قداسة البابا فرنسيس: الشيخوخة هي زمن خاص لحلِّ المستقبل من الوهم التكنوقراطي لبقاء بيولوجي وروبوتي

"تتحلّى الشيخوخة بجمال فريد: نحن نسير نحو الأبدية" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في مقابلته العامة مع المؤمنين.

أجرى قداسة البابا فرنسيس صباح يوم الأربعاء 8 حزيران/ يونيو 2022، مقابلته العامة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان واستهل تعليمه الأسبوعي بالقول من بين المسنين البارزين في الأناجيل نجد نيقوديمُس - أحد رؤساء اليهود - الذي وإذ أراد أن يتعرّف على يسوع، ذهب إليه سراً في الليل. وفي المحادثة بين يسوع ونيقوديمُس، يظهر جوهر وحي يسوع ورسالته الفدائية، عندما يقول: "إن الله أحب العالم حتى إنه جاد بابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية".
تابع البابا فرنسيس يقول قال يسوع لنيقوديمُس أنه "لكي يرى المرء ملكوت الله" عليه " أن يولد من علُ". إنها ليست مسألة أن يولد المرء من جديد، بتكرار مجيئنا إلى العالم، على أمل أن يفتح تقمُّص تجسد جديد إمكانياتنا لحياة أفضل. إنَّ هذا التكرار لا معنى له. لا بل هو سيفرغ الحياة المعاشة من جميع معانيها، ويمحوها كما لو كانت مجرّد تجربة فاشلة، وقيمة منتهية الصلاحية، وفراغ يضيع. لا ليس الأمر هكذا. هذه الحياة هي ثمينة في عيني الله: هي تجعلنا كائنات يحبها بحنان. و"الولادة من علُ"، التي تسمح لنا "بالدخول" إلى ملكوت الله، هي ولادة في الروح، عبور في الماء نحو أرض الميعاد لخليقة مُتصالحة مع محبة الله.
أضاف الحبر الأعظم يقول أساء نيقوديمُس فهم هذه الولادة، وأشار إلى الشيخوخة كدليل على استحالة ذلك: فالإنسان يشيخ حتماً، ويختفي حلم الشباب الأبدي نهائياً، والفناء هو مصير أي ولادة في الزمن. فكيف يمكنه أن يتخيّل مصيرًا يأخذ شكل ولادة؟ إن اعتراض نيقوديمُس مفيد جدًّا بالنسبة لنا. يمكننا في الواقع أن نقلبه، في ضوء كلمة يسوع، في اكتشاف رسالة خاصة بالشيخوخة. في الواقع، الشيخوخة ليست أبدًا عقبة أمام الولادة من علُ التي يتحدث عنها يسوع، ولكنها تصبح الزمن المناسب لإنارتها، وتحريرها من سوء فهم رجاء ضائع. إنَّ عصرنا وثقافتنا، اللذان يظهران ميلًا مقلقًا إلى اعتبار ولادة ابنٍ كمجرَّد مسألة بسيطة تتعلق بالتكاثر البيولوجي للإنسان، يعززان بعدها أسطورة الشباب الأبدي كهوس - يائسٍ - بجسد غير قابل للفساد. لماذا يتمُّ - من نواح كثيرة – احتقار الشيخوخة؟ لأنها تحمل دليلاً دامغًا للتخلّي عن هذه الأسطورة، التي تريد أن تعيدنا إلى حشا الأم، لكي نعود شبابًا في الجسد...

هذا الخبر نُشر على موقع فاتيكان نيوز، لقراءة المزيد إضغط هنا.

Previous
Previous

قداسة البابا تواضروس الثاني يترأس الجلسة الختامية للمجمع المقدس

Next
Next

قداسة البابا يستقبل وفدًا من كهنة ورهبان الكنائس الشرقية الأرثوذكسية