تهنئة بالصّوم الأربعينيّ من نيافة الأنبا باخوم: لا نملّ من رحمة اللّه
في التالي تهنئة بالصّوم الأربعينيّ من نيافة الأنبا باخوم، النائب البطريركيّ لشؤون الإيبارشيّة البطريركيّة للأقباط الكاثوليك في مصر.
الآباء الأحبّاء، الرهبان والراهبات،
وشعب الإيبارشيّة البطريركيّة المبارك،
سلاما ومحبّة في الربّ يسوع.
بالصيام نستعدّ معًا لاستقبال عيد القيامة، عيد انتصار الحبّ على الموت، والخير على آثام البشر وضعافاتهم، انتصار الربّ المتجسّد، انتصاري وانتصارك في جسد المسيح: الربّ الإنسان.
زمن الصوم والذي يجسّد من جديد تجارب المسيح وتجاربنا. زمن نكتشف فيه أكثر وأكثر ضعفاتنا وخطايانا، نواقصنا وآثامنا، على المستوى الشخصيّ والجماعيّ، الكنسيّ والعالميّ: كم من عثرات حولنا. حروب، استغلال، تسلط، فساد. هذا حقيقيّ. وحقيقيّ أيضا، أنّه زمن نكتشف فيه ونختبر رحمة الله أمام هذا الواقع، دعوته لنبدأ من جديد. رحمة من رحم. رحمة الربّ هي إمكانيّة ولادة جديدة لنا، فلا نملّ من رحمته. لا نتعثّر من صبره، وطول أناته علينا وعلى من حولنا.
زمن الصوم هو زمن الضعف والرجاء، وهذا ما يحضّرنا ويعدّنا لاختبار القيامة. فقيامة الربّ هي قيامتنا، هي اختبار أنّ الرجاء الساكن فينا ينتصر على توابع خطايانا وإحباطاتها. فلا نملّ من رحمة الله، هذا ما أطلبه لي ولكم ولكلّ الآباء الكهنة، الرهبان والراهبات، وكلّ شعبنا الحبيب: ألّا نملّ من رحمة الله. فلنقم ونعترف، فلنقم ونختبر معا ومن جديد هذه القيامة.
فبالنيابة عن غبطة أبينا البطريرك، الأنبا إبراهيم، أتوجّه إليكم بخالص التهنئة بصيام عن الآثام، وامتلاء بالنعمة. بصوم يقوده الروح القدس مت 4: 4، معطيا إيانا جوعا إلى كلمته الخبز المحيي "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بالكلمة مت 4: 4، فيصبح طعامنا على مثال المسيح نعمل مشيئة أبي؛ ويهبنا صلاة السامريّة " أعطني هذا الماء لكي لا أعطش" يو 4: 15. صارخين مع الجموع الجائعة " أعطنا هذا الخبز" يو 6: 34. فنحمل جوعنا وعطشنا وجوع شعبنا وعطشه إلى الرحمة في بداية كلّ ذبيحة.
تشجّعوا فالربّ لا يتعب من أن يرحمنا، فلا نملّ من رحمته.
صلّوا لأجلي،
+ نيافة الأنبا باخوم
النائب البطريركيّ
لشئون الإيبارشيّة البطريركيّة
هذا النصّ نُشر على صفحة المكتب الإعلاميّ الكاثوليكيّ بمصر على موقع فيسبوك.