قداسة البابا فرنسيس يستقبل وفدًا من البطريركيّة المسكونيّة

"المسيح هو سلامنا، الّذي، إذ تجسد ومات وقام من الموت من أجل الجميع، هدم في جسده جدران العداوة والفصل بين البشر. لننطلق منه مجدّدًا، لكي نفهم أنّه لم يعد الوقت مناسبًا لكي ننظِّم الأجندات الكنسيّة وفقًا لمنطق القوّة والراحة الدنيوي، وإنّما وفقًا لنبوءة سلام الإنجيل الشجاع" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته إلى وفد البطريركيّة المسكونيّة الّذي استقبله لمناسبة عيد القدّيسين الرسولين بطرس وبولس.

لمناسبة عيد القديسين الرسولين بطرس وبولس استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح الخميس 30 حزيران/ يونيو 2022 وفدًا من البطريركيّة المسكونيّة يرأسه رئيس الأساقفة جوب، يرافقه المطران أدريانوس والشماس برناباس غريغورياديس، وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال لقد شاركتم بالأمس في عيد القدّيسين الرسولين بطرس وبولس: لقد كان حضوركم في الليتورجيا الإفخارستية مصدر فرح عظيم لي وللجميع، لأنه أظهر بشكل مرئيٍّ قرب كنيسة القسطنطينية ومحبتها الأخوية لكنيسة روما. أطلب منكم أن تنقلوا تحياتي وامتناني إلى الأخ العزيز البطريرك المسكوني برتلماوس، وإلى المجمع المقدس، الذين أرسلوكم إلى هنا بيننا.

تابع البابا فرنسيس يقول إن التبادل التقليدي للوفود بين كنيستينا بمناسبة أعياد شفعائنا هو علامة ملموسة على أننا قد تخطّينا زمن البعد واللامبالاة، الذي كان يُعتقد خلاله أن الانقسامات كانت واقعًا لا يمكن تداركه. أما اليوم، إذ نشكر الله، وبالطاعة لإرادة ربنا يسوع المسيح وتوجيه من الروح القدس، تسير كنيستانا قدمًا بحوار أخويٍّ ومثمر وتلتزم بطريقة مقنعة ولا رجوع عنها في مسيرة نحو إعادة إحلال الشركة الكاملة. في هذا الصدد، أود أن أتوجه بفكر ممتن إلى الذين أطلقوا هذه المسيرة. بشكل خاص يطيب لي أن أتذكر، قبل أيام قليلة من الذكرى الخمسين لوفاته، البطريرك المسكوني أثيناغوراس، الراعي الحكيم والشجاع الذي لا يزال مصدر إلهام لي وللكثيرين، والذي قال: "كنائس شقيقة، شعوب إخوة".

أضاف الحبر الأعظم يقول كنائس شقيقة، شعوب إخوة: إنَّ المصالحة بين المسيحيين المنفصلين، كمساهمة في تهدئة الشعوب المتنازعة، تبدو اليوم أكثر أهمية من أي وقت مضى، بينما يهزُّ العالم عدوان حرب وحشي لا معنى له، ويتقاتل فيه العديد من المسيحيين فيما بينهم. ولكن إزاء فضيحة الحرب، لا داعي أولاً لأخذ الاعتبارات: وإنما هناك البكاء والمساعدة والارتداد. علينا أن نبكي الضحايا وسفك الدماء، وموت العديد من الأبرياء، وصدمات العائلات والمدن وشعب بأكمله: كم من الألم في الذين فقدوا أحباءهم الأعزاء وأجبروا على التخلي عن بيوتهم ووطنهم! ثم علينا أن نساعد هؤلاء الإخوة والأخوات: إنها دعوة إلى المحبّة التي، وكمسيحيين، نحن ملزمون بممارستها تجاه المسيح المهاجر الفقير والجريح. لكن علينا أيضًا أن نرتدَّ لكي نفهم أن الغزوات المسلحة والتوسع والإمبريالية، جميع هذه الأمور لا تمُسُّ بأيّة صلة بالملكوت الذي أعلنه يسوع، وبرب الفصح الذي طلب في الجتسماني من التلاميذ أن ينبذوا العنف ويخمدوا السيف، "لأن كل من يأخذ بالسيف، بالسيف يهلك"؛ وقطع كل الاعتراضات إذ قال: " كفى!"…

هذه الكلمة نُشرت على موقع فاتيكان نيوز، لقراءة المزيد إضغط هنا.

Previous
Previous

غبطة البطريرك يوسف العبسيّ يزور ألمانيا للقاء مسؤولين كنسيّين ورسميّين

Next
Next

غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو يصل إلى العاصمة الأردنيّة