غبطة البطريرك الرّاعي في عيد تيلي لوميار: إنّها عطيّة من بركة اللّه وجودته، وتطير على أجنحة روح العنصرة
تيلي لوميار/ نورسات
متوّجة مسيرة 32 سنة من رسالة السّلام والمحبّة والتّلاقي، أقامت أسرة تيلي لوميار ونورسات قدّاسًا احتفاليًّا ترأّسه غبطة البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي في كنيسة السيّدة في الصّرح البطريركيّ في بكركي؛ عاونه فيه رئيس مجلس إدارة تيلي لوميار سيادة المطران أنطوان نبيل العنداريّ، والنّائب البطريركيّ العامّ سيادة المطران حنّا علوان، بحضور ممثّلين عن بطاركة الشّرق وعدد من الأساقفة من مختلف الكنائس الشّرقيّة. هذا وحضر القدّاس مجلس إدارة تيلي لوميار ونورسات المجلس، إضافة إلى أسرة تيلي لوميار.
بعد الإنجيل المقدّس، ألقى البطريرك الرّاعي عظة بعنوان "عليكم أن تولدوا ثانية"(يو 3: 7)، جاء فيها:
"1. نحن في عيد العنصرة، عيد حلول الرّوح القدس على الكنيسة النّاشئة، وعلى كلّ مولود ومولودة ثانية من الماء والرّوح. هو عيد الكنيسة، برعاتها وشعبها ومؤسّساتها، التي هي بداية ملكوت اللّه على الأرض. هذه الكنيسة يحييها الرّوح القدس ويقدّسها ويجمعها ويقودها للشّهادة لحقيقة المسيح، فادي الإنسان ومخلّص العالم. وهو اليوم عيد محطّة تلي لوميار-نورسات.
2. ففي عيد العنصرة تأسّست محطّة تلي لوميار – تلفزيون المحبّة، منذ إثنين وثلاثين سنة، ثمّ راحت تكبر مع فضائيّتها نورسات ومختلف فروعها: نور الشّباب، نور قدّاس، نور مريم، نور الشّرق، نورسات إنكليزيّة. إنّها تحمل الرّسالة التي أوكلها المسيح الرّبّ إلى الكنيسة: "إنطلقوا إلى العالم كلّه، ونادوا بإنجيلي في الخليقة كلّها" (مر 16/ 15). وها هي تلي لوميار- نورسات تحمل هذه الرّسالة إلى العالم كلّه، إلى مئات الألوف من الشّعوب. وقد وصلت إلى كلّ الأوطان في مشارق الأرض ومغاربها. فبالإضافة إلى لبنان وبلدان هذا الشّرق، مثل سوريا ومصر والكويت والأردن والعراق وسواها. راحت شاشة نورسات تغطّي تباعًا أوروبا والولايات المتّحدة الأميريكيّة سنة 2003، فأوستراليا سنة 2004، وكندا سنة 2009، وأخيرًا لا آخرًا البرازيل وأميريكا اللّاتينيّة.
3. إنّها عطيّة من بركة اللّه وجودته، وتطير على أجنحة روح العنصرة، ويعود الفضل إلى المؤسّس عزيزنا الأخ نور وصلواته وتقشّفاته، و"جماعة الرّوح القدس للرّسالات" المنبثق منها "تجمّع أبناء الكنيسة للمحافظة على الأخلاق". فيطيب لي أن أهنّئ باسمكم وباسمي كلًّا من رئيس مجلس إدارة تيلي لوميار سيادة أخي المطران أنطوان نبيل العنداري، ورئيس مجلس إدارة نورسات وفضائيّاتها عزيزنا السّيّد جاك كلّاسي، وكلّ أعضاء الهيئة العامّة، ومؤمّني الأموال بسخاء لتغطية مصاريف هاتين المحطّتين، وأصدقاء تيلي لوميار، وسائر المحسنين، وجميع الموظّفين والعاملين على تنوّع مسؤوليّاتهم.
إنّنا نقدّم هذه الذبيحة الإلهيّة على نيّتهم جميعًا، ملتمسين لهم فيض النّعم الإلهيّة. ونصلّي كي يملأهم الرّوح القدس من مواهبه السّبع لنموّهم في الإيمان بالحكمة والعلم والفهم، وثباتهم في الرّجاء بالمشورة والشّجاعة، وإذكاء شعلة المحبّة في قلوبهم بالتّقوى ومخافة اللّه.
4. يؤكّد لنا الرّبّ يسوع، في حديثه مع نيقوديموس الذي سمعناه في إنجيل اليوم، وجوب أن نولد ثانية. كلّ إنسان مولود بحسب الجسد، ينبغي أن يولد بالرّوح. يوجد إذًا ولادتان: ولادة أولى من آدم وحوّاء، هي الولادة بالجسد، وولادة ثانية من اللّه والكنيسة؛ ولادة من الأرض وولادة من السّماء؛ ولادة من الجسد وولادة من الرّوح؛ الأولى ولادة للموت، والثّانية ولادة للحياة الأبديّة. كلّ واحدة من الولادتين لا تتكرّر. (راجع القدّيس اغسطينوس: تعليق على إنجيل يوحنّا، ص 266).
5. في يوم العنصرة حصلت الولادة الثانية، فخرج الرّسل المجتمعون في العليّة مولودين من جديد، متجدّدين بقلوبهم ونفوسهم وعقولهم. "وإذا بالجهلة ينطقون بألسنة الحكماء، وبصيّادي السّمك يعلّمون العلماء. وكالنّسور تطير من أبراجها الشّاهقة محلّقة، كذلك إنطلق التّلاميذ من صهيون أمّ الكنائس، فبشّروا أقطار المسكونة وردّوا الشّعوب عن طريق الضّلال، وعمّدوا الكثير من النّاس" (زمن القيامة المجيدة، ص 326 و 330). وراحت الكنيسة تنقل هذه "الولادة الثّانية"، من "الماء والرّوح" (يو 3/ 5)، المعروفة بالمعموديّة. بها يستنير المعمّد أو المعمّدة بنور الإبن-الكلمة، ويصبح إبن النّور، بل يصبح هو نورًا، شاهدًا لنور النّعمة والحقيقة والمحبّة (راجع كتاب التّعليم المسيحيّ، 1214-1216).
6. الدّعوة لقبول الروح القدس، من أجل الولادة من جديد، موجّهة إلى كلّ إنسان يولد في هذا العالم، من أيّ عرق أو لون أو دين كان. هذه الولادة الجديدة ضروريّة لكي يتمكّن من الاستنارة بكلمة اللّه، والامتلاء من مواهب الرّوح القدس، فتتبدّل نظرته إلى شؤون الحياة ويتبدّل تعاطيه فيها. إنّ تيلي لوميار-نورسات تلعب دورًا كبيرًا في نقل هذه الاستنارة إلى شعوب الأرض. فليكن اللّه ممجّدًا…
هذا الخبر نُشر على موقع تيلي لوميار ونورسات، لقراءة المزيد إضغط هنا.