إعلان تطويب الأبوين ليونار عويس ملكي وتوما صالح الكبوشيين في قداس احتفالي
تمّ الإعلان عن تطويب المكرمين الشهيدين الأبوين ليونار عويس ملكي وتوما صالح الكبوشيين، السبت 4 حزيران 2022، خلال قداس احتفالي ترأسه رئيس مجمع دعاوى القديسين الكاردينال مارتشيلو سيميرارو، وذلك في الباحة الخارجيّة لدير الصليب في جل الديب، فيما ارتفعت في الباحة وعلى الطرقات المؤدية إليه صور الطوباويين والأعلام البابوية واللبنانية واللافتات التي حملت عبارات التهنئة والإيمان.
وشارك في القداس الأمين العام لسينودس الأساقفة الكاردينال ماريو غريك، والنائب الرسولي للاتين المطران سيزار اسايان، والسفير الفاتيكاني المطران جوزف سبيتيري، والرئيس العام للرهبنة الكبوشيّة في العالم روبرتو جنوين، بحضور البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، بطريرك السريان الكاثوليك أغناطيوس يوسف الثالث يونان، وممثلين عن رؤساء الكنائس، ولفيف من الأساقفة والرؤساء العامين والرئيسات العامات للرهبانيات، والكهنة والرهبان والراهبات، وحشد من الشخصيات المدنيّة والمؤمنين من مختلف المناطق اللبنانية. وخدمت القداس جوقة سيدة اللويزة بقيادة الأب خليل رحمة.
الرسالة الرسوليّة
وفي بداية القداس تلا المطران أسايان الرسالة الرسوليّة التي تضمنت مرسوم إعلان التطويب الموقّع من قداسة البابا فرنسيس في 18 نيسان الفائت. وجاء فيها: "نحن، تلبية لرغبة أخينا سيزار إسايان، النائب الرسولي على بيروت، وإخوة كثيرين والعديد من المؤمنين، وبعد أخذ مشورة مجمع دعاوى القديسين، بسلطتنا الرسولية، نسلّم أن خادمي الله الكريمين ليونار ملكي وتوما صالح، الشهيدين، الكاهنين المعترف بهما من رهبنة الإخوة الأصاغر الكبوشيين، الرسولين البطلين لإنجيل يسوع حتى سفك دمائهما، أن يدعيا من الآن وصاعدًا طوباويين، على أن يحتفل بعيدهما في الأماكن ووفقًا للقواعد التي يحددها القانون، في العاشر من حزيران من كل عام".
نبذة عن حياة الطوباويين
وتلا المكلف من الرهبنة الكبوشية في دوائر الفاتيكان متابعة دعاوى القديسين، الراهب الكبوشي كارلو كالوني باللغة الفرنسيّة، ونائبه الراهب الكبوشي طوني حداد باللغة العربية، نبذة عن حياة الطوباويين ملكي وصالح، والذين استشهدا خلال موجة كراهية التي اجتاحت في نهاية الإمبراطورية العثمانيّة واختلطت بالأحداث المأساوية لاضطهاد الشعب الأرمني بأكمله وضد العقيدة المسيحيّة.
هذا ورفعت بعدها الستارة عن الصورتين اللتين اعتمدتهما الكنيسة لهما على وقع التصفيق.
عظة احتفال التطويب
وبعد تلاوة الإنجيل المقدس ألقى الكاردينال سيميرارو عظة بعنوان: "طلب العدالة للفقراء والضعفاء هذه هي القداسة" قال فيها: "إن عطش أحد فليقبل إلي" (يو 7 ، 37). هذه هي الكلمات الأولى ليسوع التي سمعناها للتو معلن عنها في الإنجيل المقدس، وهي بالفعل كافية لتلمسنا وتعزينا. قال: "ليقبل إلي"، ولكن لمن يقول ذلك؟ لمن هم الأفضل؟ لمن هم بلا خطيئة؟ لأولئك الذين هم على وئام مع القانون، حتى الكنسي، وفي نهاية المطاف مع شريعة الله؟ لا! يسوع يقول ببساطة: من هو عطشان! لهذا هو يتوجه!".
أضاف: "إن الشعور بالعطش يعني أمورا كثيرة. يتحدث الإنجيل، على سبيل المثال، عن "العطش إلى العدالة" وهذا هو العطش الذي يشعر به الإنسان دائما. حتى اليوم وفي أجزاء كثيرة من العالم، يجرح الظلم الإنسانية ويسبب معاناة شديدة. في التطويبات، يسوع يمدح هذا العطش، ولكن -كما يشرح البابا فرنسيس- من الضروري أن نفهم أن العدالة التي يتحدث عنها تبدأ في أن تصبح حقيقة في حياة كل شخص عندما يكون المرء عادلا في قراراته، ثم تتجلى عندما يسعى المرء لتحقيق العدالة للفقراء والضعفاء وهذه هي القداسة".
وتابع: "ولكن في لغتنا البشرية، تعبر كلمة عطش عن أمر آخر. تعبر على سبيل المثال، عن الرغبة. لقد ولدنا جميعا من رغبة: رغبة الله بالتأكيد، وهذا هو سبب امتلاء كل منا بالرغبات وفي جميعها تعبير عن تاريخنا: أفراح وآلام، نجاحات وإخفاقات، آمال وخيبات أمل. ما زلنا بحاجة إلى تمييزها، هذه الرغبات، لأن لا أحد منا يتمتع بالشفافية الكافية لنفسه ليعرف أين يتمركز قلبه".
وقال: "هذا ما يدعو إليه يسوع: تعال إلي! يعلق القديس توما الأكويني: يقول ذلك في impletione desideriorum، أي لتحقيق كل رغبة جيدة. لمساعدتنا على فهم كل هذا، يوضح الإنجيلي أن يسوع كان يتكلم عن الروح. لذلك في هذا السياق، هذا المساء، نريد أيضا أن نفكر في شخصية الراهبين الكبوشيين اللبنانيين، الأب ليونارد ملكي والأب توماس صالح الذين طوبا للتو كشهيدين".
وسأل: "من هم الشهداء؟ للإجابة على هذا السؤال، اعتبر القديس أمبروسيوس أنه في كل مرة تعلن فيها الكنيسة موت مخلصها (وهذا ما نفعله عندما نحتفل بالقربان المقدس)، فإنها تتلقى جرحا من الحب. ثم أوضح: "لا يستطيع كل شخص أن يقول إنه جرح من هذا الحب، ولكن يمكن للشهداء أن يقولوا ذلك، أولئك الذين جرحوا بسبب المسيح، وبالتحديد لأنهم جرحوا من أجل اسمه ، فإنهم يحبونه أكثر. لنتأمل، إذن، الحياة الأرضية لطوباويينا"...
هذا الخبر نُشر على موقع أبونا، لقراءة المزيد إضغط هنا.