية المحبوبة وجميع الذين رافقوه في طريقه ككاهن لهذه الرعية".
ولفت غبطته إلى أنّ "جميعكم تعرفون أنّه ليس سهلاً أن يغيِّر أحدٌ موضع إقامته ورسالته وخدمته، حتّى في الكنيسة التي تتطلّب من الكهنة أن يكونوا دائماً على استعداد كي يتركوا أعزّ الأمكنة وأعزّ الأصدقاء في رعية خدموها لسنوات عديدة مثل المطران الجديد إيلي".
واعتبر غبطته أنّه "صحيحٌ أنّنا نحتفل بهذا القداس بنوعٍ من الحزن، لأنّ أبونا إيلي هو اليوم مطران لأبرشية القاهرة، وسيغادركم للبدء بخدمته الجديدة، لكن في الوقت نفسه علينا أن نكون فرحين لأنّنا أولاد الفرح، ومهما يحدث لنا في الحياة سنظلّ نشهد بأنّ الرب يسوع هو دائماً معنا، وهو سبب وينبوع فرحنا. وإنّنا نعتزّ كثيراً بأنّ الكنيسة دَعَتْ خادمَكم إلى خدمة أخرى أشمَل، أن يكون ذاك الذي يشهد للإنجيل المقدس في بلدٍ كبيرٍ هو مصر، والذي يحتاج إلى مطران وراعٍ جديد. لذلك نحن، ولو ببعض الألم والكآبة، علينا أن نبقى دائماً فرحين، ونفرح مع سيدنا إيلي الذي يتوجّه للقيام بهذه الرسالة الجديدة".
وأكّد غبطته أنّ "المطران الجديد يتذكّر على الدوام بدون شكّ قولَ الرب يسوع بأنّ علينا ألا نفتِّش عن العظمة والكرامة والمنصب. لذا عليه أن يكون الخادم المتواضع على مثال الرب يسوع المسيح، الذي قال هو نفسُهُ في مكان آخر في الإنجيل: ما جئتُ لأُخدَمَ بل لأُخدُمَ وأبذلَ نفسي عن الكثيرين"…
هذا الخبر نُشر على موقع بطريركيّة أنطاكية وسائر المشرق للسريان الكاثوليك، لقراءة المزيد إضغط هنا.